جزء كبير من النخبة الروسية بات يعتبر الحرب كارثة
جزء كبير من النخبة الروسية بات يعتبر الحرب كارثة

لطالما احتاجت النخب الروسية لفلاديمير بوتين للحفاظ على مصالحها، لكن مع التطورات في الحرب الروسية الأوكرانية، بات الرئيس الروسي في حاجة إليها في ظل الانقسام الكبير في المجتمع الروسي حول الحرب، وفق تقرير من مجلة "فورين بوليسي".

وتقول المجلة إن مسألة كيفية استجابة النخب الروسية لمزيد من التطورات في الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت واحدة من أكثر القضايا التي نوقشت في وسائل الإعلام الروسية.

وأرجعت المجلة ذلك إلى الدور الذي يمكن للنخب أن تلعبه في كبح جماح بوتين ومنعه من القيام بمزيد من التصعيد، في وقت لا يزال أغلب الروس العاديين ملتزمين نسبيا بدعم الحرب.

وتشير المجلة إلى أن النخب أصبحت عاملا يتعين على بوتين أن يأخذه في الاعتبار عند اتخاذ قراراته على خلفية صراعات داخلية غير مسبوقة داخلها تشكك في التكتيكات الروسية في أوكرانيا. 

وجزء كبير من النخبة الروسية يعتبر الحرب كارثة، ولا يزال لدى البعض الآخر شكوك كبيرة حول الطريقة التي يدير بها بوتين الحرب، وفق التقرير.

وتقول المجلة إن النخب تكيفت مع قرار الحرب الذي لم تُستشر فيه، ولكن في الشهر الماضي، بدأ احتمال خسارة روسيا للحرب يلوح في الأفق، مما أثر على كل طبقة من النخبة الروسية، مهما كانت استراتيجية التكيف التي اختاروها.

ومع استمرار الجيش الأوكراني في التقدم، تتزايد المخاوف، ويشير التقرير إلى أن غياب رؤية واضحة لبوتين يحطم النخب داخليا ويدفعها إلى البحث عن استراتيجيات أفضل للبقاء على قيد الحياة: ففي نهاية المطاف، لا أحد يريد أن ينتهي به المطاف على الجانب الخطأ من التاريخ، بحسب "فورين بوليسي".

وتخلص المجلة إلى أنه للمرة الأولى على الإطلاق، قد نرى جزءا مهما من النخبة يجرؤ على التدخل في عملية صنع القرار لدى بوتن ويفرض على الكرملين رؤيته الخاصة للكيفية التي ينبغي أن تدار بها الحرب.

وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق في سخط النخبة على كيفية تقدم الحرب. ووجه يفغيني بريغوزين، المقرب من بوتين، انتقادات إلى وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، وللمرة الأولى على الإطلاق ألقى باللوم على العقيد ألكسندر لابين ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف في الإخفاقات العسكرية في أوكرانيا، وفق التقرير.

وأصبحت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير "روسيا اليوم" الذي تسيطر عليه الدولة، واحدة من أبرز الصقور. وطالبت بتوجيه ضربة واسعة النطاق ضد مراكز صنع القرار في أوكرانيا وتجرأت على انتقاد وزارة الدفاع، بحسب "فورين بوليسي".

وتقول المجلة إنه حتى نواب مجلس الدوما الذين كانوا حتى وقت قريب مقربين من وزارة الدفاع انضموا إلى هذه الجهود، مطالبين المدعي العام بالتحقيق في الفساد في الجيش.

وتخلص المجلة أن بوتين يجد نفسه الآن في وضع لم يعد بإمكانه فيه اتخاذ القرارات بمعزل عن الآخرين، إذ إن موقفه يضعف تدريجيا مع فشل خططه. فيما النخب أصبحت أكثر جرأة.

سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو محملة بقمح أوكراني
سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو محملة بقمح أوكراني

وصلت سفينة محملة بالقمح الأوكراني، الأحد، إلى مدينة إسطنبول التركية عبر البحر الأسود، لتكون هذه المرة الثانية منذ انسحاب موسكو من "اتفاق البحر الأسود"، وفق ما ذكرت مواقع متخصصة في متابعة حركة الملاحة البحرية.

وهذه ثاني سفينة تبحر من أوكرانيا، رغم تهديدات موسكو بضرب أي سفن تنطلق من هذا البلد أو تتوجه إليه.

وكانت سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو، قد انطلقت، الجمعة، من مرفأ تشورنومورسك جنوب أوديسا، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وسلكت السفينة ممرا بحريا أقامته كييف، للالتفاف على الحصار الذي تفرضه روسيا منذ انتهاء العمل بالاتفاق الدولي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، إثر انسحاب موسكو منه في يوليو الماضي.

وأورد موقعا "مارين ترافيك" و"فيسل فايندر"، أن سفينة أرويات التي تنقل 17600 طن من القمح الأوكراني الموجه إلى مصر، كانت  في الساعة 3,00 بتوقيت غرينيتش، الأحد، عند المخرج الجنوبي لمضيق البوسفور في بحر مرمرة.

ومن المتوقع أن تتوجه إلى مضيف الدردنيل للوصول إلى البحر المتوسط، في طريقها إلى مصر.

وانسحبت موسكو منتصف يوليو الماضي، من الاتفاق الذي وقع في يوليو 2022 في إسطنبول، لإتاحة تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الاسود.

وأتاح هذا الاتفاق تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب خلال عام.

وكانت سفينة تحمل 3 آلاف طن من القمح وترفع أيضا علم جزر بالاو، قد وصلت، الخميس، إلى إسطنبول، بعدما أبحرت، الثلاثاء، من مرفأ تشورنومورسك.

وتسعى كييف لإقامة طرق إمداد إلى إفريقيا، للتصدي فيها لنفوذ روسيا، التي وعدت بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجانا.

ويعتبر إنتاج روسيا وأوكرانيا أساسيا للأمن الغذائي العالمي، في وقت أدى الغزو الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على موسكو، إلى اضطرابات في الإمدادات والأسواق العالمية.

وتسعى القوات المسلحة الأوكرانية أيضًا منذ عدة أسابيع، لمواجهة السيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود، لا سيما من خلال مهاجمة شبه جزيرة القرم، مقر الأسطول الروسي والتي ضمتها موسكو في 2014. 

وتزايدت الهجمات الجوية والبحرية بطائرات مسيّرة، والضربات الصاروخية، وخصوصاً على سيفاستوبول، قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي. 

وأعلنت أوكرانيا، السبت، سقوط عشرات القتلى والجرحى، من بينهم "قادة كبار" في البحرية الروسية، في ضربة شنتها، الجمعة، على المقر العام لأسطول البحر الأسود في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.