المسعفة الأوكرانية المعروفة باسم تايرا هي الأشهر بين المسعفين الأوكران
المسعفة الأوكرانية المعروفة باسم تايرا هي الأشهر بين المسعفين الأوكران

قبل القبض عليها، سجلت يوليا بايفسكا، المسعفة التي يعرفها الأوكرانيون باسم تايرا، أكثر من 256 غيغابايت من اللقطات التي صورت باستخدام كاميرا تثبت على الجسم.

تظهر تلك اللقطات المروعة جهود فريقها لإنقاذ الجرحى في مدينة ماريوبول المحاصرة، ومنحت تلك الفيديوهات لصحفيي وكالة أسوشيتد برس، الذين خرجوا من المدينة قبل يوم واحد من إلقاء القبض على بايفسكا.

وحينما أفرج عنها أخيرا في صفقة تبادل أسرى، تركت المسعفة وراءها 21 امرأة من نساء بلادها في زنزانة روسية صغيرة، شهدت "أهوالا" روت بايفسكا جزءاً منها لصحفيي أسوشيتد برس، فيما تحفظت على سرد الباقي.

احتجزت المسعفة الأوكرانية لثلاثة أشهر قبل أن تخرج في 17 يونيو، نحيفة وبمشية عرجاء، وقد فقدت 10 كيلوغرامات من وزنها.

وقالت إن تقرير أسوشيتد برس الذي أظهر أنها عالجت الجنود الروس والأوكرانيين على حد سواء، إلى جانب المدنيين في ماريوبول، كان حاسما لإطلاق سراحها.

كما تقول إنها لا تزال تشعر بالذنب تجاه أولئك الذين تركتهم وراءها وقالت إنها ستبذل قصارى جهدها للمساعدة في تحريرهم.

وأضافت "إنهم كل ما أفكر فيه".

يوليا خلال انعاشها عسكريا اوكرانيا

وتايرا (53 عاما) هي واحدة من آلاف الأوكرانيين الذين يعتقد أن القوات الروسية أسرتهم.

وقال عمدة ماريوبول مؤخرا إن 10 آلاف شخص من مدينته وحدها اختفوا إما عن طريق القبض عليهم أو أثناء محاولتهم الفرار.

وتفرض اتفاقيات جنيف حماية المسعفين، العسكريين والمدنيين على حد سواء، "في جميع الظروف".

من بين اللقطات التي صورتها تايرا تدخلها لعلاج جندي روسي جريح، تكلمت معه بلطف بالغ، كما سجلت وفاة طفل نتيجة القصف، وإنقاذ حياة أخته.

اعتقل الروس تايرا خلال إخراجها نحو 20 شخصا كانوا مختبئين في قبو المستشفى، معظمهم من الأطفال، في حافلة صفراء صغيرة لنقلهم بعيدا عن ماريوبول.

وقالت إن الروس تعرفوا عليها من خلال الفيديوهات التي تنتجها، وقاموا باحتجازها.

وظهرت بعد خمسة أيام في مقطع إخباري روسي متهمة بمحاولة الفرار من المدينة متنكرة.

وفي هذا الفيديو، بدت تايرا مترنحة، ووجهها مصابا بكدمات. وبينما تقرأ بيانا كان معدا لها، يسخر منها تعليق صوتي باعتبارها "نازية".

وقالت إنه داخل نظام السجون، يتعرض المعتقلون لنفس النوع من الدعاية، حيث سمعوا أن أوكرانيا قد سقطت، وأن البرلمان ومجلس الوزراء قد تم حلهما، وأن مدينة كييف كانت تحت السيطرة الروسية، وأن الجميع في الحكومة قد فروا.

وأضافت "بدأ الكثير من الناس يصدقون ذلك"، مضيفة "تحت تأثير الدعاية يبدأ الناس باليأس".

وقالت إنه في كل يوم، كانوا يجبرون على غناء النشيد الوطني الروسي مرتين، ثلاث مرات، وأحيانا 20 أو 30 مرة إذا لم يعجب الحراس بسلوكهم.

وضغط عليها سجانوها في منطقة دونيتسك، التي تسيطر عليها روسيا، للاعتراف بقتل الرجال والنساء والأطفال. ثم بدؤوا في توجيه اتهامات بالاتجار بالأعضاء، وهي تهم قالت إنها "سخيفة بشكل مهين".

