أوجلان دعا حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل نفسه (AFP)
أوجلان دعا حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل نفسه (AFP)

تجددت الاشتباكات بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني المحظور في سلسلة جبال متين في محافظة دهوك، شمال العراق.

وذكر مراسل "الحرة" أن هذه الاشتباكات جاءت بعد يومين من الهدوء في المنطقة، حيث استخدمت القوات التركية الطائرات المروحية في عملياتها مساء الثلاثاء، مستهدفة عناصر حزب العمال الكردستاني الذين يتحصنون في هذه الجبال.

وعلى الرغم من إعلان عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني عن التزامه بقرار إلقاء السلاح، إلا أن القوات التركية لم توقف عملياتها العسكرية في شمال العراق. في المقابل، أكد الحزب وقادته التزامهم بنداء أوجلان حول إلقاء السلاح والعمل من أجل تحقيق السلام.

هذه التطورات الميدانية أثارت التساؤلات حول مصير إعلان أوجلان "التاريخي" وأسباب استمرار أنقرة في عملياتها العسكرية سيما في شمالي العراق؟

يقول محمد زنكنة، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريحات خاصة لقناة "الحرة"، إنه لا توجد أي ضمانات حتى الآن من قبل حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح وتحقيق السلام في المنطقة.

وأضاف أنه لا توجد أيضًا ضمانات من الجانب التركي لحماية أي مبادرة من هذا القبيل، رغم التصريحات الإيجابية التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق.

وأوضح زنكنة أن سبب استمرار الاشتباكات يعود إلى "أجندات تركية خاصة" تهدف إلى استكمال العملية العسكرية المعروفة باسم "المخلب القفل"، ووجود جهات سياسية تضغط على الحكومة التركية لمواصلة هذه العمليات.

كما أشار إلى أن هناك أجنحة داخل حزب العمال الكردستاني تسعى بدورها للانشقاق والاستمرار في العمل المسلح.

وقال زنكنة إن "هذه الأطراف المتواطئة من الجانبين" تشجع على استمرار القتال، وتضغط على تركيا لتكثيف عملياتها العسكرية والتوغل أكثر داخل الأراضي العراقية تحت "حجة حماية الأمن الوطني".

وأضاف أن حزب العمال الكردستاني يتبع سياسات خاطئة وأجندات متعددة، وهو ما أسفر عن الوصول إلى هذه النتيجة الفاشلة.

وأوضح زنكنة أن الحل السلمي يجب أن يكون مطلبًا أساسيًا لجميع الأطراف المعنية بالقضية الكردية، وأن قرار حمل السلاح يجب أن يكون محصورًا فقط في حالات الدفاع عن النفس، كما حدث مع الأكراد في العراق عندما حصلوا على حقوقهم الدستورية والقانونية.

وأشار إلى أن الأطراف التابعة لحزب العمال الكردستاني لم تلتزم بهذه المعايير والقرارات، ما أدى إلى الإضرار بالقضية الكردية.

وفي ختام تصريحاته، قال زنكنة إنه بعد عقود من الأخطاء، حان الوقت لأن يدرك حزب العمال الكردستاني أن حمل السلاح بهذه الطريقة لن يعود عليهم بالنفع، مؤكدًا أن على تركيا أن تفهم أيضا أن صرف المليارات على العمليات العسكرية لم يحل هذا الصراع المستمر.

وأعلن حزب العمال الكردستاني أنه قرر الامتثال لدعوة زعيمه المسجون، عبد الله أوجلان، بالتخلي عن السلاح، وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.

وقال الحزب إنه يأمل في أن تطلق أنقرة سراح أوجلان المحتجز في عزلة تامة تقريبا منذ 1999 كي يتسنى له قيادة عملية نزع السلاح، مضيفا أن هناك حاجة لوضع شروط سياسية وديمقراطية لإنجاح العملية.

وكان أوجلان، قد دعا، الخميس الماضي، حزب العمال الذي أسسه إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، في إعلان تاريخي صدر في اسطنبول بعد أربعة عقود من النزاع.

وتأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابيا". وأطلق تمردا مسلحا صد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة كردية، حيث خلف ذلك الصراع أكثر من 40 ألف قتيل.

من جانبه، رأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة، في دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح"فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب".

وأكد إردوغان أن تركيا "ستراقب عن كثب" لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى "نهاية ناجحة"، محذرا من أي "استفزازات".

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو - صورة أرشيفية
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو - صورة أرشيفية

 أعلن مكتب المدعي العام في إسطنبول عن التحفظ على شركة البناء المملوكة جزئيًا لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل، أكرم إمام أوغلو، وذلك بناءً على قرار قضائي مرتبط بتحقيقات في جرائم مالية.

وكانت السلطات التركية قد ألقت القبض على إمام أوغلو، الأربعاء، متهمة إياه بالفساد ودعم جماعة إرهابية، وهي خطوة أثارت انتقادات حادة من حزب المعارضة الرئيسي، الذي وصف الاعتقال بأنه "محاولة انقلاب على الرئيس المقبل".

ووفقًا لبيان صادر عن مكتب المدعي العام مساء الأربعاء، فقد جاء قرار التحفظ على شركة "إمام أوغلو للإنشاءات والتجارة والصناعة" بعد مراجعة تقارير تحقيقات مالية، حسب وكالة رويترز.

تركيا.. ما الدعاوى والتحقيقات التي يواجهها أكرم إمام أوغلو؟
حادثة اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، فجر الأربعاء، تنظر إليها الأوساط السياسية في تركيا على أنها هزة كبيرة وحساسة، لاعتبارات تتعلق بالتوقيت الذي جاءت فيه، ونظرا لخلفية الشخص المستهدف، وهو الذي وضع منذ سنوات قبالة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان كـ"منافس" رئاسي محتمل له.

وكان حزب الشعب الجمهوري المنتمي إليه إمام أوغلو (54 عاما)، المتفوق على الرئيس الحالي، رجب طيب إردوغان في بعض استطلاعات الرأي، على وشك ترشيحه خلال أيام للرئاسة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات المقبلة عام 2028، حيث استنفد إردوغان فرص الترشح للرئاسة المحددة بفترتين. 

وإذا رغب إردوغان في الترشح مرة أخرى، عليه الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء فترته الرئاسية الحالية، أو تعديل الدستور.

ومني إردوغان بأسوأ هزيمة انتخابية له العام الماضي عندما فاز حزب الشعب الجمهوري باكتساح في المدن التركية الكبرى وهزم حزب العدالة والتنمية الحاكم في معاقله السابقة في انتخابات البلدية.