حقل قمح يحترق بعد قصف روسي في منطقة دونيتسك - رويترز، 7 يوليو 2022
حقل قمح يحترق بعد قصف روسي في منطقة دونيتسك - رويترز، 7 يوليو 2022

برزت في الأشهر القليلة الماضية، ملامح أزمة غذاء عالمية، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث توقفت عمليات تصدير الحبوب إلى الدول المستهلكة، فيما توقف كثير من المزارعين عن العمل، وتضررت مزارع أخرى نتيجة المعارك العسكرية.

وما زاد من تفاقم الأزمة اشتعال بعض الحقول الزراعية في أوكرانيا نتيجة عمليات القصف الروسي، وقالت إيميني دزيبار، نائبة وزير الخارجية الأوكراني، إن "روسيا تواصل قصف حقول أوكرانية غنية بالمحاصيل".

ونشرت فيديو في حسابها على تويتر، يظهر النيران مشتعلة بأحد الحقول، وعلقت عليه قائلة "احترق الحقل بالكامل في دقائق، وتدمر المحصول"، دون ذكر المنطقة التي يقع فيها الحقل.

وفي سياق متصل، نشرت "نكستا" فيديو على تويتر، الأحد، لنيران مشتعلة بأحد الحقول، وقالت "احترق حقل قمح في منطقة خاركيف بالكامل بعد قصف روسي"، ونسبت الفيديو إلى الصحفي الأوكراني "يوري بوتوسوف".

ومن جانب آخر، يحذر مزارعون من نقص عالمي في الحمص، مما يهدد إمداداته إلى الدول المستهلكة، في تطور قد يكون له عواقب وخيمة على البلدان التي تعتمد على البقول كمصدر أساسي للبروتين، وفقا لصحيفة "الغارديان".

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في عرقلة خروج المحاصيل الزراعية الأساسية، ومنها الحبوب، وجعل الغذاء أكثر تكلفة في جميع أنحاء العالم، مما يهدد بتفاقم أزمة الغذاء ومخاطر التعرض للمجاعات قد تؤدي بدورها إلى انعدام الاستقرار السياسي في البلدان النامية.

وتصدر روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث القمح والشعير في العالم، وأكثر من 70 في المئة من زيت عباد الشمس، كما أنهما موردان رئيسيان للذرة، فيما تعد روسيا أكبر منتج عالمي للأسمدة.

وارتفعت أسعار الغذاء العالمية بالفعل قبل الغزو، لكن الحرب زادت الأمور سوءا، حيث عرقلت وصول نحو 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من آسيا.

توقف التصدير

وفي أوكرانيا، تمتلئ المستودعات بالحبوب التي لا يمكن تصديرها. فقد منعت روسيا الوصول إلى البحر الأسود، طريق التصدير الرئيسي لأوكرانيا، وتواجه قطارات الشحن عقبات لوجستية، كما أن الشاحنات في وضع حرج لأن معظم سائقي الشاحنات هم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما، ولا يسمح لهم بمغادرة البلاد. كما حظرت أوكرانيا بعض صادرات الحبوب للتأكد من أن لديها ما يكفي من الغذاء لإطعام شعبها.

وفي يونيو الماضي، بدأ المزارعون الأوكرانيون بحصاد حبوب هذا العام، وسط آلاف القذائف غير المتفجرة التي تملأ الحقول وتحت غارات مستمرة تكاد تجعل من مجرد عملهم اليومي مخاطرة بأرواحهم.

ويشعر الفلاحون، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، بصعوبات إضافية تتمثل بنفاد المساحة المخصصة لتخزين الحبوب تمهيدا لتصديرها، بسبب امتلائها بمحاصيل العام الماضي التي لا تزال مكدسة في "صوامع" القمح القريبة من الموانئ.

ومع قطع موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بسبب الحرب مع روسيا، وجدت أوكرانيا صعوبة في تصدير الكثير من إنتاجها الضخم من الحبوب والبذور.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.