السلطات الروسية فرضت رقابة مشددة على الانترنت ووسائل الإعلام المستقلة للتعتيم على أخبار الحرب في أوكرانيا
السلطات الروسية فرضت رقابة مشددة على الانترنت ووسائل الإعلام المستقلة للتعتيم على أخبار الحرب في أوكرانيا | Source: Social Media

بعد ستة أسابيع من غزو روسيا لبلادها، وجهت الأوكرانية أناستاسيا بيداتشينكو نداء مليئا بالعاطفة طلبت خلاله دعمها بالأموال، لا من أجل شراء الأسلحة أو المواد الإغاثية، وإنما الإعلانات.

ابتكرت بيداتشينكو طريقة مثيرة لإيصال حقائق عن الحرب للشعب الروسي الذي وجد صعوبة في ذلك نتيجة القيود التي فرضتها السلطات على الإنترنت ووسائل الإعلام المستقلة.

استغلت بيداتشينكو خبرتها كمديرة تنفيذية في شركة تسويق رقمي أوكرانية لاختراق الستار الحديدي الذي وضعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شعبه.

تقول صحيفة "الغارديان" إن خطة بيداتشينكو كانت بسيطة جدا وتتمثل بشراء مساحات إعلانية عبر مواقع الويب في روسيا وبيلاروسيا واستخدامها لنشر أخبار مستقلة عن الحرب في أوكرانيا.

وتضيف الصحيفة إن تلك الإعلانات يمكن أن تكون مباشرة أو مبهمة أو حتى مثيرة لإخفاء طبيعتها الحقيقية والتهرب من الرقابة الروسية.

في البداية، استهدف بيداتشينكو مواقع عادية يدخلها الروس بكثرة وهي غوغل ويوتيوب وفيسبوك ومواقع أخرى ذات زيارات عالية. 

ولكن مع مرور كل يوم أصبحت المهمة أكثر صعوبة، مع دخول قانون "الأخبار الكاذبة" في روسيا حيز التنفيذ وجعل البلاد تدخل نفقا مظلما فيما يتعلق بحرية الوصول للمعلومات عبر الإنترنت.

تبين الصحيفة أن بيداتشينكو اتجهت هي الأخرى إلى عالم أكثر ظلمة وهو عالم المقامرة عبر الإنترنت والمواد الإباحية.

كانت هذه المواقع مثالية بالنسبة لها لإن الناس الذي يرتادونها في روسيا كثيرون وكذلك الأشخاص الذين يديرونها يكترثون بالمال فقط ولا شيء غيره.

لم يكن بايداتشينكو تحارب لوحدها، بل كانت ضمن شبكة أكبر وبدأت الأموال تتدفق من خلال هذه الشبكة، لتتوسع عملياتها.

تعتقد بايداتشينكو أن إعلاناتهم وصلت إلى مئات الملايين من مستخدمي الإنترنت الروس، وتقول بثقة: "المقاومة المعلوماتية تعمل"، مضيفة أنها تعتقد أن رد أمهات الجنود الروس المناهض للحرب يرجع جزئيا إلى الحملة.

تشير الصحيفة إلى أن جهود بايداتشينكو هي مجرد مثال واحد في قائمة متزايدة من الأشخاص والمؤسسات الذين يستغلون الثغرات الرقمية في روسيا لتحدي سيطرة بوتين. 

ففي الشهر الماضي وحده، قام المتسللون باختراق محطة إذاعة إخبارية موالية لموسكو وبثوا عبرها أناشيد أوكرانية ووجهوا نداء لإنهاء الحرب على موقع رئيسي للوصول إلى القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية التي تديرها الدولة.

أوكرانيا تمتلك موارد نادرة تقدر بـ 26 تريليون دولار . أرشيفية - تعبيرية
أوكرانيا تمتلك موارد نادرة تقدر بـ 26 تريليون دولار . أرشيفية - تعبيرية

تشتهر أوكرانيا بأنها سلة "خبز" أوروبا، بسبب محاصيلها المهمة من الحبوب، ولكنها تتمتع بموارد نادرة ذات أهمية كبيرة.

تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن مخزون هائل من الموارد الأرضية النادرة وغيرها من المعادن المهمة، ضمن مساعيه لجذب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل لاتفاق.

وأكد خلال مقابلة مع رويترز الجمعة أن أقل من 20 في المئة من الموارد المعدنية في أوكرانيا، ومنها نحو نصف مخزونها من العناصر النادرة، موجود في الأراضي التي تحتلها روسيا.

وكان الرئيس ترامب، قد قال مطلع فبراير إنه يريد من كييف تزويد الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مقابل دعمها في جهودها الحربية ضد روسيا.

المعادن النادرة

مخزون كبير من الموارد النادرة في أوكرانيا. أرشيفية

فكرة الموارد النادرة كان قد عرضها زيلنسكي في "خطة النصر" التي قدمها لحلفائه الغربيين بما في ذلك ترامب في خريف 2024.

ومن بين الموارد الموجودة على الكرة الأرضية، يصنف 17 معدنا ضمن مجموعة المعادن النادرة، والتي تستخدم في تصنيع المغناطيس عالي الأداء والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وأنظمة الصواريخ.

