FILE PHOTO: General view of the Burj Khalifa skyline in Dubai, United Arab Emirates, December 8, 2021. REUTERS/Abdel Hadi…
جدل واسع حول مسلسل "ربات البيوت الحقيقيات في دبي" قبل عرضه

جذب إعلان شبكة "برافو" الترويجي لبرنامج تليفزيون الواقع "ربات البيوت الحقيقيات في دبي" انتباه السكان المحليين للإمارة الخليجية.

ولأول مرة منذ إنتاجه قبل 16 عامًا، يصور برنامج التلفزيون الأميركي نسخة من دبي، وعلى الرغم من أن الامتياز بيع إلى أماكن أخرى في العالم، لكن لم يتم إنتاج أي منها عن طريق شبكة "برافو".

ويشارك في برنامج "ربات البيوت الحقيقيات في دبي" 6 نساء يدخلن في جولة من النقاشات الواقعية عن مختلف أوجه حياتهن، بما في ذلك تفاصيل حياتهم العاطفية والزوجية.

والأربعاء، تم إطلاق مقطع دعائي جديد مدته ثلاث دقائق عن البرنامج، يقدم أول نظرة على المسلسل الذي تدور أحداثه في الإمارات العربية المتحدة. 

وبطلات البرنامج ست نساء هن سارة المدني، ونينا علي، وشانيل أيان، وكارولين بروكس، وليسا ميلان، وكارولين ستانبري، إذ يعد العمل بتقديم "الكثير من الأشياء التي لم تكن تتوقع رؤيتها في دبي"، وفقا للمدير التنفيذي المنتج، آندي كوهين.

ويقول فريق التمثيل في البرنامج إن التباهي بالحياة الباهظة يجسد الصورة النمطية عن دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت سارة المدني، رائدة الأعمال لوكالة أسوشيتد برس من فيلتها المزينة بالصور والمليئة بالجوائز، "هذه فرصة بالنسبة لي لأظهر للعالم الغربي أو العالم بشكل عام، كيف يمكن أن تكون عليه المرأة العربية الحديثة". 

بدلا من العباءة السوداء التقليدية، ارتدت المدني قبعة واسعة من جلد الغزال مع حلقة بالأنف ووشم مرسوم على ذراعها كتب عليه "Rebel"، وقالت معترفة: "أنا لست النموذج للمرأة العربية أو الإماراتية".

وتعتبر المدني الإماراتية الوحيدة في البرنامج، وهذا ليس مفاجأة في بلد يفوق فيه عدد الوافدين عدد السكان المحليين بنسبة واحد إلى تسعة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

وجاءت ربات البيوت الأخريات المشاركات بالعمل إلى دبي من أماكن بعيدة، بفضل ما تتمتع به من سحر ومقومات الحياة الفخمة.

في المقابل، استنكر بعض سكان ومواطنون في دولة الإمارات برنامج "ربات البيوت الحقيقيات في دبي"، قائلين إنه لا يمثل الأشخاص الذين يعيشون في الإمارة، وفق ما نشرته صحيفة "ذا ناشيونال نيوز" المحلية الناطقة باللغة الإنكليزية.

وبعد إطلاق مقطع دعائي جديد للبرنامج، والذي سيبث، الأربعاء، قال المواطن الإماراتي، ماجد العامري، عبر إنستغرام إن المسلسل "لا يمثل ربات البيوت الحقيقيات في دبي".

وأضاف في مقطع فيديو: "في الإعلان، نساء يرتدين ملابس سباحة غير محتشمة على الشاطئ ويستخدمون أسوأ الألفاظ التي من الممكن تخيلها ويعرضون أنفسهم على أنهم نساء المصلحة غايتهن الحصول على المال من الرجال الأثرياء ... زوجتي ربة منزل لا تلبس هذه الملابس في الأماكن العامة ولا تتلفظ بهذه الألفاظ".

وتابع: "ربات البيوت في بلادي هن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وهن الأعمدة الرئيسية في توفير التربية الحسنة لأبنائنا ... نعم نحن في بلد متسامح لكن هذا لا يعطي الحق للآخرين في الدهس على مبادئنا وقيمنا".

وسارع كثيرون إلى الإشادة بفيديو العامري الذي حظي بمئات الآلاف من المشاهدات على منصات مختلفة. وقالت الإماراتية فاطمة إنها "فخورة" بالعامري.

وكتبت ردا على الفيديو "هذا النوع من الأشياء لا يمثلنا ولن يمثلنا. أنا فخور بكل امرأة في الإمارات العربية المتحدة تعمل بجد من أجل نفسها وعائلتها وبلدها".

وقال العامري الذي ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي ويملك عشرات الآلاف من المتابعين، لصحيفة "ذا ناشيونال نيوز"، إنه يريد نشر "رسالة إيجابية" عن العرب والإسلام والشرق الأوسط.

