اشترط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أن يرفع الغرب كل القيود التي فرضها على تصدير الحبوب الروسية لكي تسهل موسكو تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة حالياً بسبب الغزو الروسي.
وخلال مؤتمر صحفي أعقب القمة الثلاثية التي جمعته مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي، والتركي رجب طيب إردوغان، في طهران، قال بوتين: "سنعمل على تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، لكننا ننطلق من فكرة أنه سيتم رفع كل القيود المتعلقة بالنقل الجوي لصادرات الحبوب الروسية".
وأضاف "لقد اتفقنا منذ البداية على هذه النقطة مع المنظمات الدولية، لكن لا أحد أخذ على عاتقه الوصول بهذه المسألة برمتها إلى خواتيمها، بمن فيهم شركاؤنا الأميركيون".
وأكد الرئيس الروسي أن "الأميركيين رفعوا عملياً القيود التي كانت مفروضة على تصدير الأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية".
وتابع "إذا كانوا يريدون بصدق تحسين الوضع في أسواق الغذاء العالمية، فآمل أن يحصل الأمر ذاته مع صادرات الحبوب الروسية".
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "وثيقة نهائية" ستصبح جاهزة قريباً للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا.
مشكلة كبيرة للمزارعين الأوكران
وقدرت وزارة الزراعة الأميركية، في شهر يوليو الحالي، أن أوكرانيا أنهت موسم 2021/22 في يونيو بإنتاج 6.8 مليون طن من الذرة، بزيادة ثمانية أضعاف عن العام السابق، بينما تضاعفت مخزونات القمح أربع مرات تقريبا لتصل إلى 5.8 مليون طن، وفقا لرويترز.
وكان غزو روسيا لأوكرانيا سببا في ارتفاع أسعار الحبوب في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمات الغذائية الموجودة من قبل، فيما يبقى نحو 22 مليون طن من الحبوب في صوامع في الموانئ الأوكرانية.
وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن نقص الحبوب الأوكرانية، التي تذهب عادة إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، يهدد بالمجاعة والهجرة الجماعية على "نطاق غير مسبوق".
وانخفضت أسعار مبيعات الحبوب داخل أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة حيث يحاول المزارعون إخلاء مساحة في صوامعهم للحصاد الجديد.
وفقا لشركة "APK-Inform" الاستشارية، انخفض سعر العرض لقمح الطحن من الدرجة الثالثة في أوكرانيا إلى 3،100-3،400 هريفنيا (حوالي 110 دولارات) للطن في 8 يوليو من 7،650 هريفنيا (حوالي 259 دولارا) في منتصف أبريل.
وكانت أوكرانيا ذات يوم ثالث أكبر مصدّر للحبوب في العالم، لكنها تتراجع تدريجيا إلى أسفل جداول التصدير.
ومن المرجح أن يتفاقم هذا الاتجاه في العام المقبل إذا كان المزارعون يفتقرون إلى النقد اللازم لشراء البذور والأسمدة، وفقا لرويترز.
دعم إيراني وتركي
وهذه هي الزيارة الثانية فقط لبوتين خارج روسيا منذ غزوه لأوكرانيا، وتقول صحيفة الغارديان إنها "تعكس تصميمه على إظهار أنه ليس معزولا كما يدعي الغرب لكنه يحتفظ بنفوذ في المنطقة بعد زيارة (الرئيس الأميركي) جو بايدن، للشرق الأوسط الأسبوع الماضي".
وقال الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، إنه مستعد لرفع بعض العقوبات عن البنوك الروسية فيما يتعلق بتجارة المواد الغذائية.
وتتحمل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، مسؤولية خاصة بموجب اتفاقية مونترو لعام 1936 عن حركة المرور البحرية التي تدخل البحر الأسود.
وتقترح روسيا أن تسمح لسفن الحبوب الأوكرانية بمغادرة أوديسا عبر طرق محددة طالما تم التحقق من أن السفن لا تحمل أسلحة.
وقال خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي، إن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة ستوقع اتفاقا هذا الأسبوع بشأن ممر صادرات الحبوب بعد محادثات في إسطنبول.
ومن المقرر افتتاح مركز تنسيق في إسطنبول يسمح بتوجيه تلك الصادرات عبر البحر الأسود.
كما وقع إردوغان اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري مع إيران، وقال إنه يعارض العقوبات الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي.
وأجرى بوتين محادثات ثنائية مع إردوغان، وأيضا مع المرشد الإيراني، علي خامنئي، والرئيس، إبراهيم رئيسي.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن وزير الزراعة الأوكراني، ميكولا زولسكي، توقع أن يزرع المزارعون الأوكرانيون ما يصل إلى ثلثي كمية القمح الحالية، في وقت لاحق من هذا العام إذا كان طريق التصدير الرئيسي للبلاد لا يزال مغلقا، مما يطيل أمد أزمة الغذاء العالمية.
وأنتجت أوكرانيا، المعروفة باسم سلة الخبز في أوروبا، رقما قياسيا بلغ 33 مليون طن من الحبوب العام الماضي.
وقال زولسكي للصحيفة في مقابلة إن الحصار المطول سيحرم المزارعين من التدفق النقدي و"يكسر الدورة المالية" للزراعة في أوكرانيا، مما يؤدي إلى مزيد من الانخفاضات الكبيرة في الصادرات.
وأضاف أن المزارعين "سيخفضون بشكل كبير" من كمية الذرة وسيزرعون فول الصويا وعباد الشمس بدلا منها.
ومن شأن انخفاض إنتاج القمح والذرة، في عام 2023، أن يطيل أمد نقص الحبوب في جميع أنحاء العالم ويرفع أسعار المواد الغذائية لفترة أطول.
ويعاني المزارعون من نقص في القوى العاملة والشاحنات والذخائر غير المنفجرة والألغام في مبانيهم فضلا عن ارتفاع أسعار الأسمدة ومبيدات الأعشاب والوقود.
لكن المشكلة الأكبر هي عدم القدرة على التصدير عن طريق البحر بسبب حصار البحر الأسود.
وصدرت البلاد 54 مليون طن من الحبوب من أصل 106 ملايين طن تم حصادها العام الماضي، وفقا لجمعية الحبوب الأوكرانية.