وتصنف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية 50 معدنا بالغة الأهمية، بينها المعادن النادرة، والنيكل والليثيوم، بينما تضم قائمة الاتحاد الأوروبي 34 معدنا.

وهي تعتبر نادرة لقلتها وعدم وجود بدائل لها تؤدي نفس الوظيفة.

وتعد الصين، أكبر منتج للمعادن النادرة والحيوية في العالم.

فكم تمتلك أوكرانيا من مخزون للموارد الأرضية النادرة؟

أوكرانيا لديها موارد هامة لصناعات الإلكترونيات والفضاء. أرشيفية - تعبيرية

بحسب بيانات وزارة الاقتصاد في كييف، تمتلك أوكرانيا موارد من 22 معدنا من بين 34 معدنا التي تعتبر ذات أهمية عالية في قائمة الاتحاد الأوروبي.

وتشمل هذه الموارد ما يستخدم في المواد الصناعية، ومواد البناء، وسبائك الحديد، وعناصر أرضية نادرة، واحتياطيات ضخمة من الفحم.

وبحسب معهد الجيولوجيا الأوكراني، تمتلك كييف عناصر أرضية نادرة مثل: اللانثانوم والسيريوم، المستخدمة في أجهزة التلفاز والإضاءة؛ والنيوديميوم، المستخدم في توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية؛ والإربيوم والإتريوم، والتي تتراوح تطبيقاتها من الطاقة النووية إلى الليزر.

وبحسب بيانات للمعهد والتي مولها الاتحاد الأوروبي تمتلك أوكرانيا احتياطيات من سكانديوم المستخدم في صناعات الطيران.

ويقول زيلينسكي أيضا إن أوكرانيا تمتلك أكبر احتياطيات من التيتانيوم واليورانيوم في أوروبا.

وبحسب تقرير نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، تعد أوكرانيا موردا رئيسيا لليثيوم والبيريليوم والمنجنيز والغاليوم والزركونيوم والغرافيت والأباتيت والفلوريت والنيكل.

وتؤكد تقديرات هيئة الجيولوجيا الحكومية تمتلك أوكرانيا واحدة من أكبر احتياطيات أوروبا المؤكدة من الليثيوم، والتي تقدر بنحو 500 ألف طن متري.

ويستخدم الليثيوم في صناعة البطاريات والسيراميك والزجاج، بينما تتمركز احتياطيات التيتانيوم في الغالب في شمال غرب ووسط أوكرانيا، بينما يقع الليثيوم في الوسط والشرق والجنوب الشرقي.

وتمثل احتياطيات أوكرانيا من الغرافيت، وهو مكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، 20 في المئة من الموارد العالمية، والتي تتركز في وسط البلاد وغربها.

 كميات الموارد التي تمتلكها أوكرانيا 

روسيا تسيطر على حوالي نصف الموارد النادرة لأوكرانيا. أرشيفية

التيتانيوم

تتصدر أوكرانيا أوروبا من حيث احتياطيات التيتانيوم وتحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم، وتنتج 7 في المئة من الإنتاج العالمي، ولديها 28 حقلا يتم استخراجه منه، فيما يتم إنتاج معادن إضافية خلال عملية الإنتاج مثل الزركونيوم.

الليثيوم

تمتلك أوكرانيا ثلث احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو ما يمثل ما يقرب من 3 في المئة من الإنتاج العالمي.

الغرافيت

تمتلك أوكرانيا 20 في المئة من موارد الغرافيت في العالم، حيث تبلغ احتياطها حوالي 19 مليون طن من الخام، وهي واحدة من أكبر خمس دول في العالم من حيث الاحتياطيات.

النيكل والكوبالت

تضم أوكرانيا 12 منطقة لاستخراج سيليكات النيكل، والتي تحتوي أيضًا على الكوبالت كمنتج ثانوي، حيث تقدر احتياطيات الكوبالت بـ 9000 طن.

وقال أوليكسي سوبوليف، النائب الأول لوزير الاقتصاد الأوكراني في يناير الماضي إن الحكومة تعمل على إبرام صفقات مع حلفاء غربيين بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بشأن مشاريع تتعلق باستغلال المواد الحيوية.

وتقدر الحكومة إجمالي إمكانات الاستثمار في القطاع بنحو 12 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2033.

وذكرت هيئة الجيولوجيا في كييف أن الحكومة تستعد لمنح تراخيص مشتركة لنحو 100 موقع وتطويرها، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وبحساب قيمة هذه المعادن الهامة، تمتلك أوكرانيا مجموعة واسعة تقدر بأكثر من 26 تريليون دولار أميركي.
زيلينسكي أكد أن كييف لا تقترح "التخلي" عن مواردها، بل تعرض شراكة مفيدة للطرفين لتطويرها بشكل مشترك.

وقال "قدم الأميركيون المساعدة أكثر من غيرهم، وبالتالي يجب أن يكسب الأميركيون أكثر من غيرهم. ويجب أن تكون هذه الأولوية لهم، وستكون لهم. أود أيضا التحدث عن هذا مع الرئيس ترامب".

وقال إن روسيا تعرف بالتفصيل مواقع الموارد الحيوية لأوكرانيا من المسوحات الجيولوجية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي أعيدت إلى موسكو عندما حصلت كييف على استقلالها في عام 1991.