مظاهرات معارضة لحجب تويتر في تركيا
مظاهرات سابقة في تركيا ضد حجب النظام لموقع تويتر

كشف تقرير جديد عن تصاعد المخاوف في تركيا بسبب ضعف البيئة السياسية الديمقراطية في البلاد، وأشار التقرير الذي صدر عن معهد دراسات الشرق الأدنى تحت عنوان "نظرة على الديمقراطية التركية 2023 وما بعدها"، إلى أن "الجميع" قلق من أن النظام الحاكم قد يلجأ لفكر وأساليب أكثر قمعية في السنوات المقبلة.

الباحث في المعهد، نيكولاس دنافورث، قال "لن يكون من السهل على أردوغان أن ينقل الحكم إلى خليفته الذي يختاره أمام المعارضة بهذا الشكل، وسط الصعوبات السياسية التي يواجهها".

وفي ما يتعلق بنظرته إلى تركيا في الوقت الحالي، قال: "تركيا اليوم باتت دولة لا وجود للديمقراطية فيها. تركيا أصبحت دولة أضعف مما يصوره المروجون لها، ولكنها أقوى مما يزعمه أقوى المعارضين”.

وأوضح دنافورث أن النظام التركي يعتبر المعارضة السياسية "جريمة"، مذكرا بوقائع الفساد والتضييق وهو ما يضعف، بحسب رأيه، الحياة السياسية والديمقراطية.

وعلى مدى عقدين تقريبًا، تمكن رجب طيب أردوغان من تعزيز قبضته على السلطة رغم العديد من عمليات إعادة التشكيل السياسية. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2023، فإن العديد من الشخصيات داخل معسكره يناورون بالفعل من أجل التأثير عكسيا على ما يصبو إليه، بينما تفكر المعارضة في كيفية هزيمته. 

ومن بين منافسيه المحتملين صلاح الدين دميرتاس، رئيس حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وعمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق.

وفي ضوء ذلك، يقيم المحلل نيك دانفورث الديناميات الحالية في الديمقراطية التركية، بما في ذلك الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم والتحالفات المحتملة في المعارضة.

كما يناقش عوامل مثل الاقتصاد التركي الهش، الذي من المؤكد أن تهديد استقراره يتزايد بسبب جائحة الفيروس التاجي.

في المقابل يقول التقرير إن من المرجح أن يؤدي انتصار أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى إغلاق مسار البلاد نحول التحول الإيجابي على مدى عقود بل أجيال، على حد تعبير التقرير.

ومنذ اعتلائه السلطة، يُتهم رجب طيب إردوغان بمحاولة البقاء في كرسي الرئاسة الذي وصله عبر حزب العدالة والتنمية، الذي شهد بدوره عدة اهتزازات منذ تولي إردوغان رئاسته.

ورحل عن الحزب عديد من كوادره، على غرار أحمد داوود أوغلو، الذي اتهم إردوغان بالاستبداد في الرأي ومحاولة الانفراد بالقرار السياسي.

والثلاثاء بدأت الشكوك تحوم حول الدوافع الحقيقية وراء استقالة وزير الصحة التركي سليمان صويلو، إذ تقول دوائر معارضة إنه تعرض لضغوط من طرف الرئاسة في غمرة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد.

الوزير استقال قبل يومين بالموازاة مع مفاجأته للمواطنين بفرض حظر تجوال لـ48 ساعة دون سابق إنذار بحجة مواجهة كورونا، ونشب عن ذلك تململ في شوارع المدن الرئيسية وشجارات عنيفة بين المواطنين أمام محال بيع المواد الغذائية.

وانتقد آلاف المعارضين ورواد الإنترنت طريقة تطبيق القرار الحكومي، واتهموا السلطات بتهديد حياة آلاف الناس. 

وقال صويلو عقب انتشار مشاهد الفوضى مساء الجمعة، إن تطبيق العزل جاء في إطار "توجيهات رئيسنا" رجب طيب اردوغان.

مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية
مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية (فرانس برس)

أعلن مسؤول في وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، أن عمليات بلاده العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، "مستمرة"، وذلك عقب اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والحكومة الجديدة في دمشق.

ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن موقع العمليات، حسب وكالة "رويترز".

وجاء توقيع الاتفاق، بعد دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، في إعلان تاريخي في 27 فبراير، إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، في خطوة رحب بها أكراد سوريا.

وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد قال في اليوم ذاته: "لا نريد أن نحلّ قسد، بل على العكس، نرى بأنّ قسد ستقوّي الجيش السوري الجديد".

ويتكون الاتفاق الذي وقّعه رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، وعبدي، من 8 بنود، وستعمل لجان مشتركة على إتمام تطبيقه قبل نهاية العام.

وينص على دمج المؤسسات في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، مع التزام الأكراد بدعم الدولة السورية في مكافحتها لـ"فلول نظام الأسد" وكافة التهديدات التي تواجه أمنها ووحدتها.

خلال توقيع الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة السورية الجديدة
حدد "الفائز".. إردوغان يعلق على الاتفاق بين الشرع وقسد
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء تأييده للاتفاق الذي وقّعته السلطات السورية مع قوات سوريا الديموقراطية ذات الغالبية الكردية والقاضي بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية في إطار الدولة السورية، معتبرا أنها "خطوة في الاتجاه الصحيح".

وطالما اتهمت تركيا، حليفة السلطة الجديدة في دمشق، وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة وواشنطن ودول أخرى منظمة "إرهابية".

ومنذ عام 2016، سيطرت تركيا مع فصائل سورية موالية لها على مناطق حدودية واسعة في شمال سوريا، بعد عمليات عسكرية عدة شنتها ضد المقاتلين الأكراد بشكل رئيسي.

وأدت العمليات إلى موجات نزوح واسعة من مناطق ذات غالبية كردية. ويأمل الأكراد أن يشكل الاتفاق مقدمة لعودة النازحين إلى مناطقهم، سيما عفرين، شمالي سوريا.

وأعقب الإعلان عن الاتفاق بين دمشق وقسد، تحذير وزراء خارجية دول الجوار السوري من عمان، الأحد، من خطر عودة تنظيم داعش، وأكدوا اتفاقهم على التعاون والتنسيق للتصدي للتنظيم المتطرف.

وتعهّد وزير خارجية تركيا هاكان فيدان في الاجتماع، بمواصلة "العمل بكل قوتنا، وخاصة في مكافحة الإرهاب، لمنع ظهور داعش مرة أخرى في المنطقة والقضاء عليه تماما، من خلال الجمع بين قدراتنا كدول خمس"، شاركت في الاجتماع.

والدول المشاركلة هي سوريا والأردن ولبنان والعراق وتركيا.