أوكرانيا تقول إنها أوقفت جنودا صينيين - أرشيف
أوكرانيا تقول إنها أوقفت مواطنين صينيين اثنين - أرشيف

أعلنت الصين أنها "تتحقق" من الوضع في أوكرانيا بعد إعلان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن القوات الأوكرانية اشتبكت مع ستة جنود صينيين في معركة بشرق أوكرانيا واعتقلت اثنين منهم.

وكان زيلينسكي قال للصحفيين في كييف، الثلاثاء، إن القوات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة دونيتسك حصلت على هويتي المواطنين الصينيين وبطاقاتهما المصرفية، وأمر المسؤولين الأوكرانيين بالحصول على تفسير رسمي من الصين ودعا إلى رد أميركي.

وقال زيلينسكي في منشور على تيليغرام: "لدينا معلومات تفيد بوجود عدد أكبر بكثير من المواطنين الصينيين في وحدات الاحتلال. نعمل الآن على استيفاء جميع الحقائق".

وأضاف: "لقد وجهتُ وزير خارجية أوكرانيا بالتواصل الفوري مع بكين لمعرفة رد الصين على هذا الأمر".

ونفت الصين، الأربعاء، تورطها في الحرب، وقالت إنها "تتحقق حاليا" من الوضع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، لين جيان، في مؤتمر صحفي: "من المهم التأكيد على أن الحكومة الصينية وجهت مواطنيها دائمًا بالابتعاد عن مناطق الصراع المسلح وتجنب التورط في الصراع بأي شكل من الأشكال، وخاصة تجنب المشاركة في العمليات العسكرية لأي طرف".

ورفض المتحدث باسم الكرملين، الأربعاء، التعليق على الأمر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، الثلاثاء، إن "من المقلق" الاطلاع على هذه التقارير.

وأضافت بروس في مؤتمر صحفي: "الصين مُمَكِّن رئيسي لروسيا في الحرب في أوكرانيا. فهي تُوفر ما يقرب من 80 في المئة من المواد ذات الاستخدام المزدوج التي تحتاجها روسيا لمواصلة الحرب".

واعتبر زيلينسكي في تصريحاته أن "تورط روسيا مع الصين في هذه الحرب في أوروبا، بشكل مباشر أو غير مباشر، يُشير بوضوح إلى أن بوتين لن يفعل أي شيء سوى إنهاء الحرب. إنه يبحث عن سبل لمواصلة القتال".

ودعا الرئيس الأوكراني حلفاءه في الولايات المتحدة وأوروبا إلى الاحتجاج.

ومن غير الواضح ما إذا كان الصينيين اللذين تقول أوكرانيا إنها أوقفتهما جنديين أم متطوعين.

وصرح مسؤولون غربيون لشبكة "سي أن أن" الثلاثاء بأنهم لم يروا "أدلة على رعاية دولة" لهما.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.