أوكرانيا تستخدم دبابات قديمة من الحقبة السوفيتية
أوكرانيا تستخدم دبابات قديمة من الحقبة السوفيتية

تشدد القوات الروسية المدعومة بمئات من مرتزقة فاغنر قبضتها على مدينة باخموت منذ أسابيع، لكن الوضع في المدينة يبدو منذرا بالخطر بشكل خاص في الأيام الأخيرة، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنل.

وتحاول كييف حث الغرب على توفير قوة نارية بعيدة المدى لمواجهة وابل الصواريخ الروسية المستمر، لكن هذا لا يبدو قريب المنال، حتى مع زيادة الدعم الغربي مؤخرا إلى درجة التعهد بتقديم دبابات حديثة، مثل أبرامز الأميركية وليوبارد الألمانية.

وأعلنت روسيا الأحد الاستيلاء على قرية أخرى في منطقة باخموت في الوقت الذي تحاول فيه قواتها تطويق المدينة وإجبار الأوكرانيين على التراجع.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة أسلحة متقدمة مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأميركي، أو ATACMS، لمواجهة الضربات الروسية التي تقتل المدنيين الأوكرانيين.

وقال زيلينيسكي إن الصواريخ الدقيقة ستسمح لكييف باستهداف أنظمة الأسلحة الروسية طويلة المدى، مضيفا "سيكون من الممكن وقف هذا الإرهاب الروسي إذا استطعنا ضمان صواريخ مناسبة لجيشنا حتى لا يشعر الإرهابيون بالإفلات من العقاب".

أوكرانيا تطالب بتعزيز قدرات القصف لديها لتستهدف مسافات أطول

وتقلق الولايات المتحدة من أن كييف قد تستخدم في النهاية أسلحة أميركية طويلة المدى لضرب أهداف داخل روسيا نفسها، مما يزيد من خطر تصاعد الحرب إلى صدام مباشر بين الغرب وروسيا.

وتأتي دعوات أوكرانيا للحصول على مزيد من الأسلحة في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد تسليم دبابات القتال الرئيسية التي وعد بها العديد من الحلفاء الغربيين، وتسعى روسيا للحصول على أراض في باخموت وحولها.

ويقول مسؤولون وجنود أوكرانيون إنهم يأملون في أن يمنحهم ضخ عربات مدرعة من الحلفاء الغربيين القوة النارية التي يحتاجونها لكسر الجمود.

ويقول تقرير ثان لوول ستريت جورنل إن أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون يراهنون على أن الأسلحة الجديدة - بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية يمكن أن تغير الديناميكيات في حرب تقترب من ذكراها الأولى.

وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته القوات الروسية في الآونة الأخيرة، قالت القوات الأوكرانية إنها لم تر مؤشرات تذكر حتى الآن على أن قادتها يستعدون للانسحاب من باخموت.

وقال قادة كتائب دبابات إنهم ينتظرون "بفارغ الصبر تسليم الدبابات الغربية التي قالوا إنها قد ترجح كفة المعركة لصالح أوكرانيا".

ومن شأن تكنولوجيا الرؤية الليلية الحديثة للدبابات الغربية أن تمنحها قدرة قتالية ليلية لا تمتلكها دبابات أي من الجانبين حاليا، وفقا للصحيفة.

وفيما تحاول روسيا السيطرة على باخموت، تتقدم القوات الأوكرانية نحو كرمينا، التي ستضمن موطئ قدم في منطقة لوهانسك التي تقع بالكامل تقريبا في أيدي الروس والسيطرة على طريق إمداد رئيسي من الأراضي الروسية إلى مدن جنوبا.

ويقول الجنود الأوكرانيون الذين يقاتلون حول كريمينا للصحيفة إنهم يكافحون من أجل التقدم مع عدم كفاية المركبات المدرعة لحمايتهم أثناء شن هجماتهم.

ونقلت الصحيفة عن قائد سرية أوكرانية قوله إن "الروس يعيدون تجميع الصفوف، لهذا تشكل المدرعات مكونا حاسما بالنسبة للأوكرانيين".

زيلنسكي خلال تفقده بوتشا المحررة
زيلنسكي بجولة ميدانية.. أرشيفية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي جنودا للقتال في أوكرانيا.

وقال زيلنسكي في خطابه اليومي: "نرى تحالفا متناميا بين روسيا وأنظمة مثل كوريا الشمالية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بنقل الأسلحة. بل يتعلق بإرسال أشخاص من كوريا الشمالية إلى قوات المحتل المسلحة".

ولم يصدر تعليق فوري من موسكو أو من بيونغ يانغ.

والأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت بقنابل انزلاقية تجمعا للقوات الأوكرانية بالقرب من حدود منطقة كورسك بغرب روسيا.

وذكرت الوزارة أن الهجوم استهدف "نقطة قوة وتمركز لأفراد من القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن القنابل أطلقت بواسطة طائرة حربية من طراز سو-34.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الضربة، ولم يذكر البيان المقتضب لوزارة الدفاع أي تفاصيل عن تأثيرها.

وباغتت أوكرانيا موسكو في السادس من أغسطس بتوغلها في منطقة كورسك الروسية وذلك في أول غزو لأراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحاول روسيا منذ أكثر من شهرين طرد القوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق الأحد إنها تنفذ عمليات هجومية في عشرات المواقع في كورسك.

وقال الرئيس الأوكراني إن قوات بلاده سيطرت منذ أوائل سبتمبر على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من كورسك، بما في ذلك 100 منطقة سكنية. 

وقال أمس السبت إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقع في كورسك "لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها".

وقالت روسيا إن قواتها استعادت بلدات عدة الأسبوع الماضي.

وقد يكون للقتال في كورسك تأثير كبير على مسار الحرب التي انطلقت شرارتها بغزو روسي شامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

لكن قرار كييف إرسال قطاع كبير من قواتها إلى كورسك كبدها ثمنا باهظا في مواقع أخرى من ساحة القتال، إذ تقدمت روسيا في شرق أوكرانيا خلال أغسطس وسبتمبر بأسرع وتيرة منذ عامين.