اسطنبول- تركيا
دعت عدة سفارات غربية منذ، الجمعة، رعاياها في تركيا إلى "اليقظة" في مواجهة مخاطر هجمات

استدعت وزارة الخارجية التركية، الخميس، سفراء تسع دول غربية، بعدما علّق عدد منها خدمات قنصلياته في اسطنبول موقتا هذا الأسبوع بسبب وجود تهديد إرهابي، وفق ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

وأعلنت ستّ دول على الأقلّ من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا في الأيام الأخيرة وقف خدمات مكاتبها القنصلية في إسطنبول موقتا.

كما دعت عدة سفارات غربية منذ، الجمعة، رعاياها في تركيا إلى "اليقظة" في مواجهة مخاطر هجمات انتقاما وفقا لها من حرق مصاحف في دول بشمال أوروبا.

وأوصت الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا بتجنّب مناطق سياحية معينة في وسط اسطنبول مثل ميدان تقسيم ومحيط كنائس مسيحية ويهودية.

وقال مصدر دبلوماسي تركي إنه تم استدعاء السفراء التسعة لمناقشة قرارهم بتعليق خدمات القنصليات من دون أن يحدّد الدول.

واتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الخميس تلك الدول بشنّ "حرب نفسية" على تركيا قد تضر بقطاعها السياحي و"السعي لزعزعة استقرارها".

ووصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم التحذيرات الغربية بأنها "غير مسؤولة".

نظّمت تظاهرات عدة في نهاية يناير في ستوكهولم ولاهاي وكوبنهاغن، تم خلالها حرق أو تدنيس مصاحف.

ويقول المتطرف الذي نفذ عمليات الحرق في العاصمتين السويدية والدنماركية إنه يحتج على تعطيل تركيا انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

تصريحات إردوغان كانت لافتة
إردوغان بلقطة أرشيفية

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، إن تركيا ستبقى على موقفها المناهض للحكومة الإسرائيلية مهما كان الثمن. داعياً العالم إلى اتخاذ المثل، باعتباره "موقفاً مشرّفاً" وفق تعبيره.

وأضاف بمنشور على حسابه في منصة إكس، بمناسبة ذكرى مرور عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة "قُتل 50 ألفاً من إخواننا وأخواتنا بوحشية، أغلبهم أطفال ونساء. ولم تعد المستشفيات وأماكن العبادة ومدارس مختلف الأديان في غزة قائمة. العديد من الصحفيين وممثلي المنظمات غير الحكومية ومبعوثي السلام لم يعودوا معنا".  

وأشار إردوغان إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله بقوله "ليس النساء والأطفال والرضع والمدنيون الأبرياء وحدهم الذين يموتون في غزة وفلسطين ولبنان حالياً، بل هي الإنسانية التي تموت أيضاً".

وأضاف "ما تم ذبحه أمام أعين العالم لمدة سنة واحدة بالضبط على الهواء مباشرة، هو في الواقع كل البشرية، وكل آمال البشرية في المستقبل".

وشبّه إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، قائلاً "كما أوقف التحالف المشترك للإنسانية هتلر سيتم وقف نتانياهو من معه".

كما وصف ما يجري في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، مطالباً العالم بالمحاسبة وبغير ذلك لن يحلّ السلام، على حد تعبيره.

وفي مارس الماضي، انتقد نتانياهو وصف إردوغان له ولحكومته بـ"القتلة" وتشبيه حكومته بـ"النازية"، وهو ما تكرر اليوم الاثنين في منشور الرئيس التركي.

وقال نتانياهو آنذاك إن "إسرائيل تلتزم بالقانون الدولي" مضيفاً أن إردوغان "ينكر الإبادة الجماعية للأرمن، ويذبح الأكراد في بلاده، ويتنافس على الرقم القياسي العالمي في القضاء على معارضي النظام والصحفيين وسجنهم".

وكان الرئيس التركي اقترح على الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، التوصية باستخدام القوة إذا لم تتوقف إسرائيل عن شنّ الهجمات في قطاع غزة ولبنان.

وقال إردوغان بعد اجتماع للحكومة في أنقرة "يجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تستخدم سريعاً سلطة التوصية باستخدام القوة، كما فعلت في قرار الاتحاد من أجل السلام عام 1950، إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إظهار الإرادة اللازمة". 

وحثّ أيضاً الدول الإسلامية على اتخاذ خطوات اقتصادية ودبلوماسية وسياسية ضد إسرائيل للضغط عليها من أجل قبول وقف إطلاق النار، مضيفاً أن "هجمات إسرائيل ستستهدفهم (الدول الإسلامية) أيضا، إذا لم يجر إيقافها قريباً".