أعلنت أوكرانيا قطع علاقتها بكوريا الشمالية
أعلنت أوكرانيا قطع علاقتها بكوريا الشمالية

أعلنت كوريا الشمالية، الخميس، اعترافها رسميا بالمنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا "دولتين مستقلتين"، في خطوة ردت عليها كييف بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع بيونغ يانغ.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إن بيونغ يانغ أرسلت إلى السلطات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، الأربعاء، اعترافان كتابيان باستقلالهما عن كييف.

وفي الكتابين المتطابقين قالت كوريا الشمالية إنها "قررت الاعتراف باستقلال" هاتين المنطقتين، معربة عن رغبتها في أن تقيم مع كلّ منهما "علاقات من دولة لدولة بروح من الاستقلال والسلام والصداقة".

ويأتي هذا الاعتراف غداة إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا اعتراف كوريا الشمالية بهم.

وبذلك تصبح كوريا الشمالية ثالث دولة تعترف بالانفصاليين الأوكرانيين بعد سوريا التي اعترفت بهم أواخر يونيو الماضي، وروسيا التي كانت أول من اعترف باستقلالهم عشية غزوها أوكرانيا.

والأربعاء، نشرت البعثتان الدبلوماسيتان لدونيتسك ولوغانسك في موسكو صورتين على تطبيق تلغرام ظهر في كلّ منهما سين هونغ شول، سفير كوريا الشمالية في روسيا، وهو يسلّم رئيس كلّ من هاتين البعثتين كتاب اعتراف بلاده باستقلال كلّ من المنطقتين الانفصاليتين.

وما أن أعلن الانفصاليون عن تلقيهم كتابي الاعتراف هذين، حتى أعلنت أوكرانيا قطع علاقتها بكوريا الشمالية، ونددت وزارة الخارجية الأوكرانية بقرار كوريا الشمالية الاعتراف بأراض "محتلة بشكل مؤقت من قبل روسيا".

وقالت في بيان إنه "ردا على ذلك، تعلن أوكرانيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية"، وهو الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

ونقل البيان عن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، قوله إنه "لم يعد لروسيا أي حلفاء في العالم، باستثناء الدول التي تعتمد عليها مالياً وسياسياً".

من جانبه قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن "اعتراف" كوريا الشمالية بما يسمى "باستقلال" المناطق المحتلة مؤقتا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك "لا يتطلب حتى ردا".

وأضاف:" بالطبع، سنرد بقوة شديدة على جميع المستويات، لكن هذا هو نوع الأخبار التي لا تحتاج إلى مزيد من التعليق، كل شيء واضح، إلى اي طريق نسير وما الذي يتجه إليه المحتلون"، وفقا لموقع "بريفادا".

وتقع منطقتي دونيتسك ولوغانسك المتجاورتين في شرق أوكرانيا في حوض دونباس الشهير بإنتاج الفحم، وبررت روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير بأن هدفه "حماية الكيانين الانفصاليين وسكانهما الناطقين بالروسية".

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.