أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، إرسال 400 مليون دولار إضافية لأوكرانيا، كمساعدات عسكرية تركز بشكل كبير على الأسلحة طويلة المدى عالية الدقة، بينما رد مستشار أوكراني على تحدي بوتين للدول الغربية التي تحاول قتال "روسيا في أوكرانيا".
وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تتكون الحزمة من أربعة أنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة تُعرف أيضا باسم HIMARS، إضافة إلى الأنظمة الثمانية التي سلمتها واشنطن بالفعل إلى كييف.
وتشمل المساعدات "نوعا جديدا" من الذخيرة عيار 155 ملم لاستخدامها في مدافع الهاوتزر التي كانت جزءا من عمليات النقل السابقة، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي كبير.
وتهدف تلك المساعدات إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على استهداف الأصول العسكرية الروسية، لكن المسؤولين رفضوا ذكر تلك المساعدات بالاسم نظرا لمخاوف أمنية، حسب الصحيفة.
وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أن "دقة الأسلحة يجب أن تكون أكثر كفاءة من الطلقات التي تستخدمها القوات الأوكرانية حاليا".
يزعم المسؤولون في كييف أنهم يستخدمون ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف طلقة من ذخيرة المدفعية القياسية يوميا، لكن المسؤول قال إن "معدل استخدام تلك الأسلحة سيكون أقل بكثير"، حسب "واشنطن بوست".
وفي يونيو الفائت، قال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، الخميس، إن حزمة مساعدات عسكرية جديدة قدمتها واشنطن لكييف لترتفع معها إجمالي المساعدات العسكرية منذ بدء الغزو الروسي لـ6.1 مليار دولار.
وأوضح أن الحزمة الأخيرة تضم "أسلحة ومعدات، بينها أنظمة صواريخ مدفعية متنقلة (هيمارس).. وآلاف الذخائر وقوارب مخصصة للدوريات البحرية".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "إن تدفق المساعدة الأمنية الأميركية، يأتي ضمن تحالف يضم أكثر من 40 من الحلفاء والشركاء لتعزيز دفاعات أوكرانيا".
خسائر روسية.. رغم التقدم التدريجي
ويتسم الصراع في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا بمعارك ضارية وقصف عنيف، ما سمح لروسيا بتحقيق مكاسب بطيئة ولكن ثابتة بينما تكبدت خسائر فادحة.
وقال مسؤول أوكراني كبير، هذا الأسبوع، إن 36 ألف جندي روسي و 12 ألف من المرتزقة التابعين لقوات موسكو، قتلوا في المعارك، حسب ما نقلته "واشنطن بوست".
ويسعى الروس، الذين يؤكدون أنهم سيطروا عل منطقة لوهانسك المجاورة بأكملها، إلى احتلال منطقة دونيتسك للسيطرة على كامل حوض التعدين في دونباس الذي سيطر على جزء منه الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ العام 2014.
وتعد مدينة سلوفيانسك في منطقة دونيتسك، الهدف التالي للقوات الروسية في خطتها للسيطرة بالكامل على حوض دونباس بعد أربعة أشهر ونصف من القتال، وفقا لـ"فرانس برس".
وعن تلك المعارك، توقع مسؤول عسكري أميركي أخر، الجمعة، استنزاف القوات الروسية قريبا إذا تقدمت إلى الأمام دون توقف، وفقا لـ"واشنطن بوست".
وقال المسؤول: "نظرا لعدد الضحايا التي تكبدها الروس لكسب ذلك الجزء من الأرض، فربما يتعين عليهم التوقف وإعادة التجهيز".
ووصف المسؤول الأميركي التقدم الروسي بأنه "تدريجي للغاية ومحدود ومكلف للغاية"، مضيفا "روسيا تفوز في هذه المعركة لكن القتال صعب، والأوكرانيون يضطرون إلى القتال بقوة لمنع الروس من تحقيق أهدافهم".
بوتين يتحدى الغرب
بعد أكثر من أربعة أشهر على غزو أوكرانيا، تفاخر الرئيس الروسي ،فلاديمير بوتين، الخميس، بأن "الصراع قد بدأ لتوه"، متحديا الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا أن "تحاول" محاربة روسيا في ساحة المعركة.
وقال بوتين "نسمع اليوم أنهم يريدوننا أن نُهزم في ساحة المعركة"، مضيفا "حسنا ماذا يمكن أن أقول؟ دعهم يحاولون"، وفقا لوكالة الأنباء الحكومية الروسية "نوفيستي".
وتابع: "سمعنا مرات عديدة أن الغرب يريد أن يقاتلنا، هذه مأساة للشعب الأوكراني، لكن يبدو أن كل شيء يتجه نحو هذا"، وفقا للوكالة الروسية.
وفي حديثه عما إذا كان السلام لا يزال ممكنا، قال بوتين ليس مستحيلا، لكنه أصدر تحذيرا للدول الغربية قائلا: "نحن لا نرفض التفاوض على السلام، لكن يجب على من يرفضون أن يعلموا أنه كلما رفضوا، زادت صعوبة التفاوض".
ورد مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخايلو بودولياك، على تصريحات بوتين بالقول إنه "لا توجد خطة جماعية للغرب"، وأضاف عبر حسابه بموقع "تويتر"، الخطة الوحيدة هي خطة الجيش الروسي "الذي دخل أوكرانيا ذات السيادة وقصف المدن وقتل المدنيين".
تصعيد روسي
وقال حاكم منطقة لوهانسك الأوكرانية، التي تخضع الآن للسيطرة الروسية بالكامل تقريبا، الجمعة، إن مدينة سيفيرودونتسك تواجه "كارثة إنسانية"، مشيرا إلى أن "80 في المئة من المنازل في المدينة تضررت".
وأوضح في تصريحات، الجمعة، أن "البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك نظام الصرف الصحي ، تعرضت لأضرار بالغة جراء القتال المستمر منذ شهور"، مضيفا "لا توجد إمدادات مياه أو غاز أو كهرباء مركزية".
من جانبه قال حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، مساء الجمعة، إن "خط الجبهة بأكمله يتعرض لقصف مستمر".
وأضاف على تطبيق تلغرام أن الروس "لا يكفون عن القصف باتجاه دونيتسك"، مشيرا إلى أن "باخموت وسلوفيانسك تُقصفان ليلا نهارا، وكذلك كراماتورسك"، وفقا لما نقلته "فرانس برس".
وقبل ذلك، خلال نهار الجمعة، تحدث كيريلينكو عن سقوط ستة قتلى و 21 جريحا خلال 24 ساعة في عمليات قصف للمنطقة، وقال إن الجيش الروسي "في طريقه إلى إعادة تجميع وحداته، أو بالأحرى إعادة تشكيل مجموعاته ويعد لعمليات جديدة في سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت".
في خاركيف (شمال شرق) ثاني أكبر مدينة في البلاد، أدى القصف الروسي إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح تسعة آخرين خلال 24 ساعة، على حد قول حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف، حسب ما نقلته "فرانس برس".
ووصفت الدول الغربية الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه غير مبرر، وأكدت مجموعة الدول السبع في قمتها الأخيرة أن الحرب في أوكرانيا "غير شرعية وغير مبررة".
وتقول موسكو إن ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" هو نتيجة محاولات فاشلة للاتفاق على ضمانات أمنية وعلى توسيع حلف شمال الأطلسي.