القوات الروسية انسحبت من جزيرة الأفعى في 30 يونيو. أرشيفية
القوات الروسية انسحبت من جزيرة الأفعى في 30 يونيو. أرشيفية

مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الخامس، انسحبت القوات الروسية من "جزيرة الثعبان" التي تمتاز بموقع استراتيجي.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أعلن، الخميس، بأن الانسحاب من الجزيرة يأتي كبادرة "حسن نية" إذ أكملت موسكو مهامها في الجزيرة وسحبت قواتها، لتثبت للمجتمع الدولي أنها لا تتدخل في جهود الأمم المتحدة لتنظيم ممر إنساني لتصدير المنتجات الزراعية من الأراضي الأوكرانية.

بينما قال مسؤول رفيع في البنتاغون، الجمعة: "لا نصدق ادعاءات روسيا بأنها انسحبت من جزيرة الثعبان كبادرة حسن نية، ولكن بحسب تقديرنا، الأوكرانيون أجبروا الروس على الانسحاب بفعل الضغط المكثف واستخدام صواريخ تايفون".

وكانت القوات الروسية قد استولت على الجزيرة الواقعة إلى جنوب غرب مدينة أوديسا الساحلية في الأسابيع الأولى من الحرب.

ويؤكد تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الانسحاب الروسي من جزيرة الثعبان سيغير من أهداف الحرب المعلنة لموسكو على أوكرانيا رأسا على عقب.

وأوضح أن "الأهداف الحربية" الروسية بالمجمل لا تزال "غامضة" إذ تتم الإشارة للحرب على أنها "عملية عسكرية خاصة" من أجل نزع "النازية والعسكرة" من أوكرانيا، وهو ما قد يتيح لموسكو مجموعة من السيناريوهات المحتملة لتقديمها للشعب الروسي على أنها انتصارا في أوكرانيا.

ونقلت المجلة عن خبراء أن "مدافع الهاوتزر والصواريخ المضادة للسفن" التي تسلمتها كييف مؤخرا "قلبت الموازين لصالح أوكرانيا".

ورغم مزاعم موسكو بأنها "بادرة حسن نية" إلا أن هذه القرارات لا تتسق وتصريحات روسيا المتكررة والتي تزعم فيها أن أزمة الغذاء سببها نظام العقوبات الغربية، إذ يرفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الاتهامات بأن الحصار البحري الروسي يمنع ملايين الأطنان من الحبوب من مغادرة الموانئ الأوكرانية.

من جانبها، تؤكد كييف عدم صحة الرواية الروسية، وتقول إنها "طردت القوات الروسية بعد هجوم كبير استهدف المعدات العسكرية"، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، انتصارا بتحرير الجزيرة.

وعن التطورات الأخيرة على الأرض، أعلن الجيش الأوكراني، السبت، أن مدينة ليسيتشانشك الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تشهد منذ أيام معارك عنيفة، "ليست محاصرة"، مناقضا بذلك ما أعلنه انفصاليون يدعمهم الجيش الروسي، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.

وجاء في تصريح للمتحدث باسم الحرس الوطني الأوكراني، رسلان موزيتشوك، أن "معارك عنيفة تدور في محيط ليسيتشانسك. لحسن الحظ أن المدينة ليست محاصرة وهي تحت سيطرة الجيش الأوكراني"، نافيا بذلك ما سبق أن أعلنه ممثل للقوات الانفصالية في لوغانسك.

وأعلن الانفصاليون الموالون لموسكو قد أعلنوا، السبت، أنهم يحاصرون "بالكامل" المدينة الصناعية الواقعة في دونباس.

و تعد ليسيتشانسك آخر مدينة كبرى لا تزال خارج سيطرة الروس في لوغانسك إحدى مقاطعتي منطقة دونباس الصناعية واللتين تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل. 

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.