"تستخدم موسكو الغاز كسلاح" للضغط على الدول الأوروبية
"تستخدم موسكو الغاز كسلاح" للضغط على الدول الأوروبية

اعتبر رئيس الوزراء التشيكي يوزف سيكيلا الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء أن خفض شحنات الغاز الروسي الذي أعلنته مجموعة "غازبروم" الاثنين، هو "دليل جديد" على أن أوروبا يجب أن "تحد من اعتمادها على الإمدادات الروسية بأسرع وقت ممكن".

وقال سيكيلا قبل اجتماع مع نظرائه في دول الاتحاد الـ27 في بروكسل للاتفاق على خطة للحد من استهلاك الغاز في التكتل، إن "الوحدة والتضامن هما أفضل سلاحين لدينا ضد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" مضيفا "إنني واثق من أننا سنظهر ذلك اليوم".

وكانت شركة الطاقة المملوكة للدولة الروسية ”غازبروم”، الاثنين، إنها ستزيد خفض تدفقات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا، لتصل إلى عشرين بالمئة من طاقته- الخط- الاستيعابية، معللة القرار بأعمال إصلاح للمعدات.

 وكتبت الشركة الروسية عبر تويتر، أنها ستفوم بخفض ”حجم التدفق اليومي” لخط أنابيب ”نورد ستريم- 1″ إلى ألمانيا إلى ثلاثة وثلاثين مليون متر مكعب اعتبارا من الأربعاء المقبل.

 وأكد كلاوس مولر رئيس المكتب التنظيمي الأعلى للكهرباء والغاز في ألمانيا ألمانيا نبأ الخفض.

 وكتب كلاوس مولر عبر تويتر: ”تم الإعلان عن خفض الضخ لنورد ستريم 1 إلى النصف اعتبارا من بعد غد”.

وتأتي تلك التطورات، بعدما أثارت شركة الغاز الطبيعي الروسية الحكومية ”غازبروم”، الاثنين، مزيدا من الشكوك اليوم الإثنين بشأن عودة شحنات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا، قائلة إنها غير راضية عن الوثائق التي تلقتها.

وكان عملاق الطاقة الروسي المملوك للدولة خفض تدفق الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، بنسبة ستين بالمائة في منتصف يونيو الماضي، معللا الخفض بمشكلات فنية تتعلق بمعدات أرسلها الشريك الألماني ”سيمنز إنيرجي” لكندا لعمل إصلاحات، ولم تستردها بسبب العقوبات التي فرضت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسمحت كندا لاحقا بتسليم ألمانيا التوربين الخاص بمحطة ضغط في الجانب الروسي من خط الأنابيب.

 وأعلنت الحكومة الألمانية وصول التوربين إليها الأسبوع الماضي.

 تحولت عودة ذلك التوربين إلى روسيا إلى قصة مطولة، مما يؤكد التوترات بشأن الحرب، ويزيد من احتمال تدفق كميات أقل من الغاز عبر خط الأنابيب تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا.

ويستخدم الغاز في تشغيل المصانع وتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل في الشتاء، والمخاوف تتزايد بشأن ركود محتمل إذا لم توفر أوروبا ما يكفي من الغاز، وبات تقنين الاستهلاك ضروريا لتجاوز الأشهر الباردة.

 ورفضت ألمانيا التفسير التقني لشركة غازبروم لخفض الغاز، وقالت مرارا، إنه لا يعدو أن يكون ذريعة لقرار الكرملين السياسي بخلق حالة من الاضطراب وعدم اليقين وزيادة أسعار الطاقة.

وكانت برلين قالت إن التوربين كان قطعة غيار بديلة، وكان المفترض ألا يتم تركيبه قبل سبتمبر المقبل.

 وظلت عمليات التسليم عند حدود 40 بالمئة من طاقة خط ”نورد ستريم-1″ عند إعادة تشغيله بعد 10 أيام من الصيانة المجدولة الأسبوع الماضي.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.