تشير توقعات لخبراء عسكريين إلى "استنزاف قدرات وقوات موسكو" قريبا
تشير توقعات لخبراء عسكريين إلى "استنزاف قدرات وقوات موسكو" قريبا

بعد "توقف عملياتي للقوات البرية"، واصلت روسيا ضرباتها الصاروخية على مناطق في شرق أوكرانيا، بينما تشير توقعات لخبراء عسكريين إلى "استنزاف قدرات وقوات موسكو" قريبا، وإمكانية خسارتها الحرب بحلول 2023.

قال خبراء عسكريون إن موسكو أوقفت إلى حد كبير هجومها البري في منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا منذ السيطرة على مقاطعة لوغانسك المجاورة في أوائل يوليو. 

وبحسب الخبراء فإن هدف روسيا هو "جلب قوات جديدة لتحل محل الجنود الذين تم تناوبوا على القتال لأسابيع"، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وركزت روسيا قواتها في شرق أوكرانيا وخاصة في منطقة دونباس، الحوض الصناعي والتعديني الذي توعدت موسكو باحتلاله بشكل كامل، حسب "فرانس برس".

وفي سياق متصل، كشف تقرير للمخابرات العسكرية البريطانية، الخميس، أن القوات الروسية "لم تحقق أي تقدم إقليمي كبير خلال الـ 72 ساعة الماضية".

وأوضح التقرير المنشور على "تويتر"، أن القوات البرية الروسية كانت تركز بشكل أساسي على تنفيذ "هجمات استقصائية" صغيرة مصممة لاختبار الدفاعات الأوكرانية.

واستولى الانفصاليون المدعومون من موسكو على جزء كبير من مقاطعة دونيتسك في عام 2014 ، وأقاموا جمهورية انفصالية.

ويؤكد الانفصاليون المدعومون من موسكو أنهم باتوا قريبين من تحقيق نصر جديد، بعد أيام من سيطرتهم على عدة مدن مهمة، وفقا لـ"فرانس برس".

القوات الروسية تعاني

القوات الروسية تعاني بسبب "الأسلحة الحديثة" التي مد بها الغرب أوكرانيا

مازالت القوات الروسية تعاني بسبب "الأسلحة الحديثة" التي مد بها الغرب أوكرانيا، والتي تستطيع ضرب "أهداف روسية بعيدة المدى".

واعترض جهاز الأمن الأوكراني (SSU) محادثة هاتفية بين جندي روسي وزوجته "يشكو فيها من أسلحة تم توفيرها للقوات المسلحة الأوكرانية يمكنها ضرب أهداف روسية بعيدة المدى".

وقال الجندي في المحادثة إن "الجنود الأوكرانيين يجلسون ويشربون القهوة ويضغطون على الأزرار التي تستهدف القوات الروسية بالقذائف"، مضيفا "لدينا بالفعل الكثير من الدبابات والمعدات المحترقة والتي تم تدميرها"، حسب بيان لـ"جهاز الأمن الأوكراني".

ويتسق ذلك مع تصريحات سابقة لأمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، الذي قال إن "الميزة في أعداد الجيش الروسي تقابلها دقة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية".

وفي 11 يوليو، أشار دانيلوف إلى أن "الأسلحة الغربية المقدمة للقوات المسلحة الأوكرانية تعمل بالفعل على تغيير مسار الحرب"، مضيفا "نحن فقط في البداية"، وفقا لموقع "بريفادا".

هل تخسر روسيا الحرب؟

واجهت روسيا انتكاسات عسكرية مبكرة في أوكرانيا

يتوقع القائد العام السابق للجيش الأميركي في أوروبا، اللفتنانت جنرال بن هودجز، "انتهاء الغزو الروسي العام المقبل إذا واصلت القوى الغربية دعمها العسكري لكييف".

وقال في تصريحات لموقع "بيزنس أنسايدر"، الخميس، "الروس مرهقون وليس لديهم الكثير مما يمكنهم فعله الآن."

ومنذ بدء غزوها لأوكرانيا في فبراير، واجهت روسيا انتكاسات عسكرية مبكرة، حيث فشلت في الاستيلاء على العاصمة كييف ولم تنجح في "تنفيذ الحرب السريعة التي وعد بها الكرملين"، وفقا لتقرير لمجلة "نيوزويك".

