روسيا نقلت الآسرى إلى داخل الأراضي الروسية
روسيا نقلت الآسرى إلى داخل الأراضي الروسية

اعتقلت روسيا آلاف الأوكرانيين خلال الحرب المستمرة، وعرضتهم للتعذيب والمعاملة القاسية في معسكرات خصصتها لذلك، وفق تقرير من صحيفة "ذي هيل".

ونقلت الصحيفة شهادات من ستة أسرى حرب سابقين في المعتقلات الروسية.

وتعرضت النساء للتصوير وهن عاريات وأرغمن على رفع أيديهن فوق رؤوسهن أو تعرضن للضرب، وفق الشهادات.

ومن بين المعتقلين السابقين، إيغور كورايان، وهو ناشط أوكراني، يبلغ من العمر 55 عاما، انضم إلى القتال ضد روسيا وتم القبض عليه في أبريل.

وقال إن الجنود الروس اكتشفوا أنه كان يدير إمدادات للجنود الأوكرانيين على الخطوط الأمامية منذ عام 2014، عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، واتهموه بتمويل منظمات إرهابية والتحضير لهجوم إرهابي على الجنود الروس.

وخلال أسابيع في الأسر الروسي، قال كورايان إن الجنود ضربوه وصعقوه بالكهرباء للحصول على معلومات، وقاموا بلف أصابعه وقطعها باستخدام كماشة ومقص معدني. وأضاف أن سجناء آخرين تعرضوا للضرب المبرح لدرجة أنهم ماتوا.

وقال إن القوات الروسية أخذت هاتفه واستخدمت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور سابقة التقطها مع القوات الأوكرانية، لكنها أضافت تعليقات تجعل الأمر يبدو وكأنه يدعو القوات الأوكرانية إلى الاستسلام لروسيا.

وقدمت كارينا، ابنة كورايان، لقطات شاشة لبعض المنشورات التي نشرها الجنود الروس على حساب والدها لصحيفة "ذا هيل". وحذف كورايان جميع المشاركات بمجرد تحريره من الأسر الروسي. 

وبينما احتفظت القوات الروسية ببعض الجنود الأوكرانيين الأسرى في أوكرانيا، تم نقل آخرين إلى روسيا. 

وقالت أنجيليكا تودوراشكو (32 عاما) إن والدتها وهي جندية أوكرانية وشقيقتها المدنية اعتقلتهما القوات الروسية بعد وقت قصير من بدء الغزو.

وتمكن الجنود الروس من الاستيلاء بسرعة على قريتها الصغيرة بالقرب من الحدود الروسية، وقطع جميع الإمدادات عن البلدة وتشجيع السكان على ركوب حافلة إلى روسيا، حيث سيتم إرسالهم إلى "معسكر الترشيح".

وقالت إن والدتها، فيكتوريا، البالغة من العمر 52 عاما، اعتقلت في فبراير بسبب عملها مع الجيش الأوكراني، ثم نقلت إلى روسيا حيث قالت إنها تعرضت للصعق بالكهرباء، وصورت وهي عارية، ولم يقدم لها سوى القليل من الطعام والماء، وسمعت صراخا من سجناء آخرين يطلبون الموت.

وقالت تودوراشكو إن الجنود الروس كانوا يذلون السجناء، حيث أخبرتها والدتها أن السجناء يضطرون إلى رفع أيديهم فوق رؤوسهم لساعات في اليوم، وإذا أنزلوا أيديهم يتعرضون للضرب، كما حلق الجنود رؤوس النساء وخنقوا أخريات. 

وتسبب الغزو الروسي في مقتل آلاف الأوكرانيين، وقال أوسنات لوبراني، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا، الخميس، إن "نحو 16 مليون شخص هم بحاجة اليوم إلى مساعدات إنسانية من ماء وغذاء وخدمات صحية".

وينضم هؤلاء إلى أكثر من 5,2 ملايين أوكراني مسجلين كلاجئين في دول أوروبية أخرى منذ بدء النزاع في 24 فبراير.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.