حذر ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، الأربعاء، الولايات المتحدة من أنها قد تواجه "غضب الرب"، إذا واصلت الجهود للمساعدة في إنشاء محكمة دولية للتحقيق بـ"الإجراءات الروسية في أوكرانيا"، فيما حث رئيس مجلس النواب الروسي واشنطن على تذكر أن آلاسكا كانت تخص روسيا.
وندد ميدفيديف، بالولايات المتحدة لمزاعم مرتبط بجهودها في "نشر الفوضى والدمار" في جميع أنحاء العالم، على حد تعبيره.
وأشار في خطاب طويل على قناته على تطبيق تلغرام، إلى القصف النووي الأميركي لليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وإلى الحرب في فيتنام.
وتساءل: "هل تم تحميل أي شخص المسؤولية عن تلك الجرائم؟ أي محكمة دانت بحر الدماء الذي أراقته الولايات المتحدة هناك؟".
يذكر أن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، حذر روسيا، شهر مارس الماضي، من استخدام أسلحة نووية خلال زيارة لمدينة هيروشيما.
وجاء كيشيدا إثر رفضت موسكو استبعاد إمكانية استخدام ترسانتها النووية، مؤكدة أنها قد تستخدمها في أوكرانيا في حال شعرت بـ"تهديد وجودي".
وجاء خطاب ميدفيديف رداً على الدعوات المدعومة من الولايات المتحدة لإنشاء محكمة دولية لمحاكمة روسيا لجرائم الحرب التي ترتكبها في أوكرانيا.
ميدفيديف اعتبر ذلك محاولة من جانب الولايات المتحدة "للحكم على الآخرين مع الاحتفاظ بالحصانة من أي محاكمة".
واختتم ميدفيديف حديثه قائلاً: "لن ينجح الأمر مع روسيا، فهم يعرفون ذلك جيدًا" ثم تابع "هذا هو السبب في أن كلاب الحرب الفاسدة تنبح بطريقة مثيرة للاشمئزاز".
وعيد
ميدفيديف أشار كذلك إلى أن "فكرة معاقبة دولة لديها أكبر إمكانات نووية هي فكرة سخيفة ومن المحتمل أن تشكل تهديدًا لوجود البشرية".
وجاء التحذير بعد سلسلة من التصريحات الصارمة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومسؤولين بإدارته، أشارت إلى الترسانات النووية الروسية لتحذير الغرب من التدخل في أوكرانيا.
وكان الغرب ينظر إلى ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا في 2008-2012 عندما انتقل بوتين إلى منصب رئيس الوزراء بسبب القيود المفروضة على فترة ولايته، على أنه أكثر ليبرالية مقارنة ببوتين.
لكن خلال الأشهر الأخيرة، أدلى بتصريحات بدت أكثر صرامة من تلك الصادرة عن أكثر المسؤولين حدة في الكرملين.
وفي "تحذير" آخر للولايات المتحدة، قال فياتشيسلاف فولودين، وهو أحد مساعدي بوتين منذ فترة طويلة، ويشغل منصب رئيس مجلس النواب بالبرلمان، الأربعاء، إن واشنطن يجب أن تتذكر أن ولاية آلاسكا كانت جزءًا من روسيا عندما جمدت الأصول الروسية.
واستعمرت روسيا آلاسكا، وهي آكبر الولايات الأميركية الخمسين من حيث المساحة، وأنشأت عدة مستوطنات هناك حتى اشترتها الولايات المتحدة منها عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار.
وقال فولودين خلال اجتماع مع المشرعين: "عندما يحاولون الاستيلاء على أصولنا في الخارج، يجب أن يدركوا أن لدينا أيضًا شيئًا نطالب به".
وفي موسكو، شدد البرلمان الروسي، الأربعاء، القانون المرتبط بخيانة الدولة والتجسس وفرض عقوبات قاسية بالسجن تستهدف أي دعوات للتحرّك ضد أمنها القومي.
وقال النائب فاسيلي بيسكاريف في بيان صدر عن مجلس النواب (الدوما) إن "التعديلات تمثّل ردا مناسبا، وفي وقته، على التحديات التي يواجهها بلدنا حاليا".
وستواجه أي دعوات للتحرك ضد أمن روسيا عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات.
جرائم حرب
بعد مرور قرابة 5 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تقول كييف إنها رصدت آلاف الحالات التي يشتبه بأنها جرائم حرب.
وأفظع تلك الحالات ما ورد من معلومات عن قتل وحشي لعشرات المدنيين في بوتشا الواقعة قرب العاصمة الأوكرانية كييف.
في غضون ذلك،أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في مايو إنشاء وحدة جديدة للاستقصاء عن جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا، وتوثيقها، وكشفها للعلن.