وسط صيحات الحزن وصرخات الألم، انفجر قس أرثوذكسي أوكراني في البكاء، خلال إجراءات دفن الطفلة صاحبة الأربع سنوات، ليزا دميتريفا، الأحد، والتي قُتلت في هجوم صاروخي روسي.
كانت ليزا، المصابة بمتلازمة داون، في طريقها لرؤية أخصائية علاج النطق مع والدتها عندما ضرب عدد من الصواريخ الروسية، الخميس الماضي، مدينة فينيتسا، البعيدة عن الخطوط الأمامية.
وكانت ليزا واحدة من 24 قتيلا مدنيا، بينهم صبيان تتراوح أعمارهما بين سبعة وثمانية أعوام، وأصيب أكثر من 200 شخص، بمن فيهم والدة هذه الطفلة.
وفي نعشها المفتوح الذي امتلأ بالزهور والدببة في كاتدرائية التجلي في فينيتسا التي تعود للقرن الثامن عشر، كانت جدتها لاريسا دميتريشينا، تداعبها وهي راقدة وتقول لها وهي تبكي: "انظري يا وردتي إلى كم الناس الذين جاءوا إليكي"، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وبجوار الجدة، وقف أرتيم دميتريف، والد ليزا، صامتا، لكن الدموع كانت تنطق وهي تنهمر على وجهه.
أما الوالدة، إيرينا دميتريفا، البالغة من العمر 33 عاما، فلا تزال في وحدة العناية المركزة في حالة خطيرة بسبب إصابتها في الهجوم الروسي، ولم يخبرها أحد بعد أن طفلتها ليزا ستدفن اليوم، خشية أن يؤثر ذلك على حالتها.
#Breaking: Iryna Dmitrieva, mom of 4-year-old Liza who was killed in the Russian missile strike in Vinnytsia, has regained consciousness after life-saving surgery.
— The HbK (@The5HbK) July 16, 2022
She doesn’t remember the moment the missile struck, but has now been informed about Liza’s death - UKraine Media pic.twitter.com/Ddf4exN5R1
وقالت هيلينا سيدورينكو، صديقة العائلة منذ فترة طويلة، إن والدة ليزا "استثمرت الكثير من الجهد في التنشئة الاجتماعية لليزا، وأرادت لطفلتها أن تعيش حياة كاملة".
عندما بدأت الحرب، فرت دميتريفا وعائلتها من العاصمة كييف، إلى مدينة فينيتسا الواقعة على بعد 270 كيلومترًا (167 ميلًا) إلى الجنوب الغربي، والتي كانت تعتبر آمنة نسبيا حتى يوم الخميس.
قبل الانفجار بوقت قصير، نشرت دميتريفا مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر ابنتها تجهد للوصول إلى المقود لدفع عربتها الخاصة، وهي تمشي بسعادة عبر فينيتسا، مرتدية سترة من الجينز وسروالا أبيض، وشعرها مزين بمشبك.
بعد الضربة الصاروخية الروسية، شاركت خدمات الطوارئ الأوكرانية صورا تظهر جسد الطفلة جثة هامدة على الأرض بجوار عربتها الملطخة بالدماء.
وعلى جانبي التابوت، جلس أقارب ليزا، والعديد من قادة الكاتدرائية الأرثوذكسية في فينيتسا المزدحمة لتقديم آخر تحية للفتاة.
وقال القس الأرثوذكسي، فيتالي هولوسكيفيتش وهو يبكي: "نحن نفقد أبناءنا وأخواتنا"، قبل أن يتوقف ويقول بصوت مرتجف: "نحن نعلم أن الشر لا يمكن أن ينتصر".
والأحد أيضا، تم دفن طفل يبلغ من العمر سبع سنوات قُتل في نفس الغارة الجوية الروسية مع والدته في قرية بالقرب من فينيتسا، حيث كانا في مركز طبي عندما أصابت الصواريخ المبنى.
أما الصبي الآخر الذي قُتل في نفس الغارة الجوية فسيتم دفنه في فينيتسا، الاثنين.