روسيا تواصل استهدافها لمدينة خاركيف
روسيا تواصل استهدافها لمدينة خاركيف

في حين تتواصل المعارك العنيفة في أوكرانيا، أعلنت دول الاتحاد الأوروبي، الخميس، عن فرض عقوبات جديدة على روسيا شملت واردات الذهب وتشديد الرقابة على الصادرات على بعض السلع عالية التقنية.

وقالت المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن: "عقوبات الاتحاد الأوروبي المعززة والممتدة ضد الكرملين" ترسل "إشارة قوية إلى موسكو مفادها سنبقي الضغط عالياً لأطول فترة ممكنة".  

ولا تزال تفاصيل العقوبات غير واضحة لأنها لا تزال بحاجة إلى نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.  

وسعى مسؤولو الاتحاد الأوروبي طوال الأسبوع إلى تشديد حزمة العقوبات الواسعة على روسيا والبحث عن طرق لإضافة حظر على صادرات الذهب على أمل أن تبدأ الإجراءات أخيرًا في التأثير بشكل حاسم على الحرب في أوكرانيا.  

روسيا تواصل استهدافها لمدينة خاركيف

وقال مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، إن  "أهم شيء في الوقت الحالي هو حظر الذهب الروسي"، الذي يعد ثاني أكبر صناعة تصدير في موسكو بعد الطاقة.  

والتزمت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى الشهر الماضي بالفعل بحظر الذهب، بحجة أن روسيا استخدمت ذهبها لدعم عملتها للتحايل على تأثير عدة جولات من العقوبات التي فرضتها دول حول العالم بالفعل على موسكو لغزو أوكرانيا في 24 فبراير.  

وعلاوة على الإجراءات التقييدية، قرر الاتحاد الأوروبي أيضًا تقديم 500 مليون يورو لتعزيز المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وفي سياق ذي صلة، أعلن البنك المركزي الأوكراني، الخميس خفض قيمة العملة الوطنية، الهريفنيا، بنسبة 25 % مقابل الدولار بسبب تأثير الغزو الروسي على اقتصاد البلاد.

وقال البنك المركزي في بيان إن "هذا الإجراء سيعزز القدرة التنافسية للمنتجين الأوكرانيين" و"سيدعم استقرار الاقتصاد في ظل ظروف الحرب".

وحدد سعر الصرف الخميس عند 36,57 هريفنيا للدولار مقابل 29,25 هريفنيا للدولار في السابق، وهو السعر الذي كان معتمداً منذ بداية الغزو الروسي في فبراير (شباط).

قتيلان في قصف على خاركيف

وعلى الصعيد الميداني،  أدى القصف الروسي الأخير على خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، إلى مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين بجروح الخميس، حسبما أعلن حاكم المنطقة.

والد أوكراني يحضن يد طفله البالغ من العمر 13 والذي قضى بقصف على خاركيف

وكتب الحاكم، أوليغ سينيغوبوف، على وسائل التواصل الاجتماعي عقب القصف أن "19 شخصا أصيبوا بجروح من بينهم طفل. مع الأسف أربعة أشخاص في حال خطرة. وتوفي شخصان".

وتتعرّض مدينة خاركيف الواقعة على مسافة حوالى أربعين كيلومترا من الحدود الروسية لقصف مستمر من الجيش الروسي منذ بدء الغزو نهاية شباط/فبراير، لكن قوات موسكو لم تنجح بعد في السيطرة عليها.

وكان قصف على المدينة الأربعاء أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل من بينهم مراهق يبلغ 13 عاما.

من جانب آخر، قال رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية ويليام بيرنز إن نحو 15 ألف جندي قتلوا بالفعل من الجانب الروسي منذ أن قامت موسكو بغزو أوكرانيا.

وأضاف خلال مؤتمر أمني في مدينة آسبن الأمريكية أنه يعتقد أن ثلاثة أضعاف هذا العدد أصيبوا منذ بدء الغزو في أواخر فبراير الماضي.

وأوضح مساء الأربعاء "الأوكرانيون تكبدوا خسائر أيضاً، ولكن ربما أقل من ذلك".

ولفت إلى أنه في بعض الأحيان، تقوم القوات الروسية بالتراجع لوضعية أكثر راحة، مستخدمة تقدمها وقوة الاسلحة طويلة المدى لتدمير أهداف أوكرانية بكفاءة.

وأشار إلى أنه بذلك تعوض موسكو عن الضعف الذي مازالت تعاني منه في صفوفها العسكرية.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.