أوروبا شهدت ارتفاعا قياسيا في أسعار مشتقات الطاقة بعد تقليل روسيا تدفق الغاز
أوروبا شهدت ارتفاعا قياسيا في أسعار مشتقات الطاقة بعد تقليل روسيا تدفق الغاز

يخضع خط أنابيب "نورد ستريم 1"، الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا، للصيانة المقررة اعتبارًا من يوم الإثنين، مما يهدد بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا ويثير مخاوف بشأن وقف الإمدادات لفترة طويلة، وفقا لرويترز.

وكانت روسيا خفّضت أصلا  طاقة خط الأنابيب إلى 40 في المئة، مما ساهم في رفع أسعار الغاز الأوروبية والبريطانية، ويتم تداول العقود المعيارية بأكثر من 350 في المئة إلى 400 في المئة مقارنة بالوقت ذاته من العام الماضي.

فيما يلي بعض العوامل التي توضح تأثير الإمدادات الروسية على أسواق الغاز الأوروبية، بما في ذلك تلك التي لا تعتمد على الغاز الروسي بشكل مباشر:

ما هي كمية الغاز التي تزودها روسيا؟

اعتمدت أوروبا تاريخيا على روسيا بحوالي 40 في المئة من غازها الطبيعي، ومعظمه يتم تسليمه عبر خطوط الأنابيب بما في ذلك خط "يامال"، الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا و"نورد ستريم 1"، الذي يمتد مباشرة إلى ألمانيا، بالإضافة إلى خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا.

تربط شبكة من خطوط الأنابيب المترابطة أسواق الغاز الداخلية في أوروبا.

ولا تحصل جميع الدول على الغاز مباشرة من روسيا، ولكن إذا حصلت دول مثل ألمانيا، أكبر مشتر للغاز الروسي في أوروبا، على كميات أقل، فيجب عليها سد الفجوة من أماكن أخرى، على سبيل المثال من النرويج، والتي لها تأثير غير مباشر على الغاز المتاح لدى دول أخرى.

نتيجة لذلك، يمكن للتغييرات في الإمدادات الروسية أن تسبب تقلّبا في أسعار الغاز في بريطانيا مثل باقي أوروبا، رغم أن بريطانيا تحصل عادة على أقل من 4 في المئة من الغاز من روسيا، بالتالي، فإن انخفاض الإمدادات الروسية يعني أنه يمكن توفير القليل من أكبر مورد لها النرويج.

ما الذي يحصل الآن؟ 

تراجع تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا في النصف الأول من عام 2022، مع انخفاض التدفقات عبر خطوط الأنابيب الرئيسية الثلاثة بنحو 50 في المئة مقارنة بالنصف الأول من عام 2021.

وتحول التدفق عبر "يامال"، الذي كان ينقل الغاز تاريخيا من روسيا إلى أوروبا، شرقاً إلى بولندا من ألمانيا منذ بداية العام.

وبدأ التدفق عبر "نورد ستريم 1" وعبر أوكرانيا، التي كانت قد توقفت بالفعل العام الماضي، بالانخفاض في مارس بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وهذا العام، خفضت موسكو تدفق الغاز إلى بلغاريا وفنلندا وبولندا والمورد الدنماركي "Orsted ORSTED.CO" وشركة "Gasterra and Shell" الهولندية بسبب عقودها الألمانية، بعد أن رفضوا جميعًا طلب الكرملين بالتبديل إلى الدفع مقابل مشتريات الطاقة بالروبل.

وقامت العديد من الشركات مثل "Uniper UN01.DE" و"RWE RWEG.DE" الألمانيتين و"Eni ENI.MI" الإيطالية بتسديد مدفوعات بموجب المخطط الجديد لروسيا واستمرت في تلقي الغاز.

لكن العديد من الشركات ، بما في ذلك "Uniper" و"RWE"، شهدت منذ ذلك الحين تراجعا في إمداداتها بعد أن خفضت روسيا قدرة خط أنابيب "نورد ستريم 1".

واتهم رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، موسكو باستخدام إمداداتها من الغاز لأسباب سياسية ، وقالت روسيا إن تخفيضات الإمدادات ضرورية بسبب تأخر إعادة المعدات التي تم إرسالها للإصلاح.

وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن موسكو قد تستمر في تعليق تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب إلى ما بعد انتهاء فترة الصيانة المخطط لها في محاولة لزعزعة استقرار أوروبا. 

وأدى خفض الإمداد عبر "نورد ستريم 1" إلى ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية والبريطانية، والتي قال المحللون إنها قد ترتفع أكثر إذا لم يعد التدفق المعتاد بعد الصيانة، التي من المقرر أن تنتهي في 21 يوليو.

ماذا عن البدائل؟

يهدف الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027 وبدأ في البحث عن بدائل، مثل زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال العالمي (LNG).

في حين لجأت واشنطن إلى طلب مساعدة من بعض دول الخليج، من بينها قطر، للمساعدة في سد ثغرة النقص الأوروبية. 

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.