عدد المتطوعين مع القوات الأوكرانية غير معروف
عدد المتطوعين مع القوات الأوكرانية غير معروف

يواجه المحاربون القدامى الأجانب الذين يقفون في الخطوط الأمامية بجانب القوات الأوكرانية لواقع مرهق مختلف عن أي حرب خاضوها سابقا.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن كثير من قدامى المحاربين الأميركيين والبريطانيين كانوا يعتمدون في حرب أفغانستان والعراق على الإسناد الجوي للحماية والدعم.

ولكن الواقع في أوكرانيا مختلف وغير مسبوق لهم، حيث إن الجهد العسكري الأساسي هو مواجهة القوات الروسية المسلحة جيدا بدون غطاء جوي.

وقال بريان، وهو مظلي سابق بالجيش الأميركي، لم يرغب في الكشف عن اسمه الأخير لأسباب أمنية، "هذا الأمر أكثر حدة وصعوبة مما رأيته في أفغانستان. هذا قتال".

ويقول المقاتلون المتطوعون إن هذا الواقع دفع بعضًا من مئات الرجال الذين وصلوا لأول مرة إلى أوكرانيا للمساعدة في خوض ما شعر كثيرون أنه حرب غير متوازنة إلى حد كبير. 

ويعمل البعض من هؤلاء المتطوعين بشكل مباشر مع الجيش الأوكراني، الذي استخدمهم بهدوء وفعالية لسد الثغرات في قدرات الخطوط الأمامية، بما في ذلك سد الحاجة الماسة إلى الأطباء.

ولا يزال بعض المقاتلين المحتملين يتجولون في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث تختلف أهدافهم من شخص لآخر. لكن أكثر الجنود الأجانب احترافا يكتسبون احترامًا متزايدًا من رفاقهم الأوكرانيين، فضلا عن قادة البلاد.

وأشاد أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشكل خاص بأولئك الذين قاتلوا مؤخرًا في واحدة من أكثر المعارك قسوة بسيفيرودونتسك، قائلا إن "دوافعهم ومهنيتهم واستعدادهم لحرب المدن" لعبت دورا مهما في صد القوات الروسية لفترة طويلة.

وقال إنهم "فقط ما نحتاجه".

أعداد غير معروفة

ورغم مساعدة المتطوعين، قرر المسؤولون الأوكرانيون في النهاية أنه ليس لديهم خيار سوى الانسحاب من تلك المدينة، مما مهد الطريق للقتال الذي دار، الخميس، عندما قصفت القوات الروسية المجاورة دونيتسك، آخر مقاطعة متبقية في شرق أوكرانيا تحت سيطرة كييف.

وبعد أربعة أشهر من الحرب، لا يزال عدد القوات الأجنبية التي تقاتل في أوكرانيا مع الجيش النظامي غير معروفا. ويقدّر أريستوفيتش أن ألف شخص شاركوا في المعارك. ولكن مع عدم وجود غرفة إدارة عمليات مركزية للمتطوعين، لا أحد يعرف على وجه اليقين العدد الحقيقي، حيث جاء مئات أو آلاف آخرين للمساعدة في واجبات غير قتالية.

وبعد دعوة الرئيس زيلينسكي للقتال، بات الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا الذي أنشأته الحكومة أشهر المجموعات المقاتلة الأجنبية في البلاد.

ولم يذكر الفيلق أعداد أعضائه، لكن المتحدث باسمه، داميان ماجرو، قال إن من بين الدول الممثلة في صفوفه، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا في المقدمة.

وقال إن جميع أولئك الذين قبلهم الفيلق يوقعون عقودًا مع الجيش الأوكراني، ويخدمون في وحدات حيث يخضع ضباط الصف الأجانب للضباط الأوكرانيين ويتقاضون نفس رواتب القوات العسكرية الأوكرانية.

وأضاف ماجرو أنه بعد القبول الواسع في البداية، لا يقبل الفيلق الآن سوى أولئك الذين لديهم خبرة قتالية والذين اجتازوا اختبارات الخلفية والفحوصات النفسية والذين لا يعبرون عن آراء متطرفة.

وقال بريان، المحارب الأميركي المخضرم الذي قاتل في أفغانستان، إنه جاء لأنه يعرف الأوكرانيين ودربهم منذ سنوات لمحاولة صد القوات الانفصالية المدعومة من روسيا، وكثير من الأصدقاء الأوكرانيين الذين توصّل إليهم لقوا حتفهم في تلك المعارك. 

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.