تعمل العديد من الدول على توسيع نطاق مساعداتها العسكرية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، بدعم من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
والجمعة الماضي، أعلن رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيغر أن بلاده ستزود أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي الروسي إس-300 وذلك بعد أن أكدت له واشنطن أنها ستدعم بلاده مقابل ذلك، ببطارية من صواريخ باتريوت الأميركية الصنع.
المساعدات الأميركية
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قامت الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات المحمولة على الكتف لكنها رفضت على الدوام تسليمها أسلحة ثقيلة خصوصا طائرات مقاتلة مسيرة لأن هذا "يمكن أن يعتبر مزايدة" ويزيد من مخاطر نشوب نزاع نووي مع روسيا.
لكن بعد النكسات العسكرية للجيش الروسي وجرائم الحرب التي نسبت إليه، وجدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفسها تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء للقيام بالمزيد من أجل مساعدة كييف على هزيمة روسيا.
وردا على انتقادات أعضاء الكونغرس، نشر البيت الأبيض لائحة شاملة بالمعدات التي تم توفيرها لأوكرانيا حتى الآن وهي 1400 صاروخ ستينغر المضاد للطائرات وخمسة آلاف صاروخ جافلين المضاد للدبابات وسبعة آلاف سلاح آخر مضاد للدبابات ومئات من الطائرات بدون طيار "سويتشبلايد" وسبعة آلاف بندقية هجومية و50 مليون رصاصة وذخيرة مختلفة و45 ألف دفعة من السترات والخوذ الواقية من الرصاص وصواريخ موجهة بالليزر وطائرات بدون طيار من طراز "بوما" ورادارات مضادة للمدفعية ومضادة للطائرات بدون طيار ومركبات مدرعة خفيفة وأنظمة اتصالات آمنة وحماية من الألغام.
نظام إس-300
يعد نظام S-300 من سلوفاكيا أكبر سلاح أرسلته دولة من حلف الناتو حتى الآن، وتم نشره سابقًا في نيترا، وهي مدينة تقع شرق براتيسلافا في الطرف الآخر من البلاد.
ومن هناك، تم نقله بالشاحنة والقطارات إلى دوبرا، حيث يوجد في ساحة السكك الحديدية التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
وتشمل الأسلحة الكبيرة الأخرى التي هي قيد المناقشة الآن للنقل إلى أوكرانيا عبر سلوفاكيا الطائرات الحربية القديمة من طراز MIG-29 ومدافع الهاوتزر المتطورة ذاتية الدفع المسماة Zuzana 2.
إلى ذلك من المقرر أن ترسل أوكرانيا مئات الدبابات المتضررة، بعضها تم اغتنامها من القوات الروسية التي هربت، لإصلاحها في سلوفاكيا وجمهورية التشيك وبولندا، وهي بلدان لديها خبرة في إصلاح المعدات السوفيتية الصنع، ثم إعادتها لساحة الحرب لصالح القوات الأوكرانية.
وسلوفاكيا لا تنقل الأسلحة فقط من مخزونها إلى أوكرانيا، فهي ترسل مساعدات عسكرية من العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك جمهورية التشيك وأستراليا.
والمجر، الجار الجنوبي لسلوفاكيا، على سبيل المثال، أعلنت أنها محايدة في الصراع ومنعت الأسلحة من المرور عبر أراضيها إلى أوكرانيا ولكن يُعتقد أنها قدمت أسلحة لأوكرانيا عبر دول أخرى، لتجنب ردة فعل موسكو التي قد تكلفها وارداتها من الغاز.
سلوفاكيا معبر سري للمساعدات العسكرية
وردا على سؤال حول ما إذا كانت بلاده ساعدت عسكريا أوكرانيا، رفض متحدث باسم الحكومة المجرية في بودابست تأكيد أو نفي ذلك، واكتفى بالقول إن "وجهة نظر المجر معروفة جيدًا، ولم تتغير" في إشارة إلى رفضها للحرب الروسية.
