دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة في 16 آذار/مارس 2011 وقد ارتفع الدخان من خيم محروقة للمعارضة
دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة في 16 آذار/مارس 2011 وقد ارتفع الدخان من خيم محروقة للمعارضة

حثت واشنطن الحكومة والمعارضة في البحرين على مواصلة السعي إلى إنجاح الحوار. وأكدت الخارجية الأميركية في الذكرى الثالثة لاحتجاجات البحرين على أهمية تجنب العنف والفوضى.

وقد دارت مواجهات الجمعة في البحرين بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بنظام ملكي دستوري، ما أسفر عن سقوط جرحى، وفق شهود عيان ومجموعة معارضة.
 
وقال الشهود إن المئات من الرجال والنساء نزلوا منذ فجر الجمعة إلى الشارع في المنامة والقرى الشيعية في البحرين تلبية لدعوات أطلقتها خصوصا حركة الوفاق المعارضة للتظاهر تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات رغم حظرها من السلطات.
 
التفاصيل في تقرير سمير نادر، مراسل "راديو سوا" في واشنطن:

​​
قنبلة تستهدف حافلة للشرطة في الذكرى الثالثة لمواجهات البحرين (18:00 بتوقيت غرينتش)

أفادت وزارة الداخلية البحرينية بتعرض حافلة للشرطة لهجوم الجمعة في قرية الدية شمال البحرين.
 
وقالت مصادر في الشرطة إن قنبلة ألقيت على الحافلة، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى.

صدامات في الذكرى الثالثة لمواجهات البحرين (16:23 بتوقيت غرينيتش)

أفادت وزارة الداخلية البحرينية بتعرض حافلة شرطة لهجوم الجمعة في قرية الدية شمال البحرين.
 
وقالت مصادر في الشرطة إن قنبلة ألقيت على الحافلة، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى.

ائتلاف 14 فبراير البحريني يدعو أنصاره لـ'الزحف نحو دوار اللؤلؤة' (16:26)

ذكر شهود عيان أن صدامات جرت في البحرين بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هذه المملكة الخليجية التي تحكمها أقلية سنية، مشيرين إلى سقوط جرحى.

وقال الشهود إن المئات من الرجال والنساء نزلوا منذ فجر الجمعة في المنامة وشوارع القرى الشيعية في البحرين تلبية لدعوات أطلقتها حركة الوفاق المعارضة للتظاهر تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات.

وأضافوا أن المتظاهرين ارتدوا أكفانا وغطى بعضهم وجوههم، في تظاهرات رددوا خلالها "هيهات منا الذلة" و"لا تراجع لا تراجع" و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وتابع شهود العيان أن الشرطة البحرينية تدخلت وفرقت التظاهرات بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش، ما أوقع عدة إصابات لم تصدر حصيلة بشأنها.

ائتلاف 14 فبراير يدعو للتظاهر على دوار اللؤلؤة

ودعا ائتلاف شباب 14 فبراير، من جهته، أنصاره إلى تظاهرات غضب بعد ظهر الجمعة باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان مركزا لانطلاق حركة الاحتجاجات في 2011 قبل أن تقمعها السلطات بقوة.

وقال الشهود إن الشرطة البحرينية انتشرت بشكل مكثف في الشوارع ومداخل القرى الشيعية، مع تثبيت نقاط تفتيش أمنية، وتشهد القرى الشيعية تحليقا مستمرا للطائرات العمودية التابعة للشرطة.

وكانت تظاهرات في القرى الشيعية أدت الخميس إلى اعتقال 29 بحرينيا شيعيا اتهمتهم وزارة الداخلية "بالتسبب في أعمال شغب وتخريب"، كما ورد في بيان للوزارة.

وأكدت الوزارة في البيان أن "المؤسسات عملت بشكل طبيعي، وبشكل عام توجه المواطنون إلى أعمالهم بشكل طبيعي".

ودعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات البحرينية الجمعة إلى اتخاذ "إجراءات فورية لإعادة تغليب القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها المتكررة".

وكانت المعارضة البحرينية دعت كذلك إلى مسيرة كبرى السبت المقبل في شارع البديع الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات عن المنامة.

وتشهد البحرين منذ 14 شباط/فبراير 2011 حركة احتجاجات يقودها الشيعة ضد حكم آل خليفة. ولم يسفر الحوار الوطني الذي أطلق قبل سنة لإخراج البلاد من الأزمة إلى أي تقدم ملموس، وقد تم تعليقه بعد انسحاب الأطراف.

الحوار في طريق مسودة

وعلى الرغم من مبادرة لولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ما زال الحوار في طريق مسدودة بعد جولتين منه.

وقد تجاهل الملك حمد بن عيسى آل خليفة في خطاب الجمعة في الذكرى الثالثة عشرة لميثاق العمل الوطني، ذكرى بدء الحركة الاحتجاجية.

وكان هذا الميثاق ثمرة عملية انفتاح سياسي بدأها الملك وأدت في 2002 إلى إعادة البرلمان المنتخب بعدما تم حله في 1975.

وقال ملك البحرين في كلمته إن "يوم الميثاق الوطني هو يوم توافق شعب البحرين على إقراره بغالبية منقطعة النظير"، مؤكدا أن "الجميع شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت".

ودعا الجميع إلى "المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية".

وتابع أن "هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل".

كوارث التغير المناخي تكلف العالم مليارات الدولارات. أرشيفية - تعبيرية
كوارث التغير المناخي تكلف العالم مليارات الدولارات. أرشيفية - تعبيرية

تبنّى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب28" في يومه الأول، الخميس، في دبي، قرار تنفيذ إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب.

ووصف مسؤولون مشاركون في المؤتمر هذا القرار بـ"التاريخي"، إذ تم الإعلان أول مرة عن الصندوق في المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ، في عام 2022، ولكن قرار تشغيله وبدء الإعلان عن تلقيه التبرعات لم يصبح حقيقة إلا في مؤتمر العام الحالي.

وبدأت المساهمات المالية الأولى تتدفق: نحو 245 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك 100 مليون دولار أعلنت ألمانيا تقديمها، و100 مليون دولار من الإمارات، و10 ملايين من اليابان، وحوالي 18 مليون من الولايات المتحدة، ونحو 50 مليون دولار من بريطانيا.

ورحبت مادلين ضيوف سار، رئيسة مجموعة الدول الأقل تقدما التي تضم 46 من الدول الأشد فقرا، بالقرار معتبرة أنه يحمل "معنى كبيرا بالنسبة للعدالة المناخية". لكنها أضافت أن "صندوقا فارغا لا يمكن أن يساعد مواطنينا"، في حين تسجل خسائر بقيمة مئات المليارات جراء التغير المناخي.

ما حجم أضرار خسائر التغير المناخي؟

التغير المناخي يتسبب في كوارث طبيعية مثل حرائق الغابات والفيضانات والأعاصير

وبحسب بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة خلال خمسة عقود التي تمتد بين عام 1970 وحتى عام 2021، أبلغ عما يقارب 12 ألف كارثة ناجمة عن ظواهر متطرفة مرتبطة بـ"الطقس والمناخ والماء".

وتسببت هذه الكوارث بأكثر من مليوني حالة وفاة، أكثر من 90 في المئة منها في دول نامية، وخسائر اقتصادية ناهزت الـ4.3 تريليون دولار، 60 في المئة منها في اقتصادات نامية.

وخلال العقدين الماضيين بلغت تكلفة الأضرار الناتجة عن أزمة التغير المناخي حوالي 16 مليون دولار لكل ساعة عند حدوث كارثة، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" عن دراسة نشرتها مجلة "نيتشر"، في أكتوبر الماضي.

