بوتين يعلن حظر النفط الروسي على الدول التي فرضت سقفا سعريا
بوتين يعلن حظر النفط الروسي على الدول التي فرضت سقفا سعريا

أعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها ستحظر تصدير نفطها إلى الدول التي فرضت سقفا على سعر الخام الروسي، اعتبارا من شهر فبرابر المقبل. 

وجاء القرار ضمن مرسوم وقعه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، يحظر توريد النفط والمنتجات النفطية للدول التي فرضت سقفا لأسعار الخام الروسي. 

وبحسب المرسوم، "يدخل القرار حيز التنفيذ في الأول من فبراير 2023 ويستمر لمدة خمسة أشهر حتى الأول من يوليو".

وتم تقديم المرسوم، الذي نُشر على بوابة إلكترونية حكومية وموقع الكرملين على الإنترنت، كرد مباشر على "الإجراءات العدائية والمتناقضة مع القانون الدولي من جانب الولايات المتحدة والدول الأجنبية والمنظمات الدولية المنضمة إليهم".

ونص المرسوم على أن "تسليم النفط والمنتجات النفطية الروسية إلى كيانات وأفراد أجانب محظور ما لم يكن في العقود الخاصة بهذه التوريدات ما ينص على استخدام آلية تحديد الأسعار القصوى بشكل مباشر أو غير مباشر".

وأشار المرسوم على وجه التحديد إلى الولايات المتحدة والدول الأجنبية الأخرى التي فرضت سقف الأسعار.

وكان بوتين قد قال الأسبوع الماضي، إنه يعتزم توقيع مرسوم يتعلق برد روسيا على سقف سعري فرضته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا في الخامس من ديسمبر، يبلغ 60 دولارا للبرميل.

وقال وزير المالية الروسي أنطون سيليانوف إن عجز الموازنة في بلاده قد يتجاوز نسبة اثنين بالمئة المتوقعة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، إذ يضغط السقف السعري المفروض على الخام على إيرادات الصادرات الروسية، مما يضع عقبة مالية جديدة أمام موسكو التي تنفق بسخاء على حملتها العسكرية في أوكرانيا.

وتهدف خطوة تحديد سقف سعر النفط المنخفض إلى منع خسارة العالم بشكل مفاجئ للنفط الروسي، ما قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في أسعار الطاقة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن القانون لا يهدف إلى منع بيع النفط الروسي بل يسعى إلى السماح لروسيا بالاستمرار في بيع النفط، ولكن بمردود مالي أقل.

وبحسب الصحيفة،"فإن القيام بذلك من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على العرض العالمي ويدفع الأسعار إلى الارتفاع في وقت يرتفع فيه التضخم العالمي بالفعل. وسيؤثر أيضا على دول مثل الهند وتركيا -المشترين الرئيسيين للخام الروسي- التي يأمل الغرب في الاستفادة من دعمها لمواصلة الضغط على موسكو، بحسب تقرير الصحيفة.

ومع ذلك تقول الصحيفة "يمثل سعر البرميل البالغ 60 دولارا خيبة أمل لبعض الدول الأوروبية، بما في ذلك الدول الأكثر تشددا المؤيدة لأوكرانيا مثل بولندا، التي أرادت أن ترى الكرملين يخسر إيرادات أكبر بكثير من مبيعاته النفطية.

ومع تقدير تكاليف إنتاج النفط الروسي بنحو 20 دولارا للبرميل – وتداول سعر النفط الروسي بين 60 إلى 100 دولار للبرميل في السنوات الثلاث الماضية – لا يزال السعر المتفق عليه يسمح لموسكو بجني أرباح كبيرة، بحسب الصحيفة.

بينما قال المحلل الأميركي، مايكل برنجيت، في حديث لموقع "الحرة" إن "بوتين يعرف أن لديه نفوذا على أوروبا بسبب احتياجات أوروبا للطاقة".

ورأى برنجيت أن الصين تواصل إبقاء بوتين في اللعبة من خلال شراء النفط والغاز الروسي، مضيفا "طالما أن الصين تلعب هذا الدور دون عواقب، سيستمر بوتين في تقليل تأثير تصرفات أوروبا"، بحسب تعبيره.

وقالت مجلة "فورين بوليسي" إن مراقبين يرون بأن الهند والصين وتركيا والعديد من البلدان الأخرى لن توافق أبدا على سقف الأسعار - وأن سقف أسعار النفط غير العالمي لن ينجح أبدا، لكن مع ذلك تقول المجلة إن هدف الدول غير المشاركة هو الحصول على أقل سعر لشراء النفط، وأن سقف الأسعار سيمنحهم نفوذا إضافيا في مفاوضاتهم مع روسيا. 

سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو محملة بقمح أوكراني
سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو محملة بقمح أوكراني

وصلت سفينة محملة بالقمح الأوكراني، الأحد، إلى مدينة إسطنبول التركية عبر البحر الأسود، لتكون هذه المرة الثانية منذ انسحاب موسكو من "اتفاق البحر الأسود"، وفق ما ذكرت مواقع متخصصة في متابعة حركة الملاحة البحرية.

وهذه ثاني سفينة تبحر من أوكرانيا، رغم تهديدات موسكو بضرب أي سفن تنطلق من هذا البلد أو تتوجه إليه.

وكانت سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو، قد انطلقت، الجمعة، من مرفأ تشورنومورسك جنوب أوديسا، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وسلكت السفينة ممرا بحريا أقامته كييف، للالتفاف على الحصار الذي تفرضه روسيا منذ انتهاء العمل بالاتفاق الدولي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، إثر انسحاب موسكو منه في يوليو الماضي.

وأورد موقعا "مارين ترافيك" و"فيسل فايندر"، أن سفينة أرويات التي تنقل 17600 طن من القمح الأوكراني الموجه إلى مصر، كانت  في الساعة 3,00 بتوقيت غرينيتش، الأحد، عند المخرج الجنوبي لمضيق البوسفور في بحر مرمرة.

ومن المتوقع أن تتوجه إلى مضيف الدردنيل للوصول إلى البحر المتوسط، في طريقها إلى مصر.

وانسحبت موسكو منتصف يوليو الماضي، من الاتفاق الذي وقع في يوليو 2022 في إسطنبول، لإتاحة تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الاسود.

وأتاح هذا الاتفاق تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب خلال عام.

وكانت سفينة تحمل 3 آلاف طن من القمح وترفع أيضا علم جزر بالاو، قد وصلت، الخميس، إلى إسطنبول، بعدما أبحرت، الثلاثاء، من مرفأ تشورنومورسك.

وتسعى كييف لإقامة طرق إمداد إلى إفريقيا، للتصدي فيها لنفوذ روسيا، التي وعدت بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجانا.

ويعتبر إنتاج روسيا وأوكرانيا أساسيا للأمن الغذائي العالمي، في وقت أدى الغزو الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على موسكو، إلى اضطرابات في الإمدادات والأسواق العالمية.

وتسعى القوات المسلحة الأوكرانية أيضًا منذ عدة أسابيع، لمواجهة السيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود، لا سيما من خلال مهاجمة شبه جزيرة القرم، مقر الأسطول الروسي والتي ضمتها موسكو في 2014. 

وتزايدت الهجمات الجوية والبحرية بطائرات مسيّرة، والضربات الصاروخية، وخصوصاً على سيفاستوبول، قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي. 

وأعلنت أوكرانيا، السبت، سقوط عشرات القتلى والجرحى، من بينهم "قادة كبار" في البحرية الروسية، في ضربة شنتها، الجمعة، على المقر العام لأسطول البحر الأسود في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.