وبسبب انزعاجها من تدفق الأسلحة عبر حدود سلوفاكيا وبولندا ورومانيا، سعت روسيا إلى إيقافه أو على الأقل إبطائه من خلال إعلان جميع الأسلحة الأجنبية الموجهة إلى أوكرانيا "هدفًا مشروعًا".
وتعهد وزير الخارجية الروسي الشهر الماضي بأن موسكو "لن تسمح" بنقل نظام الدفاع الجوي السلوفاكي S-300.
وبعد الفشل في إحباط التسليم، زعمت وزارة الدفاع في موسكو الأحد أن روسيا دمرت بالفعل نظام الصواريخ السلوفاكية عندما أصابت صواريخ كروز البحرية حظيرة طائرات بالقرب من مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا.
لكن وزير الدفاع السلوفاكي، ياروسلاف ناد، نفى أن تكون القوات الروسية دمرت أيا من الأسلحة التي نقلتها بلاده لأوكرانيا عبر حدودهما المشتركة.
وقال ناد إنه تحدث مع وزير الدفاع الأوكراني يوم الاثنين وتأكد من أن "هذا النظام يعمل ويعمل بشكل جيد" ولم يكن في دنيبرو.
مساعدات سريّة
كانت الشحنات العسكرية التي أُرسلت إلى أوكرانيا بالسكك الحديدية عبر دوبرا وبلدة سيرنا ناد تيسو، المجاورة، تحتوي في الغالب على ذخيرة وعتاد عسكري أساسي.
وتضمنت المساعدات الأخرى، التي وصلت أوكرانيا عبر بولندا (الطريق الرئيسي للأسلحة الأميركية) صواريخ جافلين و NLAW و Stinger ، وهي خفيفة ومحمولة وذات تقنية عالية ويسهل إخفاؤها نسبيًا في شاحنات تمر عبر معابر الحدود البولندية إلى غرب أوكرانيا.
جاكوب زولت، وهو عامل صيانة بمصنع للصلب يعيش عبر الطريق من ساحة السكك الحديدية، قال "الكل يعرف ما يجري".
وأضاف في حيث لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أحفاده كانوا خائفين من الضجة، التي أحدثتها القطارات التي كانت تنقل الأسلحة لأوكرانيا، لكنه أضاف أنه اعتاد هو نفسه على قعقعة طائرات الهليكوبتر العسكرية والشاحنات التي تحمل أسلحة.
على الرغم من ذلك، قال إنه قلق من أن سلوفاكيا، وهي دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة فقط، ستخوض الحرب ضد روسيا.
وقال: "قد يهاجمنا الروس في أي لحظة".
هذه الرؤية، تدل على عدم نجاح المعارضين من السلوفاكيين، لفكرة مساعدة بلادهم لأوكرانيا، وفق نيويورك تايمز.
ورغم ذلك، وصلت الشحنة من نظام إس- 300 لأوكرانيا والتي كان من المفروض أن تكون في سرية تامة.
وزير الدفاع السلوفاكي قال في الصدد، إن الشحنة ظلت سرية لأسباب أمنية.
وأضاف أن المعارضة لجأت لما أسماه "ألعابًا سياسية" ضد مصالح بلدهم ومصالح أوكرانيا.
وتابع "تقتل روسيا آلاف الأشخاص في أوكرانيا، لذلك لن أحصي الأصوات التي سأخسرها أو أكسبها، الشيء الوحيد الذي أحسبه هو الأرواح التي يمكننا إنقاذها في أوكرانيا ".
وقال بافيل ماكو، الجنرال السلوفاكي المتقاعد الذي خدم مع حلف الناتو في أفغانستان وألمانيا، إن نظام S-300 الذي تم تسليمه إلى أوكرانيا يعود إلى الثمانينيات، عندما كانت سلوفاكيا عضوًا في حلف وارسو كجزء من تشيكوسلوفاكيا، مؤكدا أن الأوكرانيين يعرفون كيفية استخدامه وسيكونون قادرين على الحد من سيطرة روسيا على الأجواء بفضله.
وقال: "هذا إضافة مهمة يمكن أن تساعد في جعل روسيا تغير خططها".