الولايات المتحدة وألمانيا أعلنتا أنهما سترسلان إلى أوكرانيا عشرات الدبابات الحديثة للمساعدة في صد القوات الروسية
الولايات المتحدة وألمانيا أعلنتا أنهما سترسلان إلى أوكرانيا عشرات الدبابات الحديثة للمساعدة في صد القوات الروسية

تسبب قرار دول غربية القاضي بإرسال دبابات متطورة إلى أوكرانيا في طرح تساؤل حرج بشأن مدى دخول حلف شمال الأطلسي في صراع مباشر مع روسيا من جراء هذه الخطوة، وفقا لتحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية.

يقول التحليل إن موسكو تدفع بقوة لتعزيز هذه السردية، لأنها من دون شك تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاءه على الابتعاد عن حقيقة أن روسيا شنت هجوما غير مبرر على دولة ذات سيادة.

ويضيف أن الدفع باتجاه هذه الرواية أكثر موائمة لبوتين، لأنه يجعل حلفاء الناتو يفكرون أكثر مرة قبل أن يقرروا مساعدة أوكرانيا.

بالمحصلة، يقول التحليل، هناك إجماع لدى الخبراء والمراقبين هو أنه لا يوجد أي عضو في الناتو قريب مما يمكن اعتباره في حالة حرب مع روسيا بموجب أي تعريف قانوني مقبول دوليا. 

ويوضح المحلل في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ويليام ألبيركي أن "الحرب ستتطلب ضربات تنفذها القوات الأميركية أو قوات الناتو من أراضيها ضد القوات الروسية أو الأراضي الروسية أو الشعب الروسي".

ويضيف أن "أي مواجهة عسكرية تخوضها أوكرانيا باستخدام أسلحة تقليدية، ضد أي قوة عسكرية روسية، لا يعتبر حربا تشنها الولايات المتحدة أو الناتو على روسيا، مهما حاولت موسكو الادعاء بغير ذلك".

إدعى الكرملين بشكل متواصل أن الناتو هو المعتدي الرئيسي في نزاع أوكرانيا وأن الغرب يحاول "تدمير" روسيا، وكذلك اتهم الولايات المتحدة بأنها تدفع أوكرانيا لـ"تنفيذ هجمات إرهابية في روسيا".

يوضح السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست أن الترويج لفكرة أن هناك حربا بين الناتو وروسيا يساعد بوتين في تجنب غضب الرأي العام الداخلي بعد الإخفاقات المتكررة للجيش الروسي وفشل الغزو.

يقول هيربست إن من المفيد بالنسبة لروسيا أن تدعي أنها في حرب مع الناتو وليس مع أوكرانيا فقط، وبالتالي تجنب الحرج المتعلق بفشل قواتها أمام القوات الأوكرانية".

كذلك يرى هيربست أن هذا الأمر يسمح أيضا لروسيا بترويج فكرة أن الصراع قد يتطور لحرب نووية في المستقبل".

وحولت روسيا تركيز خطابها من تطهير أوكرانيا من النازيين ونزع سلاح أوكرانيا إلى مواجهة ما تصفه بتحالف عدواني وتوسعي لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة. 

وبعد أسابيع من الجدل، قالت ألمانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع إنهما سترسلان إلى أوكرانيا عشرات الدبابات الحديثة للمساعدة في صد القوات الروسية، مما يفسح الطريق أمام آخرين ليحذوا حذوهما.

وأعطت بولندا دفعة أخرى لأوكرانيا، الجمعة، بوعدها إرسال 60 دبابة بالإضافة إلى 14 دبابة ليوبارد2 ألمانية الصنع تعهدت بها بالفعل من قبل.

وتقترب فرنسا وإيطاليا من وضع اللمسات النهائية على التفاصيل الفنية لإمداد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي سامب/تي، إلا أن موعد صدور القرار النهائي ليس معروفا بعد.

والمنظومة الفرنسية الإيطالية المشتركة يمكنها تعقب العشرات من الأهداف واعتراض عشرة منها في نفس الوقت وهي المنظومة الأوروبية الوحيدة التي يمكنها اعتراض الصواريخ البالستية.

جنود أوكرانيون يحملون نعش جندي خلال مراسم جنازة
العسكريين قُتلوا بناء على أوامر القيادة العسكرية الروسية

أعلن المدعون الأوكرانيون، السبت، أنهم يحققون في احتمال قيام القوات الروسية بإعدام أربعة أسرى حرب أوكرانيين وقالوا إن المشتبه به في عمليات القتل قيد الاعتقال.

وقال بيان صادر عن مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد عبر تلغرام "بدأ المدعون العامون تحقيقا قبل المحاكمة (...) يتعلق بالقتل العمد لأربعة أسرى حرب".

ونقل البيان عن المدعي العام الرئيسي أوليكسندر فيلتشاكوف قوله "بدأ التحقيق عبر استجواب أسرى حرب روس، تم خلاله الحصول على شهادات بشأن ارتكاب الجريمة".

ويُزعم أن العسكريين قُتلوا بناء على أوامر القيادة العسكرية الروسية خلال الصيف في مصنع تجميع في فوفشانسك، والذي كان مسرح معارك عنيفة.

في مايو، شنت روسيا هجوما على منطقة خاركيف حيث تقع فوفشانسك، وهي المنطقة التي احتلتها أولاً ثم انسحبت منها في بداية الغزو في عام 2022.

وأضاف فيلتشاكوف "هذه القضية فريدة لأن الشخص الذي قد يصبح مشتبها به في الإجراءات المذكورة هو أيضا أسير لدى أوكرانيا".

وفي حال  ثبتت إدانته بارتكاب جريمة الحرب، يواجه المشتبه به السجن مدى الحياة.

وقال مكتب المدعي العام الأوكراني في وقت سابق هذا الشهر إن لديه معلومات عن إعدام "ما لا يقل عن 92 جنديا أوكرانيا استسلموا" في ساحة المعركة.

ويشمل ذلك مزاعم أن القوات الروسية أعدمت 16 أسير حرب بالقرب من مدينة بوكروفسك في شرق البلاد، وهي مركز لوجستي رئيسي للجيش الأوكراني.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقتل أسرى حرب منذ شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022.