عبيد أعبيد - الحرة
اتفق المجتمعون في لقاء برلين، الأحد، على "ضرورة إنهاء التواجد الأجنبي في ليبيا ووقف الدعم المسلح لطرفي الحرب على الأرض"، ووقع على البيان الختامي للقاء، جميع من حضر من قادة الدول، وضمنهم تركيا.
تركيا حضرت لقاء برلين بوفد رفيع ترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان، وحرص مباشرة بعد لقاء أنغيلا ميركل، خلال مباحثات الفترة الصباحية، على لقاء رئيس حكومة "الوفاق الوطني"، فايز السراج.
ويأتي لقاء برلين، في سياق تسارع فيه تركيا إلى نشر قوات عسكرية في طرابلس، وأيضا في المياه الإقليمية لليبيا في البحر المتوسط، وذلك بعد توقيعها لـ"مذكرة تفاهم"، مع حكومة فايز السرج، تتضمن شقين، الأول حول التعاون الأمني، والثانية في المجال البحري.
وبمقتضى هذه الاتفاقية، سيكون لتركيا مبرر قانوني، لنشر قواتها العسكرية في المياه الليبية وطرابلس، فضلا عن استعمالها للأجواء الليبية عبر مقاتلاتها العسكرية التي ستظل مرابطة على حاملات تركية في مياه المتوسط.
لكن بعد مقررات لقاء برلين التي وقعت عليها أنقرة، تبقى أسئلة حول ما إذا ستظل تركيا ماضية في مخططها بشأن ليبيا أم أن اللقاء، نجح في خلط أوراق تركيا في الملف الليبي وحتم عليها إعادة ترتيب حساباتها في ليبيا، التي سعت إلى التواجد فيها أمام أنظار العالم؟
لقاء لـ"صد" الأتراك
وحول هذا التساؤل، قال مراقبون إن من الأهداف الحقيقية وراء سعي أنغيلا ميركل لتنظيم اللقاء بشأن الأزمة والإعلان عن موعده مباشرة بعد لقائها الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، هو "لجم" مساعي الأتراك في ليبيا.
وهنا، يقول أعلية العلاني، خبير في القضايا الاستراتيجية بالجامعة التونسية، لموقع "الحرة"، إن لقاء برلين كان معلناً عنه في وقت سابق بدون موعد محدد، لكن التدخل التركي، "سرع من عقده"، مشيرا إلى ان ألمانيا "كانت تنتظر فرصة مناسبة لعقده".
وأفاد الخبير، إن "الغاية من اللقاء واحدة، تتمثل في تقليم أظافر التواجد التركي في المنطقة"، مشيرا إلى ألمانيا وخلفها أوروبا "متوجسة من سيطرة تركيا على المنطقة أمنيا في ليبيا وشمال أفريقيا"، لأن ذلك "سيجعل لتركيا ورقة رابحة قوية، تمكنها من مساومة الأوروبيين في عدة قضايا وملفات".
لكن بعد لقاء برلين، يرى العلاني، ان تركيا "خرجت خاسرة من مجرياته، كما بدا ذلك على محيا أردوغان في ختام اللقاء"، بشكل "سيضطرها إلى إعادة حساباتها بشأن تدخلها في ليبيا".
مخطط مرهون بسلوك حفتر
لكن في المقابل، يقول متابعون إن مقررات لقاء برلين غير ملزمة، وعليه فمخطط تركيا بشأن الدخل في ليبيا، سيظل مستمرا، لكن بمبررات جديدة.
وفي هذا السياق، قال إسماعيل كايا، محلل سياسي متخصص في الشأن التركي، لـ"الحرة"، ان مواصلة تركيا في مخططها في الساحة الليبية "مرهون بسلوك حفتر"، حول ما إن سيخرق اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأفاد أن حفتر في حالة ما قرر مواصلة الهجمات على طرابلس وغرق الهدنة، فإن أردوغان سيجد مبررا قويا في مواصلة تواجده العسكري على الأراضي والمياه الليبية، لدعم قوات حكومة فايز السراج.
وعليه، تبقى حسابات أردوغان في ليبيا، رهينة بهدية قد يقدمها له حفتر من حيث لا يدري، ليواصل الأتراك تواجدهم العسكري، بموجب اتفاق تعاون وقعوه مع حكومة فايز السراج، المعترف بها أمميا.