أكدت السلطات الأوكرانية ثقتها بشأن تأمين طائرات مقاتلة غربية لقواتها الجوية، وذلك بعد أن نجحت في إقناع حلفائها بإرسال دبابات حديثة، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.
ووضعت كييف طائرات "إف-16" في مقدمة طلباتها، على الرغم من أن المسؤولين الأوكرانيين أشاروا أيضا إلى رغبتهم في الحصول على عدد من طائرات "إف -35" الأميركية الأكثر تطورا، بالإضافة إلى مقاتلات أوروبية من طراز "رافال" الفرنسية و"تورنيدو" البريطانية ومقاتلات" غريبين" السويدية وغيرها.
وكانت طائرات "إف-16" التي جرى تصنيعها في سبعينيات القرن الماضي، هي الطائرة المقاتلة المفضلة للعديد من القوات الجوية في أصقاع كثيرة من العالم، ولكنها تقاعدت تدريجيا من الخدمة، مما يعني أنه من الناحية النظرية سوف يكون هناك ما يكفي من تلك المقاتلات مع قطع غيارها للقوات الجوية الأوكرانية.
وقالت شركة "لوكهيد مارتن" المصنعة لتلك الطائرات إنها تكثف بالفعل إنتاج طرازات "إف-16" الأحدث تحسبا لطلبات من الدول التي تعتزم منح النسخ القديمة من تلك الطائرات إلى أوكرانيا واستبدالها بشكل سريع.
وقد أجرى مستشار وزير الدفاع الأوكراني، يوري ساك، العديد من اللقاءات التي حث فيها الداعمين الغربيين لبلاده على عدم التأخير في تسليم الطائرات على غرار ما حدث في قضية منح الدبابات الحديثة.
وقال ساك في حديث لشبكة "سي إن بي سي" في وقت سابق: "سنحصل على طائرات إف -16"، مضيفا: "في الوقت الحالي تمتلك أكثر من 50 دولة حول العالم هذه المقاتلات، وبالتالي لا أرى أي سبب أو أي تفسير منطقي يمنع أوكرانيا من الحصول على تلك الطائرات أو غيرها من مقاتلات الجيل الرابع".
وتسعى أوكرانيا للحصول على مقاتلات نفاثة منذ منتصف العام الماضي، لكن حملتها اكتسبت زخما أكبر بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبولندا وحلفاء آخرين بشأن حيازة دبابات قتالية حديثة.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة وزراء فرنسا، إليزابيث بورن،: "لا يوجد شيء مستبعد" فيما يتعلق بالتبرعات بالأسلحة حيث أصبحت باريس أكثر صراحة بشأن آمالها في تحقيق أوكرانيا لانتصارات عسكرية.
ولا تمتلك القوات الجوية الفرنسية طائرات "إف-16"، ولكن من الناحية النظرية يمكنها منح بعض طائراتها المقاتلة من طراز ميراج، والتي سيتم استبدالها جميعًا بطائرات رافال جديدة بموجب حزمة أعلنها رئيس البلاد، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، وفقا للصحيفة البريطانية.
من جانبها، أعلنت هولندا، التي تخطط لاستبدال طائراتها الـ 29 المتبقية من طراز "إف-16" في أجل قريب، أنها ستنظر في أي طلبات أوكرانية "بذهن منفتح".
ومع ذلك أوضح رئيس الوزراء الهولندي، مارك روت، أن ذلك القرار سيكون "أصعب بكثير" مقارنة بما حصل مع الدبابات، بينما أكد نائبه، وبكي هويكسترا، أنه "لا توجد محرمات" بهذا الخصوص.
أما لندن لا تملك خططا فورية لإرسال طائرات حربية إلى أوكرانيا، ورغم ذلك قد تطلب كييف طائرات مروحية بريطانية على أمل أن يؤدي ذلك إلى فتح الباب أمام قدوم الشحنات الغربية للطائرات المقاتلة بنفس الطريقة التي أدى بها وعد المملكة المتحدة بتسليم 14 دبابة "تشالنجر 2" إلى ضغوط دولية على الدول الغربية للسير على خطاها.