صورة أرشيفية لمقاتلة أوكرانية من طراز "ميغ-29"
صورة أرشيفية لمقاتلة أوكرانية من طراز "ميغ-29"

أكدت السلطات الأوكرانية ثقتها بشأن تأمين طائرات مقاتلة غربية لقواتها الجوية، وذلك بعد أن نجحت في إقناع حلفائها بإرسال دبابات حديثة، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.

ووضعت كييف طائرات "إف-16" في مقدمة طلباتها، على الرغم من أن المسؤولين الأوكرانيين أشاروا أيضا إلى رغبتهم في الحصول على عدد من طائرات "إف -35" الأميركية الأكثر تطورا، بالإضافة إلى مقاتلات أوروبية من طراز "رافال" الفرنسية و"تورنيدو" البريطانية ومقاتلات" غريبين" السويدية وغيرها.

وكانت طائرات "إف-16" التي جرى تصنيعها في سبعينيات القرن الماضي، هي الطائرة المقاتلة المفضلة للعديد من القوات الجوية في أصقاع كثيرة من العالم، ولكنها تقاعدت تدريجيا من الخدمة، مما يعني أنه من الناحية النظرية سوف يكون هناك ما يكفي من تلك المقاتلات مع قطع غيارها للقوات الجوية الأوكرانية.

وقالت شركة "لوكهيد مارتن" المصنعة لتلك الطائرات إنها تكثف بالفعل إنتاج طرازات "إف-16" الأحدث تحسبا لطلبات من الدول التي تعتزم منح النسخ القديمة من تلك الطائرات إلى أوكرانيا واستبدالها بشكل سريع.

وقد أجرى مستشار وزير الدفاع الأوكراني، يوري ساك، العديد من اللقاءات التي حث فيها الداعمين الغربيين لبلاده على عدم التأخير في تسليم الطائرات على غرار ما حدث في قضية منح الدبابات الحديثة.

وقال ساك في حديث لشبكة "سي إن بي سي" في وقت سابق: "سنحصل على طائرات إف -16"، مضيفا: "في الوقت الحالي تمتلك أكثر من 50 دولة حول العالم هذه المقاتلات، وبالتالي لا أرى أي سبب أو أي تفسير منطقي يمنع أوكرانيا من الحصول على تلك الطائرات أو غيرها من مقاتلات الجيل الرابع".

وتسعى أوكرانيا للحصول على مقاتلات نفاثة منذ منتصف العام الماضي، لكن حملتها اكتسبت زخما أكبر بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبولندا وحلفاء آخرين بشأن حيازة دبابات قتالية حديثة.

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة وزراء فرنسا، إليزابيث بورن،: "لا يوجد شيء مستبعد" فيما يتعلق بالتبرعات بالأسلحة حيث أصبحت باريس أكثر صراحة بشأن آمالها في تحقيق أوكرانيا لانتصارات عسكرية.

ولا تمتلك القوات الجوية الفرنسية طائرات "إف-16"، ولكن من الناحية النظرية يمكنها منح بعض طائراتها المقاتلة من طراز ميراج، والتي سيتم استبدالها جميعًا بطائرات رافال جديدة بموجب حزمة أعلنها رئيس البلاد، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، وفقا للصحيفة البريطانية.

من جانبها، أعلنت هولندا، التي تخطط لاستبدال طائراتها الـ 29 المتبقية من طراز "إف-16" في أجل قريب، أنها ستنظر في أي طلبات أوكرانية "بذهن منفتح".

ومع ذلك أوضح رئيس الوزراء الهولندي، مارك روت، أن ذلك القرار سيكون "أصعب بكثير" مقارنة بما حصل مع الدبابات، بينما أكد نائبه، وبكي هويكسترا، أنه "لا توجد محرمات" بهذا الخصوص.

أما لندن لا تملك خططا فورية لإرسال طائرات حربية إلى أوكرانيا، ورغم ذلك قد تطلب كييف طائرات مروحية بريطانية على أمل أن يؤدي ذلك إلى فتح الباب أمام قدوم الشحنات الغربية للطائرات المقاتلة بنفس الطريقة التي أدى بها وعد المملكة المتحدة بتسليم 14 دبابة "تشالنجر 2" إلى ضغوط دولية على الدول الغربية للسير على خطاها.

عناصر تابعة لحرس الحدود الأوكرانية قرب سفينة شحن في البحر الأسود
عناصر تابعة لحرس الحدود الأوكرانية قرب سفينة شحن في البحر الأسود

قال مسؤولون أوكرانيون إن صاروخا روسيا أصاب سفينة ترفع علم بالاو في ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا الاثنين مما أسفر عن مقتل مواطن أوكراني وإصابة خمسة من أفراد الطاقم في ثاني هجوم من نوعه خلال يومين.

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا على منصة أكس إن سفينتين تضررتا في مركز تصدير الحبوب في البحر الأسود دون أن يقدم تفاصيل عن حالة السفينتين. وندد بتصرفات روسيا.

وأضاف "يتعين علينا أن نوحد جهود جميع الدول والمنظمات المسؤولة لضمان حرية الملاحة في البحر الأسود والأمن الغذائي العالمي".

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق، وفقا لرويترز. ونفت موسكو مرارا مهاجمتها لأهداف مدنية.

وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر، في منشور بثه عبر تطبيق تيليغرام للتراسل، إن الرجل الذي قُتل في الهجوم الأحدث عامل ميناء. والرجال الخمسة المصابون أجانب من أفراد طاقم السفينة.

وذكر نائب رئيس الوزراء أوليكسي كوليبا أن السفينة تدعى أوبتيما، وقال إنها وصلت إلى أوديسا قبل ساعات من الهجوم.

وقال كوليبا إن روسيا "تحاول بهذه الطريقة تدمير الشحن في البحر الأسود وضمان الأمن الغذائي. والعواقب لا يمكن أن تعني إلا مزيدا من عدم الاستقرار في المناطق الحساسة التي تعتمد على واردات الغذاء والتوتر في العلاقات الدولية".

وفي وقت سابق الاثنين، قالت الوزارة المعنية بشؤون التنمية والبنية التحتية في أوكرانيا إن ضربة صاروخية روسية يوم الأحد ألحقت أضرارا بسفينة مدنية محملة بالذرة ترفع علم سانت كيتس ونيفيس في ميناء بيفديني الأوكراني القريب من أوديسا.  

وتحمل السفينة اسم باريسا وكانت محملة بستة آلاف طن من الذرة.

وأضافت الوزارة عبر فيسبوك أن أفراد الطاقم البالغ عددهم 15 فردا من السوريين والمصريين لم يصابوا بأذى.

وقالت الوزارة إن هذه هي المرة العشرون التي تتضرر فيها سفينة مدنية بسبب هجمات روسية.