Rescue workers and volunteers conduct search and rescue operations in the rubble of a collasped building, in Diyarbakir on…
عمال إنقاذ ومتطوعون يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض في ديار بكر التركية الاثنين.

هزّ خبر الزلزال الذي وقع فجر الاثنين متخذا من جنوبي تركيا مركزا له، العالم نتيجة آثاره المدمرة على تركيا وسوريا على حد سواء، حيث فاق عدد ضحاياه حتى الآن 3600 قتيل، من دون أن تسلم الدول المجاورة من هزاته الارتدادية. 

صُنّف زلزال تركيا بأنه الأقوى منذ عقود، فقد بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وقد تبعه عدد من الهزات الارتدادية التي كان من بينها زلزال ثان بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في صدع يمتد طوله لما يزيد على 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية. وقد وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه الكارثة الأسوأ التي تتعرض لها بلاده منذ عام 1939. 

وبينما يسابق عمال الإغاثة الزمن لانتشال العالقين تحت الأنقاض، لفتت تغريدة لخبير الزلازل الهولندي فرانك هوجربتس الأنظار، توقع خلالها حصول الزلزال بتفاصيله وذلك قبل ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، حيث كتب "عاجلاً أم آجلاً، سيحدث زلزال بقوة 7.5 درجة مئوية في جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان". 

رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا تغريدة خبير الزلازل الهولندي بشكل واسع، منهم من تساءل إن بالإمكان اكتشاف حدوث أي زلزال وكيف السبيل إلى ذلك، في حين عبّر آخرون عن استهجانهم لعدم اهتمام المراكز المعنية بالزلازل في البلدان الواردة في التغريدة بتحذير مواطنيها، ليكونوا على استعداد لمواجهة الكارثة. 

بعد إصابة توقعه، غرد الخبير الهولندي معبّراً عن تضامنه مع المتضررين من الزلزال "الكبير"، شارحاً إلى أنه استند في توقعه على "هندسة كوكبية دقيقة" وكتب "على غرار عامي 115 و526، هذه الزلازل تسبقها عادة هندسة كوكبية حساسة، كما حدث في 4 و5 فبراير". 

وأشار في تغريدة أخرى إلى أن وجود ارتباط بين حركة الكواكب والقمر ووقوع الزلزال، كاتباً "نعم، هناك مقاومة كبيرة داخل المجتمع العلمي فيما يتعلق بتأثير الكواكب والقمر. لكن لا يوجد بحث موسع "يدحض" ذلك. إنه مجرد افتراض. في الواقع، تشير ورقة علمية في Nature إلى غير ذلك". 

تنبؤات غير علمية 

تغريدات الخبير الهولندي التي لفتت أنظار العالم، "غير مبنية على أسس علمية"، بحسب مديرة "المركز الوطني للجيوفيزياء" في لبنان، مارلين البراكس التي تقول: "اولا لم يحدد خبير الزلازل الهولندي تاريخ معين لوقوع الهزة، ثانياً ما كتبه يصلح نشره في أي زمان، فعلمياً الدول التي ذكرها تمتد على فالق خطير للزلازل". 

وتشدد البراكس في حديث لموقع "الحرة" على أنه "لا أحد يمكنه أن يتوقع توقيت حدوث زلزال، وعلميا لم يتم إثبات أن هناك أي رابط بين ظواهر محددة ووقوع هزة في البر، لكن يمكن معرفة فيما إن ضربت هزة البحر من خلال تراجع مياهه ما ينذر باحتمال حصول تسونامي". 

كلام البراكس أكده الاختصاصي في الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور طوني نمر، بالقول "علمياً ما قاله خبير الزلازل ليس واقعياً، فلا يوجد أي جهاز يمكنه تحديد توقيت حصول أي زلزال، مطمئناً إلى انه لن نشهد تسونامي كون الزلزال لم يضرب البحر بل البر" ويضيف في حديث لموقع "الحرة" "لا شك أننا سنشهد في الأيام المقبلة هزات ارتدادية خفيفة" مشبهاً الزلزال بالضغط على قطعة اسفنجية، "عند رفع اليد عنها لا بد من أن تهتز لتعود الى طبيعتها". 