 وأضافت "من الصعب جدا استئصال أعضاء في ساحة المعركة".

وبعد أسابيع من الاستجواب، وجدت تايرا نفسها في زنزانة مساحتها ثلاثة أمتار في ستة أمتار مع 21 امرأة أخرى، مجهزة بـ 10 أسرة صغيرة معدة لأطفال.

ولم تتطرق إلى تفاصيل حول كيفية معاملتهم، على الأكثر خوفا على سلامة المعتقلين.

وأضافت في مرحلة ما، جاء إليها أحد سجانيها وقال إنه شاهد مقطع فيديو لها وهي تسيء معاملة جندي روسي. كانت تعرف أن ذلك غير صحيح، وطالبت بمشاهدة الفيديو، لكنها رفضت.

وفي مرحلة أخرى مع نهاية أسرها، أخرجها شخص ما لما افترضت أنه استجواب آخر لا طائل منه، لكن بدلا من ذلك، كانت هناك كاميرا.

وقالت: "طلب مني تسجيل مقطع فيديو يقول إنني بخير، والطعام على ما يرام، والظروف على ما يرام". وأضافت أنها كانت "كذبة" وأكدت أنه "بعد هذا الفيديو، قالوا لي، ربما سيتم تبادلك" مقابل أسرى روس.

زيلينسكي اجتمع بمسؤولين أميركيين بينهم نائب الرئيس جي دي فانس
زيلينسكي اجتمع بمسؤولين أميركيين بينهم نائب الرئيس جي دي فانس

سيجري فريق من كبار المسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثات في السعودية مع مفاوضين روس وأوكرانيين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أعلن مسؤولون أميركيون السبت.

وقال المسؤولون إن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجهون إلى السعودية لحضور الاجتماع.

يأتي ذلك بعد أيام فقط من إعلان ترامب أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لأول مرة منذ عودته إلى منصبه، وأنهما اتفقا على بدء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

ولم يقدم المسؤولون مزيدا من التفاصيل بشأن موعد عقد الاجتماع أو موعد سفر المسؤولين.

لكن من المقرر أن يزور روبيو السعودية في إطار جولته الأولى في الشرق الأوسط والتي بدأت مع وصوله إلى إسرائيل مساء السبت.

وأجرى روبيو في وقت سابق السبت مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أكد خلالها "التزام الرئيس ترامب إيجاد حل للنزاع في أوكرانيا"، بحسب وزارة الخارجية.

وعمل ستيف ويتكوف على إبرام اتفاق تبادل لسجين أميركي بآخر روسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما مهد الطريق للمكالمة بين ترامب وبوتين. وسافر ويتكوف إلى موسكو لمرافقة السجين الأميركي مارك فوغل.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيه عن المكالمة مع بوتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب إنه كلف روبيو ووالتز وويتكوف ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف بالعمل فورا على التوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

لكن كييف والحلفاء الأوروبيين فوجئوا بالخطوة التي اتخذها ترامب بشأن بدء المفاوضات مع روسيا.

ويخشى كلا الطرفين من إبعادهما عن المفاوضات بشأن مستقبل أوكرانيا بعد أوسع غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إنه سيكون أمرا "خطيرا" إذا التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل اجتماعه معه.

جاء ذلك خلال كلمة زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن والتي أكد فيها رغبة كييف في تحقيق السلام مع روسيا هذا العام.

وأوضح زيلينسكي أن كييف لن تقبل أبدا أي اتفاقيات سلام يجري التوصل إليها دون علمها أو مشاركتها، في رسالة ضمنية إلى ترامب.

نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس أكد بدوره الجمعة أن واشنطن تريد تأمين سلام دائم في أوكرانيا، أثناء اجتماعه الأول في ميونيخ مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي حذر من أن فرصة بلاده للصمود بوجه الغزو الروسي ستكون "ضئيلة" بلا دعم أميركي.

وقال فانس في ختام اللقاء "نريد أن نحقق سلاما دائما ومتينا، وليس سلاما يدخل أوروبا الشرقية في نزاع بعد عامين فقط".