وتعتبر هذه الدراسة الأولى التي تحسب تكلفة الأضرار المتزايدة المرتبطة بالاحتباس الحراري وفق الصحيفة، إذ يمكن اعتماد بياناتها من أجل حساب ما يحتاجه صندوق "الخسائر والأضرار" لمساعدة الدول المتضررة.

وخلال الأعوام 2000 وحتى 2019 تشير التقديرات إلى أن متوسط التكلفة السنوية تبلغ حوالي 140 مليار دولار، ولكنه ارتفع في عام 2022 إلى أكثر من 280 مليار دولار.

وتوصل الباحثون لهذه التقديرات اعتمادا على بيانات تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري مع بيانات اقتصادية عن الخسائر، فيما وجدت أن عدد الأشخاص المتأثرين بالطقس المتطرف بسبب أزمة المناخ بلغ 1.2 مليار شخص على مدار عقدين.

وتكشف التقديرات أن ثلثي الأضرار كانت ناجمة عن فقدان الأرواح، في حين كان الثلث بسبب تدمير الممتلكات والأصول، فيما كانت الأعاصير، مثل هارفي، مسؤولة عن ثلثي تكاليف المناخ، و16 في المئة بسبب موجات الحر، و10 في المئة بسبب الفيضانات والجفاف.

إيلان نوي، بروفيسور من جامعة فيكتوريا في نيوزلندا الذي أجرى الدراسة مع زميلته ريبيكا نيومان، قال إنه "كانت هناك الكثير من الظواهر الجوية القاسية التي لم تتوفر عنها بيانات فيما يخص عدد القتلى أو الأضرار الاقتصادية، وهذا يشير إلى أن الرقم المتوفر لدينا: 140 مليار دولار، هو أقل من الواقع بشكل كبير".

الدول الأكثر عرضة للكوارث المناخية

إعصار تيغ الذي ضرب اليمن تسبب في مقتل اثنين وإصابة 40 شخصا مع إجبار أكثر من 13 ألفا على النزوح. (أرشيفية-تعبيرية)

بحسب منصة "بريفنشن ويب" فإن لجنة الإنقاذ الدولية حددت 10 دول تعتبر مهددة ويتخوف من وقوع كوارث مناخية فيها بسبب التغير المناخي.

ويتخوف أن تواجه هذه الدول أزمات إنسانية ليس بسبب شدة الكوارث التي قد تقع فيها، ولكن بسبب ضعف الاستجابة للتعامل مع هذه الكوارث.

وتضم هذه الدول:

  • الصومال
  • سوريا
  • الكونغو
  • أفغانستان
  • اليمن
  • تشاد
  • جنوب السودان 
  • جمهورية إفريقيا الوسطى
  • نيجيريا
  • إثيوبيا

"كوب 28"

مؤتمر "كوب28" انطلق الخميس في دبي

وتستعد الحكومات في القمة التي تعقد في الإمارات من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، لإجراء مفاوضات ماراثونية على ما إذا كان من الواجب الاتفاق، للمرة الأولى، على التخلص التدريجي من استخدام العالم للفحم والنفط والغاز الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون، وهو المصدر الرئيسي للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بحسب وكالة رويترز.

وبعث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي اضطر إلى إلغاء حضوره "كوب28" بسبب مرضه، رسالة على منصة التواصل الاجتماعي إكس يقول فيها: "ليكن المشاركون في كوب28 واضعي استراتيجيات يركزون على المصلحة المشتركة ومستقبل أبنائهم عوضا عن المصالح المشروعة لدول أو شركات بعينها. فليبرزوا نُبل السياسة، لا خزيها".

ومن المهام الرئيسية الأخرى في القمة أن تقوم الدول بتقييم التقدم الذي أحرزته في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وعلى رأسها هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين.

وقد تسهم الانفراجة المبكرة في إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، الذي طالبت به الدول الفقيرة لسنوات، في تمهيد الطريق أمام تسويات أخرى سيجري التوصل إليها خلال القمة.