وأضاف: "أمي أسكتلندية، لذلك يمكنني فهم الأمر من كلا الجانبين. أعتقد أنه إذا كنت ستذهب إلى بلد ما، فعليك أن تنظر إليه من كل زاوية، ثم يمكنك البدء في عمل فيلم وثائقي عنه فقط لكي نكون منصفين".

من جانبه، قال كوهين: "أعتقد أن الناس سوف يفاجئون جدا بقواعد دبي وما هو مسموح به للنساء هناك وما هو غير مسموح به، وأعتقد أن ذلك سيقضي على الكثير من الصور النمطية" المعروفة عن الإمارة الخليجية.

انتعاش في العلاقات الاقتصادية رغم الخلافات العالقة بين دول الخليج وإيران
انتعاش في العلاقات الاقتصادية رغم الخلافات العالقة بين دول الخليج وإيران

هل تحكم العلاقات الخليجية الإيرانية  المصالح والمنافع الاقتصادية، أم أنها علاقات غير مستقرة بسبب ملفات السياسة المعقدة، خاصة ما تفعله أذرع إيران المسلحة في المنطقة؟

يقول الكاتب والباحث السياسي الكويتي، عايد المناع، في حديث لقناة "الحرة" إن حجم التبادل التجاري بين إيران ودول الخليج "لا يعتبر مؤشرا على وجود علاقات مستقرة"، مضيفا أن هذه العلاقات ومنذ عهد الشاه كانت "متأرجحة وغير مطمئنة".

ووصف شاه إيران بأنه كان "شرطي الخليج" واتهمه باحتلال الجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، موضحا أن النظام الإسلامي الإيراني بعد 1979 تمسك بهذه الجزر وكانت هذه "الشرارة في تأزم العلاقة بين دول الخليج وطهران".

وأضاف المناع أن الاقتصاد يلعب دورا كبيرا في "قيادة الأوضاع" رغم الخلافات العالقة مثل التدخل في شأن البحرين الداخلي والخلافات النفطية بين الرياض وطهران ومصير الجزر التي تطالب الإمارات بها.

ويرى المناع أن دول الخليج "تنموية ولا ترغب في الصراع، إلا أن المشكلة تكمن في طموحات إيران التوسعية في منطقة الخليج أو الدول المجاورة لها مثل العراق ولبنان وسوريا.

خبير الطاقة والجغرافيا السياسية، توماس أودونيل، تحدث لقناة "الحرة" من العاصمة الألمانية برلين، وقال إن طبيعة العلاقة بين دول الخليج وإيران "أكثر تعقيدا" من مجرد الحديث عن العمق الجغرافي ودوره في تطوير العلاقة الاقتصادية بين الطرفين.

وأضاف أن دول الخليج ترفض طموحات إيران الجيوسياسية في المنطقة، "فالمعطيات الحالية تشير إلى أن النظام الإيراني يحاول الآن الهيمنة على المنطقة".

لكن غياب الهيمنة الإيرانية في الوقت الراهن، بحسب أودونيل، يتيح لدول الخليج أن تقيم علاقات اقتصادية مع طهران، مشيرا إلى أن تطورات الحرب في غزة ولبنان وما يحدث في اليمن وسوريا والعلاقات مع تركيا، عقدت مشهد العلاقات الثنائية.

وشهد حجم التجارة بين إيران ودول الخليج انتعاشا في السنوات الأخيرة رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

وحسب إحصائيات البنك الدولي بين عامي 2018-2022 بلغ إجمالي حجم التداول بين إيران ودولة الإمارات العربية 78 مليار دولار.

فيما بلغ إجمالي حجم التداول بين طهران وبغداد 37 مليار دولار، وبلغ حجم إجمالي التداول بين إيران وسلطنة عمان خلال تلك الفترة 5 مليار دولار، في وقت وصل إجمالي حجم التداول بين إيران والكويت إلى مليار دولار.

وبعد سنوات من الخلافات الجيوسياسية، انتعشت العلاقات بين طهران وأبو ظبي، وبلغت واردات إيران من الإمارات خلال عام واحد عشرين مليارات في حين صدرت إليها بضائع بأكثر من ستة مليارات.

وسبق أن أشارت وكالة الأنباء العمانية أيضا إلى حدوث قفزة في العلاقات التجارية مع إيران. وأبرمت إيران أيضا اتفاقية تعاون ثنائي مع قطر.

ورغم ذلك، تركت التوترات الأخيرة مع حربي غزة ولبنان تباينا في توجهات إيران وبعض دول الخليج، ففي حين تقود إيران محورا يعادي إسرائيل، طبّعت دول عربية منها الإمارات والبحرين علاقاتها مع إسرائيل.

ويسود الترقب أيضا للرياح الجديدة القادمة من واشنطن مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة واحتمال فرضه سياسة الضغوط القصوى حيال طهران.