وفي الوقت ذاته استطاعات روسيا تحقيق مكاسب في جنوب أوكرانيا وفي منطقة دونباس الشرقية، واستولت على ما يقدر بنحو 20 في المئة من البلاد، وفقا لـ"نيوزويك".

لكن هودجز قال إن "القوات الأوكرانية تتمتع بميزة معنوية على نظرائهم الروس"، الذين يوصفهم بـ"المتعثرين في مستنقع من التهالك".

وأضاف أن "الوزن الكامل" للدعم العسكري الغربي لم يترسخ في أوكرانيا إلا مؤخرا، وخاصة فيما يتعلق بـ"أنظمة الصواريخ بعيدة المدى".

وعندما لا يتمتع الروس "بميزة هائلة في القوة النارية"، فإن نظرائهم الأوكرانيين يفوزون في كل مرة، وفقا لحديث القائد العام السابق للجيش الأميركي في أوروبا.

وشدد على أهمية "تسليح القوات الأوكرانية بأسلحة تسمح لها بضرب المدفعية ومخازن الذخيرة ومراكز القيادة الروسية"، لتعطيل "الميزة الوحيدة التي يمتلكها الروس"، حسب تصريحاته لـ"بيزنس أنسايدر".

وتوقع أن يعمل بوتين على إطالة أمد "حرب الاستنزاف"، لكنه قال "إذا ظل الغرب متماسكا خلال هذا العام، فأعتقد أن الأمر سينتهي ( الغزو الروسي لأوكرانيا)".

زيلينسكي اجتمع بمسؤولين أميركيين بينهم نائب الرئيس جي دي فانس
زيلينسكي اجتمع بمسؤولين أميركيين بينهم نائب الرئيس جي دي فانس

سيجري فريق من كبار المسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثات في السعودية مع مفاوضين روس وأوكرانيين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أعلن مسؤولون أميركيون السبت.

وقال المسؤولون إن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجهون إلى السعودية لحضور الاجتماع.

يأتي ذلك بعد أيام فقط من إعلان ترامب أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لأول مرة منذ عودته إلى منصبه، وأنهما اتفقا على بدء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

ولم يقدم المسؤولون مزيدا من التفاصيل بشأن موعد عقد الاجتماع أو موعد سفر المسؤولين.

لكن من المقرر أن يزور روبيو السعودية في إطار جولته الأولى في الشرق الأوسط والتي بدأت مع وصوله إلى إسرائيل مساء السبت.

وأجرى روبيو في وقت سابق السبت مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أكد خلالها "التزام الرئيس ترامب إيجاد حل للنزاع في أوكرانيا"، بحسب وزارة الخارجية.

وعمل ستيف ويتكوف على إبرام اتفاق تبادل لسجين أميركي بآخر روسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما مهد الطريق للمكالمة بين ترامب وبوتين. وسافر ويتكوف إلى موسكو لمرافقة السجين الأميركي مارك فوغل.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيه عن المكالمة مع بوتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب إنه كلف روبيو ووالتز وويتكوف ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف بالعمل فورا على التوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

لكن كييف والحلفاء الأوروبيين فوجئوا بالخطوة التي اتخذها ترامب بشأن بدء المفاوضات مع روسيا.

ويخشى كلا الطرفين من إبعادهما عن المفاوضات بشأن مستقبل أوكرانيا بعد أوسع غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إنه سيكون أمرا "خطيرا" إذا التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل اجتماعه معه.

جاء ذلك خلال كلمة زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن والتي أكد فيها رغبة كييف في تحقيق السلام مع روسيا هذا العام.

وأوضح زيلينسكي أن كييف لن تقبل أبدا أي اتفاقيات سلام يجري التوصل إليها دون علمها أو مشاركتها، في رسالة ضمنية إلى ترامب.

نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس أكد بدوره الجمعة أن واشنطن تريد تأمين سلام دائم في أوكرانيا، أثناء اجتماعه الأول في ميونيخ مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي حذر من أن فرصة بلاده للصمود بوجه الغزو الروسي ستكون "ضئيلة" بلا دعم أميركي.

وقال فانس في ختام اللقاء "نريد أن نحقق سلاما دائما ومتينا، وليس سلاما يدخل أوروبا الشرقية في نزاع بعد عامين فقط".