جماعات تركية ظلت على مدى فترة طويلة تحشد التأييد لإعادة آيا صوفيا إلى مسجد
مسجد آيا صوفيا.. توضيحية.

طعن شاب الاثنين خمسة أشخاص على الأقل، جروح أحدهم خطرة، في هجوم بالسكين في حديقة مسجد إسكيشيهير في شمال غرب تركيا، قبل أن يتم تحييده، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

المشتبه به يبلغ 18 عاما وكان يحمل سكينا ويضع خوذة وكمامة وقد صوّر هجومه على حديقة المسجد وبثّه مباشرة على منصة أكس، قبل أن تعتقله الشرطة وتودعه الحجز، وفق المصادر.

وأفادت وسائل إعلام بسقوط سبعة جرحى، أحدهم ملقى على الأرض وفقا للقطات تم تداولها على منصة أكس.

وأفاد موقع إسكيشيهير دوروم بأن "المهاجم كان يرتدي زيا يشبه أزياء شخصيات الألعاب، وكان يحمل سكينا كبيرة ويضع خوذة واقية من الرصاص، وكمامة".

وتظهر صور التقطها لنفسه أنه كان يضع نظارات واقية، ليخفي وجهه تماما.

وأشارت مواقع عدة إلى رصد رمز "الشمس السوداء" على صدره، وهو شعار نازي.

ولم يطلق المهاجم أي هتاف ولم يعبّر عن أي دوافع لفعلته، وفقا لصحيفة جمهورييت اليومية التي قالت إنه "تأثر بألعاب حربية".

إردوغان تعهد بالرد
إردوغان تعهد بالرد

انتقد الرئيس التركي خريجي كليات عسكرية، أدوا قسما مؤيدا للعلمانية خلال حفل تخرجهم، ووعد بتطهير الجيش ممن يقفون وراء ذلك.

وفي حديثه في مؤتمر للمدارس الإسلامية في مدينة كوجالي شمال غرب تركيا، السبت، وصف الرئيس رجب طيب إردوغان المتورطين بأنهم "انتهازيون". وأضاف أن التحقيق جاري وتعهد بتطهير "القلة الوقحة المسؤولة عن ذلك".

وأضاف إردوغان: "مهما كانوا، لا يمكن أن يكونوا جزءا من جيشنا".

وحضر الرئيس التركي حفل تخرج الأكاديمية العسكرية التركية في أنقرة في 30 أغسطس.

وقادت إبرو إروغلو الدفعة المكونة من 960 خريجا في تلاوة القسم العسكري الرسمي للدفاع عن تركيا.

ولكن مقاطع مصورة التقطت بعد حوالي ساعة لاحقة أظهرت حوالي 400 من الخريجين يجتمعون في أحد الحقول، رافعين سيوفهم ويهتفون "نحن جنود مصطفى كمال" - في إشارة إلى مؤسس تركيا العلمانية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.

وأدت تلك المجموعة قسم الضباط، الذي يتعهدون فيه بالدفاع عن "تركيا العلمانية والديمقراطية". وقد منع هذا القسم من الأكاديمية في عام 2022.

وتحولت تركيا لتبني نهج إسلامي صريح في عهد إردوغان، إذ تخلت عن بعض التقاليد العلمانية للجمهورية الكمالية الأصلية.

ولطالما اعتبر الجيش التركي نفسه ضامنا للعلمانية، مما أدى إلى سلسلة من الانقلابات. وقاد الجيش 3 انقلابات بين عامي 1960 و1980 وأطاح بحكومة محافظة عام 1997. ومع ذلك، في عام 2016، تم إحباط محاولة للإطاحة بإردوغان وإدارته المحافظة الدينية وتم تطهير الآلاف من الجنود من القوات المسلحة والقضاء والمؤسسات العامة الأخرى.

وانتقد بعض المعلقين المؤيدين للحكومة بشدة أفعال الخريجين العسكريين، مشيرين إلى أنها قد تشكل تحديا لحكومة إردوغان. وأشاد آخرون عبر الإنترنت بها باعتبارها علامة على أن الجيش التركي سيظل علمانيا بغض النظر عن الحزب الحاكم.

وفي وقت لاحق، دعا حليف إردوغان، دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية، إلى إجراء تحقيق. وفي يوم الخميس، أكدت وزارة الدفاع الوطني أن التحقيق بدأ.

وبالإضافة إلى الجدل، تميز حفل التخرج هذا العام أيضا بكونه المرة الأولى في تاريخ تركيا التي تشهد فيها الفروع الثلاثة للجيش - الجيش والبحرية والقوات الجوية - تخرج النساء على رأس فصولهن.