الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ في 24 فبراير الماضي. أرشيف
الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ في 24 فبراير الماضي. أرشيف

واصل الجيش الروسيّ قصفه المتواصل، الأحد، لمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث يُخطّط، بعد أربعة أشهر ونصف شهر من بدء الحرب، "لشنّ عمليّات جديدة" وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيّون.

وعلى الرغم من تأمين السيطرة على منطقة لوغانسك، يواجه الروس الآن هجوما مضادا مستمرا من قبل الجيش الأوكراني في الجنوب.

ونقلت صحيفة "ديلي إكسبرس"، الأحد، عن الضابط العسكري الأوكراني السابق فيكتور كوفالينكو، قوله إن قوة روسية هاجمت نفسها في زابوريجيا (جنوب).

وأطلقت كييف هجمات مضادة في مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، مما أجبر "جيش الكرملين المنهك" على اتخاذ موقف دفاعي.

وفي محاولة منها لوقف الهجوم المضاد في مقاطعة زابوريجيا، حاولت وحدات المدفعية الروسية السيطرة على المواقع الأوكرانية باستخدام أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS).

ومع ذلك، نجح "الروس فقط في ضرب وتدمير قواتهم وإمداداتهم"، وفقا للضابط المتقاعد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين من إدارة المحافظة، لم تسمهم، قولهم إن القوات الروسية دمرت أحد مستودعات الذخيرة الخاصة بها، فضلا عن مقتل جندي وإصابة اثنين. وتقول إكسبرس إنها "ليست المرة الأولى" التي تحدث فيها مثل هذه الأخطاء، وقد حدثت سابقا خلال الحرب.

وذكرت نقلا عن كوفالينكو، قوله إن "قوات المدفعية الروسية في مقاطعة زابوريجيا قصفت نفسها بنيران صديقة، ودمرت مستودع ذخيرة ميداني خاص بها في قرية Neskuchne، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين".

وتشير بعض التقديرات الاوكرانية إلى أن جيش بوتين ربما فقد أكثر من 35000 فرد منذ اندلاع "الأعمال العدائية" في 24 فبراير الماضي.

"دعوات للإخلاء"

ومع تسارع وتيرة الهجوم المضاد في جنوب أوكرانيا، دعت كييف السكان بمناطق العمليات في زابوريجيا وخيرسون إلى الإخلاء.

ونصحت إيرينا فيريشوك، نائبة رئيس الوزراء، الأوكرانيين في "الأراضي المحتلة" بالمغادرة "بكل الوسائل الممكنة".

وقالت: "يجب أن تبحثوا عن وسيلة للمغادرة لأن قواتنا المسلحة ستنهي الاحتلال، وستكون هناك معركة ضخمة".

وذكر تقرير لصحيفة "برافدا"، نشر الأحد، أن "روسيا تركز على منع الهجوم الأوكراني في جنوب أوكرانيا".

وقالت إن القوات الروسية تقصف البلدات والقرى على جبهة "بيفديني بوه" (جنوب)، وتركز جهودها على منع القوات المسلحة الأوكرانية من شن هجوم.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في منشور على فيسبوك، الأحد، أن "الجهود الروسية الرئيسية في جبهة خاركيف تركز على منع تقدم القوات الأوكرانية".

وتابعت أن "القوات الروسية استخدمت أنواعا مختلفة من المدفعية لاستهداف مناطق عدة ومنها خاركيف (...) وأطلقت روسيا صاروخ إسكندر على المدينة".

وأضافت أنه "على جبهة سلوفيانسك، أطلقت قوات الاحتلال الروسية النار على مواقع للقوات المسلحة الأوكرانية، وشنت هجوما فاشلا بالقرب من دولينا، قبل أن تنسحب لاحقا".

ولفتت الهيئة إلى أن "القوات الروسية لم تقم بعمليات قتالية نشطة على جبهة كراماتورسك (...) وعلى جبهة باخموت".

وأكدت أن "روسيا تحتفظ بـ 3 سفن حربية مجهزة بصواريخ عالية الدقة، وهي في وضع الاستعداد بمياه البحر الأسود، وجاهزة لإطلاق صواريخ على أراضي أوكرانيا".

وأشارت إلى أن "وحدات الصواريخ والمدفعية الأوكرانية ضربت موقعين لقيادة العدو، واستهدفت معدات ومستودعات ذخيرة في منطقة تشورنوبايفكا"، دون ذكر عدد الخسائر البشرية.

لقاء سابق بين ترامب وبوتين يعود إلى يوليو 2018
ترامب تحدث عن "محادثات مثمرة وجيدة جدا" مع بوتين

دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى "الحفاظ على حياة آلاف الجنود الأوكرانيين" على الجبهة، وفق ما نشر الجمعة على منصته تروث سوشال.

وقال ترامب "حاليا، آلاف الجنود الأوكرانيين مطوقون بالكامل من جانب الجيش الروسي. إنهم في وضع هش وبالغ السوء. طلبت من فلاديمير بوتين بإلحاح الحفاظ على حياتهم". 

وتحدث ترامب عن "محادثات مثمرة وجيدة جدا" مع الرئيس الروسي، مضيفا هناك فرصة جيدة للغاية لأن هذه الحرب الدامية الرهيبة يمكن أن تنتهي أخيرًا.

  

وأكد الجيش الروسي، الجمعة، مواصلة تقدمه السريع في منطقة كورسك.

والأربعاء، أمر بوتين جيش بلاده بـ"تحرير كامل" لمنطقة كورسك، حيث أعلنت قواته عن تحقيق تقدم سريع على حساب القوات الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة.

وخلال تصريحات بثها التلفزيون الروسي، قال بوتين لرئيس الأركان فاليري غيراسيموف: "أتوقع إنجاز جميع المهمات القتالية التي تنفذها وحداتنا، وأن يتم قريبًا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل من العدو". وأكد رغبته في طرد القوات الأوكرانية "في المستقبل القريب وبأسرع وقت ممكن".

وكان بوتين قد قال في وقت سابق إن بلاده تؤيد" الهدنة التي اقترحتها واشنطن لكن هناك خلافات دقيقة وأسئلة جدية ما زالت عالقة وتحتاج الى تواصل مع الأميركيين.

ووافقت أوكرانيا على الخطة خلال محادثات مع مسؤولين أميركيين في السعودية، الثلاثاء، فيما يسعى الرئيس الأميركي إلى وضع نهاية سريعة للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين أوكرانيا وروسيا.