جثث المدنيين تناثرت في شوارع بوتشا
دعاية الكرملين تجاه أوكرانيا ستستمرآثارها على الروس لفترة طويلة

حولت الدعاية التي يوجهها الكرملين ضد أوكرانيا، وتبثها وسائل الإعلام الروسية الرسمية على مدار الساعة لملايين الروس، الجنود إلى "جلاديين" بضمير مرتاح، وفق ما خلص إليه تحليل من مجلة "فورين بوليسي". 

تقول المجلة إن دعاية الكرملين "الإبادية" تجاه أوكرانيا ستستمر  آثارها على الروس لفترة طويلة بعد انتهاء هذه الحرب.

ويشير التحليل إلى أن كراهية الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، لأوكرانيا معروفة، فيما تبث وسائل الإعلام التي يملكها الكرملين ويسيطر عليها، رسائل الدعاية هذه إلى الملايين من الروس.

وكنماذج للدعاية وتحريض الروس على الأوكرانيين، ينقل التحليل كيف أن المذيع فلاديمير سولوفيوف قال في برنامج حواري رائد على "روسيا -1" أن "فلاديمير زيلينسكي هو آخر رئيس لأوكرانيا لأنه لن تكون هناك أي أوكرانيا بعد ذلك". وهو ما هتف له الجمهور.

وفي نموذج آخر، تنقل المجلة كيف تصف مقالة على " RIA Novosti" لكاتبها تيموفي سيرجيتسيف، "الأوكرانيين أنهم شركاء للإرهاب وأهداف مشروعة"، وأن "جزء كبير من الشعب الأوكراني نازيون"، ويدعو الكاتب إلى "تصفية النخب الأوكرانية لأنه لا يمكن إعادة تعليمها"، كما  "يجب تقسيم أوكرانيا إلى دويلات تسيطر عليها روسيا"، بحسب تعبيره.

ويشير التحليل إلى أنه "ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الروسية التي ترتكب جرائم قتل جماعي واغتصاب جماعي في القرى والبلدات والمدن الأوكرانية المحتلة، تقرأ مثل هذه الدعاية"، إلا أنه " انطلاقا مما يرويه الناجون من الفظائع الروسية للصحفيين، فمن الآمن الافتراض أن القوات الروسية "تتعرض" لهذا النوع من الدعاية".

ويذكر الناجون كيف كان الجنود الروس يبحثون عن "نازيين" غير موجودين بين السكان المحليين، وفق ما تنقل المجلة.

وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن القوات الروسية أعدمت مدنيين عزل في أوكرانيا فيما يبدو أنها "جرائم حرب"، مستشهدة بذلك بشهادات ميدانية أجرتها في مدن قريبة من كييف كانت تسيطر عليها قوات روسية.

ووفقا للمدعي العام الأوكراني فقد تم العثور على ما لا يقل عن 410 مدنيين قتلى في البلدات التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا بالقرب من كييف، لا سيما في بوتشا، الأمر الذي أثار غضبا دوليا.

وظهرت أدلة مصورة على الفظائع التي ارتكبها الجيش الروسي، بما في ذلك شهادات شهود عيان إلى جانب مقاطع فيديو وصور، زعمت روسيا أنها كانت "مدبرة".

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فرار أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الخارج وقتل وجرح آلاف وتحويل مدن إلى أنقاض، كما أدى إلى عقوبات شاملة تقول موسكو إنها وضعت اقتصادها في أصعب موقف منذ ثلاثة عقود.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب - رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب - رويترز

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، إن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقية تتعلق بالمعادن والموارد طبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.

وأدلى ترامب بهذه التعليقات في فعالية بالبيت الأبيض بعد توقيعه أمرا بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من المعادن النادرة.

وقال "نوقع أيضا اتفاقيات في مواقع مختلفة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة، بالإضافة إلى أشياء أخرى كثيرة في جميع أنحاء العالم".

وأضاف "لكن في أوكرانيا تحديدا، نحقق أداء جيدا للغاية فيما يتعلق بأوكرانيا وروسيا. ومن بين الأمور التي نقوم بها توقيع اتفاقية قريبا جدا بشأن المعادن الأرضية النادرة مع أوكرانيا".

وأشار ترامب إلى مناقشاته هذا الأسبوع مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي بدأت روسيا غزوها عام 2022.

وبحسب وسائل اعلام أميركية، نقلا عن البيت الأبيض، فإن الأمر التنفيذي سيبسط إجراءات التصاريح للسماح بزيادة التعدين لتلك المعادن.

وتستخدم هذه المعادن النادرة في مجموعة متنوعة من التطبيقات بما في ذلك الإلكترونيات والرعاية الصحية والبطاريات.

وتتمتع أوكرانيا بكمية كبيرة من هذه المعادن، وقد كانت محورية في المفاوضات بين الولايات المتحدة وكييف بينما يدفع ترامب نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتوسطت إدارة ترامب في اتفاق مع أوكرانيا لإعطاء الولايات المتحدة حق الوصول إلى تلك المعادن.

وأكد الرئيس ترامب أن منح الولايات المتحدة مصلحة اقتصادية في هذه المعادن الحيوية سيوفر حافزًا أمنيًا أكبر لحماية كييف من العدوان الروسي.