وصف الجنود مصاعب القتال في الجبهة تحت القصف المستمر
وصف الجنود مصاعب القتال في الجبهة تحت القصف المستمر

وصف جنود أوكرانيون عائدون من الخطوط الأمامية للقتال في منطقة دونباس بشرق البلاد ما وصفوه بـ"الجيحم تحت الأرض" حيث تدور هناك حرب استنزاف شاقة.

وفي مقابلات مع وكالة أسوشيتد برس، اشتكى البعض من التنظيم الفوضوي وحالات الهروب من الخدمة ومشاكل الصحة العقلية الناجمة عن القصف الذي لا هوادة فيه.

وتحدث آخرون عن الروح المعنوية العالية، وبطولة زملائهم، والالتزام بمواصلة القتال، حتى في الوقت الذي يسيطر فيه الروس الأفضل تجهيزا على المزيد من مناطق القتال.

ونقلت الوكالة عن الملازم فولوديمير نازارينكو، وهو معاون قائد كتيبة سفوبودا التابعة للحرس الوطني الأوكراني، قوله إنهه وخلال معركة استمرت شهرا، طمست الدبابات الروسية أي مواقع دفاعية محتملة وحولت مدينة سيفيرودونيتسك  إلى "صحراء محترقة".

طمست الحرب مدينة سفيردونيتسك

وقال: "كانوا يقصفوننا كل يوم. لا أريد أن أكذب حول هذا الموضوع، لكنهم أمطرونا بوابل من الذخيرة أصاب كل مبنى، تم تسوية المدينة بالأرض بشكل ممنهج".

في ذلك الوقت، كانت سيفيرودونيتسك واحدة من مدينتين رئيسيتين تحت السيطرة الأوكرانية في مقاطعة لوغانسك، التي أعلنها انفصاليون موالون لروسيا جمهورية (غير معترف بها) قبل ثماني سنوات.

ونقلت الوكالة عن جندي في مدينة باخموت، إلى الجنوب الغربي من سيفيرودونيتسك، قوله: "إذا كان هناك جحيم على الأرض في مكان ما، فقد كان في سيفيرودونيتسك".

ويعتبر الجندي، الذي قاتل أيضا في كييف وأماكن أخرى في الشرق، العملية الأوكرانية في سيفيرودونيتسك "انتصارا" على الرغم من النتيجة.

وقال إن المدافعين تمكنوا من الحد من الخسائر في الأرواح مع تعطيل التقدم الروسي لفترة أطول بكثير مما كان متوقعا، ما أدى إلى استنزاف موارد روسيا.

وقال: "تكبد جيشهم خسائر فادحة، وتم طمس إمكاناتهم الهجومية".

وأعرب الملازم والجندي تحت قيادته عن ثقتهما في أن أوكرانيا ستستعيد جميع الأراضي المحتلة وتهزم روسيا. وأصرا على أن الروح المعنوية لا تزال مرتفعة.

وشارك جنود آخرون، معظمهم لم تكن لديهم خبرة قتالية قبل الغزو، روايات أكثر تشاؤما، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم أو استخدام أسمائهم الأولى فقط.

وكان أوليكسي، وهو عضو في الجيش الأوكراني بدأ القتال ضد الانفصاليين المدعومين من موسكو في عام 2016، قد عاد لتوه من الجبهة بعرج شديد.

وقال إنه أصيب في ساحة المعركة في زولوتي، وهي بلدة احتلها الروس أيضا منذ ذلك الحين.

وأضاف: "على شاشة التلفزيون يعرضون صورا جميلة للخطوط الأمامية والتضامن والجيش لكن الواقع مختلف تماما" مضيفا أنه لا يعتقد أن تسليم المزيد من الأسلحة الغربية سيغير مسار الحرب.

وقال أوليكسي إن ذخيرته بدأت تنفد في غضون أسابيع قليلة.

وفي مرحلة ما، منع القصف الذي لا هوادة فيه الجنود من الوقوف في الخنادق، على حد قوله، وكان الإرهاق واضحا على وجهه.

وذكر مساعد رئاسي كبير الشهر الماضي أن ما بين 100 و200 جندي أوكراني يموتون كل يوم لكن البلاد لم تقدم العدد الإجمالي للقتلى في المعركة.

وزعم أوليكسي أن وحدته فقدت 150 رجلا خلال الأيام الثلاثة الأولى من القتال، وكثير منهم توفي بسبب النزف حتى الموت.

