أطلق الجيش التركي، "ممر مساعدة جوية"، لنقل فرق البحث والإنقاذ القادمة من دول مختلفة إلى منطقة الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد فجر الاثنين.
وقالت وكالة الأناضول التركية، إن طائرات نقل تابعة للجيش بدأت بنقل فرق البحث والإنقاذ ومعداتهم إلى الأماكن المنكوبة، كما تقوم طائرات إسعاف بتنفيذ مهام في إطار "ممر المساعدة الجوية".
وقبيل توجهه إلى منطقة الزلزال، تفقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، رفقة رئيس الأركان يشار غولر وقائد القوات البرية موسى آفسافار، سير العمل في قاعدة عسكرية للنقل الجوي في أنقرة.
وأعطى أكار التعليمات اللازمة لكتيبة البحث والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة.
ونقلت الوكالة عن أكار أنه "تم تشكيل خلية أزمة في وزارة الدفاع إثر الزلزال لتقديم المساعدات اللازمة".
من ناحية أخرى، قال أكار إن القوات المسلحة تواصل تحديد الخسائر والأضرار في صفوفها إثر الزلزال، مشيرا إلى أنه تم إحصاء حتى الآن ثلاثة قتلى من الجيش بالإضافة إلى مصابين آخرين.
وقتل أكثر من 2200 شخص وأصيب آلاف آخرون اليوم الاثنين عندما ضرب زلزال مدمر وسط تركيا وشمال غرب سوريا ليسوي بنايات سكنية بالأرض ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين قبل طلوع ضوء النهار وفي برد الشتاء، وكان الأسوأ الذي تشهده تركيا هذا القرن. وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.
ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي تسبب فيه الزلزال الثاني الذي شعر به السكان أيضا في أنحاء المنطقة مثل الزلزال الأول في وقت يكافح فيه عمال الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض مستخدمين في كثير من الأحيان أياديهم لإزالة الأحجار.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن حصيلة الوفيات الناجمة عن الزلزال بلغت 1498. وقُتل ما لا يقل عن 716 في سوريا وفقا لأرقام حكومة دمشق والأمم المتحدة.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين، جهود تقييم حجم الخسائر.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وكانت الأمطار تسقط اليوم الاثنين بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يستعد لانتخابات صعبة في مايو، إن ما حدث كارثة تاريخية وأسوأ زلزال يضرب تركيا منذ عام 1939، لكنه قال إن السلطات تبذل كل ما في وسعها.
وأضاف "قلوبنا وأرواحنا جميعا مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور".
وقال أردوغان إن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.
وكتب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان على تويتر "تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق جراء الزلزال المدمر... سنواصل مراقبة الوضع عن كثب. وعلى استعداد لتقديم أي وكل مساعدة لازمة".