كذلك أشارت مؤسسة الابحاث العلمية الزراعية في لبنان Lari  في بيان إلى أنه "لا يمكن بتاتاً التنبؤ بحدوث زلزال وقوته، وفي حال حدوثه لا يمكن التنبؤ بعدد الهزات الارتدادية وقوتها كما أنه لا يمكن التنبؤ بمكان حدوث الزلزال، حتى في اليابان البلد المتطور جداً في دراسة الهزات لا يستطيعون فعل ذلك، ولا علاقة للزلازل والهزات بالأحوال الجوية، فما يحدث تحت القشرة الارضية أي هزات وزلازل غير مرتبط بما يحدث فوقها من احوال الطقس، فلا يتوجب الهلع أنه سيحدث زلازل بسبب أمطار غزيرة وثلوج أو رياح". 

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم، إذ تتموضع على خط صدع عميق، وقد شهدت عددا كبيرا من الزلازل والهزات الأرضية، منها في عام 1999 اعتبر ثاني أكبر زلزال في التاريخ التركي، حيث بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، واستمر 45 ثانية، ومؤخراً ضرب زلزال منطقة دوزجة في نوفمبر من العام 2022، وقبلها منطقة الازيع نها في يناير 2020. 

السفارة التركية في إسرائيل
تركيا وإسرائيل تتبادلان الانتقادات منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن وفدا سياسيًا-أمنيًا إسرائيليًا برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وبمشاركة كبار ممثلي وزارة الأمن والأجهزة الأمنية، عقد مساء أمس اجتماعًا مع وفد تركي رسمي في أذربيجان.

وجاء في البيان أن الاجتماع عُقد بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء، وأن إسرائيل تُعرب عن شكرها لأذربيجان ولرئيسها إلهام علييف على استضافة هذه المحادثات المهمة.

وأوضح البيان أن الطرفين عرضا مصالحهما الأمنية والإقليمية، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار عبر قناة تواصل مباشرة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.

وأفادت مصادر بوزارة تركية ومصدر سياسي إسرائيلي، الخميس، بأن مسؤولين أتراكا وإسرائيليين بدأوا محادثات أمس الأربعاء تهدف إلى تفادي وقوع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا حيث ينشط جيشا الجانبين.

وأوضحت المصادر التركية أن المحادثات الفنية التي جرت في أذربيجان مثلت البداية للجهود الرامية إلى فتح قناة اتصال لتجنب صدامات أو سوء فهم محتمل بخصوص العمليات العسكرية في المنطقة.

وقال أحد المصادر التركية "ستستمر الجهود لوضع هذه الآلية" دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نطاق المحادثات أو جدولها الزمني.

وأكد مصدر سياسي إسرائيلي عقد الاجتماع وقال إن "إسرائيل أوضحت بشكل لا لبس فيه أن أي تغيير في نشر القوات الأجنبية في سوريا، لا سيما إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، هو خط أحمر وسيعتبر خرقا للقواعد".

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن وفدا إسرائيليا برئاسة مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي أجرى محادثات مع مسؤولين أتراك في أذربيجان أمس الأربعاء.

ولم يتطرق البيان لتفاصيل بشأن المحادثات.

وجاءت هذه المبادرة بعد أسبوع من تصعيد إسرائيل لغاراتها الجوية على سوريا، والتي وصفتها بأنها تحذير للحكومة الجديدة في دمشق. كما وجهت إسرائيل اتهامات لتركيا بمحاولة تحويل سوريا إلى محمية لها.

وأفادت رويترز الأسبوع الماضي بأن فرقا عسكرية تركية تفقدت ما لا يقل عن ثلاث قواعد جوية في سوريا والتي يمكنها نشر قوات فيها في إطار اتفاق دفاع مشترك مزمع مع دمشق، وذلك قبل أن تشن إسرائيل غارات جوية على المواقع.

وتتبادل تركيا وإسرائيل الانتقادات منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة في عام 2023. وقالتا الأسبوع الماضي إنهما لا تسعيان إلى الدخول في مواجهة بسوريا التي تجمعها حدود مع كل منهما.