وأضاف أنه بسبب عمليات القصف التي "لا هوادة فيها"، لم يتم إجلاء الجنود الجرحى إلا ليلا، وفي بعض الأحيان كان عليهم الانتظار لمدة تصل إلى يومين.

وأوضحت ماريا، وهي قائدة فصيلة تبلغ من العمر 41 عاما انضمت إلى الجيش الأوكراني في عام 2018، أن مستوى الخطر وعدم الراحة يمكن أن يختلف اختلافا كبيرا اعتمادا على موقع الوحدة والوصول إلى خطوط الإمداد.

وقالت إن الخطوط الأمامية، التي كانت موجودة منذ بدء الصراع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2014، أكثر ثباتا ويمكن التنبؤ بها، في حين أن الأماكن التي أصبحت ساحات معركة منذ أن أرسلت روسيا قواتها للغزو هي "عالم مختلف".

وقال جنديان آخران قابلتهما أسوشيتد برس، وهما عاملان سابقان في مكتب في كييف ليس لديهما خبرة سابقة في المعارك، إنهما أرسلا إلى الخطوط الأمامية في الشرق بمجرد الانتهاء من تدريبهما الأولي.

وتحدثا عن حالة التنظيم السيئة و"اتخاذ قرارات غير منطقية"، ورفض العديد من الأشخاص في كتيبتهم القتال.

وقال جندي إنه يدخن الماريوانا يوميا، مضيفا: "خلاف ذلك، سأفقد عقلي، سأهرب. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها التأقلم".

وقال مدرس سابق يبلغ من العمر 28 عاما في سلوفيانسك إن ساحات المعارك في أوكرانيا "حياة مختلفة تماما"، بنظام قيم مختلف وتحولات عاطفية متلاحقة.

واحتلت القوات الروسية، يوم الأحد آخر، معقل أوكراني في إقليم لوغانسك وكثفت ضرباتها الصاروخية على دونيتسك بمقاطعة دونباس.

الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي (رويترز)

أعلن ناطق باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الأخير سيزور السعودية، الأربعاء، غداة اجتماعات مقررة بين مسؤولين روس وأميركيين في الرياض.

وقال سيرغي نيكيفوروف، إن زيلينسكي سيزور السعودية مع زوجته "كجزء من زيارة رسمية مخطط لها منذ فترة طويلة". 
وأعلن زيلينسكي الرحلة الأسبوع الماضي دون تحديد موعد، مضيفا أنه "لا يعتزم لقاء مسؤولين روس أو أميركيين"، وفق وكالة فرانس برس.

وسيزور الرئيس الأوكراني السعودية، بعد رحلة إلى الإمارات التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.
وقال زيلينسكي إنه ناقش مع رئيس الإمارات "إعادة أوكرانيين محتجزين لدى روسيا"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وتابع الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تيليغرام: "وساطة الإمارات أنقذت الكثير من الأرواح"، في إشارة إلى مساعدة سابقة قدمتها الدولة الخليجية في تبادل للأسرى.

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، إنه "لا يرى سببا" يستدعي مشاركة الأوروبيين في محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، متهما إياهم بالرغبة في "مواصلة الحرب".

وأضاف في مؤتمر صحفي بموسكو: "لا أعرف ماذا سيفعلون على طاولة المفاوضات.. إذا كانوا سيجلسون حول طاولة المفاوضات بهدف مواصلة الحرب، فلماذا ندعوهم إليها؟".

والإثنين، وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى السعودية قادما من إسرائيل، في زيارة تسبق اجتماعا مرتقبا في الرياض بين مسؤولين أميركيين وروس، لبحث إنهاء الحرب الأوكرانية.

وتأتي زيارة روبيو بعد مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي.

ووجه ترامب كبار المسؤولين ببدء مفاوضات بشأن الحرب الأوكرانية، التي تعهد مرارا خلال حملته الانتخابية بإنهائها.

وتحدث ترامب وبوتين لأكثر من ساعة، الأربعاء، وهو أول اتصال مباشر معروف بين رئيسين أميركي وروسي منذ أن أجرى بوتين مكالمة مع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قبل وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وقال ترامب إنه اتفق وبوتين خلال الاتصال على بدء المفاوضات "فورا"، بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، أن التحضيرات لعقد اجتماع بين الرئيسين، وربما تستغرق عدة أشهر، لكن الجانبين اتفقا على أن العاصمة السعودية الرياض هي "المكان المناسب" للقاء.