تزويد الأوكرانيين بطائرات إف-16 الأميركية قد يستغرق أعواما (تعبيرية)
تزويد الأوكرانيين بطائرات إف-16 الأميركية قد يستغرق وقتا (تعبيرية)

تفكر بعض الدول الغربية في دعم أوكرانيا بمقاتلات حربية، بعد أن ضمنت كييف التزود بدبابات أميركية وألمانية في وجه المحاولات الروسية لاحتلال المزيد من المناطق شرقي البلاد.

وضاعفت كييف، التي تطلب الحصول على طائرات منذ شهور، نداءاتها هذا الأسبوع، قائلة إنها بحاجة إلى طائرات أميركية من طراز F-16 أو طائرات ألمانية أو سويدية لتحل محل أسطول القوات الجوية من الطائرات الحربية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية "حتى تتمكن من طرد القوات الروسية من جميع أنحاء البلاد" وفق تعبير صحيفة "وول ستريت جورنال".

جدل

يأتي سعي أوكرانيا للحصول على طائرات حديثة لتحل محل أسطولها السوفيتي القديم بعد أقل من أسبوع من الحصول على تعهدات من دول منظمة حلف شمال الأطلسي بأكثر من 300 دبابة أميركية وألمانية.

ويبدو أن ذات الجدل الذي دار في وقت سابق من هذا الشهر حول الدبابات، سيقسم الحلفاء الغربيين "حول الحكمة من تبني هذه الخطوة".

وعندما سئل عن المسألة، الاثنين الماضي،  نفى الرئيس الأميركي، جو بايدن أن يكون لدى واشنطن فكرة في تقديم طائرات F-16.، في حين تعارض برلين، مثل واشنطن، الفكرة بدافع القلق من أن ذلك قد يدفع روسيا لتوسيع الحرب إلى خارج أوكرانيا. 

وفي فرنسا، قال الرئيس إيمانويل ماكرون "ربما يؤيد بعض الحلفاء الآخرين الفكرة".

وعادة يختلف الحلفاء الأوروبيون بخصوص تقديم الأسلحة المتطورة لدولة ما، ويتجلى ذلك في الجدل الذي يصاحب أي خطو في هذا الاتجاه بالنسبة لأوكرانيا.

واستمرت المناقشات حول الدبابات شهورًا قبل موافقة ألمانيا والولايات المتحدة. 

ويرى متابعون نمطًا مشابهًا هنا (موضوع الطائرات) حيث تتزايد المخاوف بشأن التصعيد في الحرب والرغبة في إعطاء أوكرانيا دفعة كبيرة لمواجهة هجوم روسي متوقع.

وفي حديثه بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي في باريس، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الثلاثاء، إن أوكرانيا بحاجة إلى طائرات، ويعتقد أنها ستحصل على بعضها، سواء كانت طائرات إف -16 أو طائرات سويدية أو فرنسية من داعمين أوروبيين.

وكشف أنه قال لم تثبط عزيمته بسبب رفض بايدن، لأن الولايات المتحدة رفضت من قبل ثم استجابت وفق تطور مجريات الحرب، مشيرًا إلى أن ألمانيا رفضت في البداية تقديم دبابات ليوبارد. 

وقال: "لدي ثقة في أنه سيكون اتفاق بخصوص الطائرات في المستقبل".

خطر التصعيد

لا تزال المقاتلات النفاثة "فكرة بعيدة جدا بالنسبة لبعض المسؤولين في واشنطن" وفق التقرير، حيث إنهم يعتبرون أن  القرار يشكل "مخاطرة بتصعيد حاد مع روسيا".

وتقديم طائرات حربية لكييف، يعني تسليم سلاح للأوكرانيين يمكنهم من استخدامه لضرب عمق الأراضي الروسية، أو في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا في عام 2014. 

إضافة إلى ذلك، سيحتاج الطيارون الأوكرانيون لتدريب مكلف قد يستغرق ما يصل إلى عام. 

في الوقت نفسه، تتزايد الضغوط في الغرب لإعادة صياغة الديناميكية على الأرض في أوكرانيا قبل أن تصبح الحرب "مجرد استنزاف" وفق تعبير الصحيفة. 

وتشير التحركات الأخيرة إلى أن موسكو بصدد الزحف ببطء بينما تنتظر حتى ينحسر الأوكرانيون ويهدأ دعم الحرب في الغرب.

الصواريخ.. المطلب الآخر

إلى جانب القوة الجوية، تسعى كييف إلى الحصول على المزيد من الصواريخ طويلة المدى مثل أنظمة الصواريخ التكتيكية، والمعروفة باسم ATACMS، والتي يمكن أن تضرب بعمق الأراضي المحتلة وتضرب أهدافًا حتى داخل روسيا.

كانت أوكرانيا تأمل منذ سنوات في إدخال مقاتلات نفاثة غربية جديدة لتحل محل أسطولها القديم والذي أصبح الآن منهكًا، لكن الحرب زادت من الطلب على تكنولوجيا أحدث لمنح كييف ميزة على القوات الجوية الروسية.

وقال المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية، يوري إحنات، إن روسيا لديها نحو 400 طائرة حربية و 300 طائرة هليكوبتر في 40 قاعدة جوية حول أوكرانيا. 

في حين أن الحرب دارت إلى حد كبير على الأرض، ويرجع ذلك في الغالب إلى الدفاعات الجوية الأوكرانية التي أسقطت مئات الطائرات والمروحيات الروسية، لذلك، تقول أوكرانيا إن طائرات مثل إف -16 ستمنح كييف أخيرًا اليد العليا في الجو.

إحنات قال بالخصوص "هذه هي التكنولوجيا التي نحتاجها لاكتساب التفوق الجوي".

من جانبه،  قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي إنه يمكن نقل الطائرات الحربية بالاتفاق والتنسيق مع دول الناتو الأخرى.

رد فعل موسكو

لم تقم روسيا بأي انتقام حقيقي على وعد الغرب بتسليم دباباتها إلى أوكرانيا، لكن الجنرال الروسي يفغيني بوزينسكي قال لوكالة الأنباء الروسية، الثلاثاء، إن المطارات في أوروبا يمكن أن تصبح "أهدافًا مشروعة" إذا استخدمتها أوكرانيا لإطلاق طلعات جوية ضد القوات الروسية.

وتدعو كييف إلى تسريع عمليات نقل الأسلحة بعدما كثفت روسيا هجماتها في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا، حيث ركزت منذ شهور على إحراز تقدم في وحول مدينة باخموت على خط المواجهة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق من هذا الأسبوع: "كانت سرعة الإمداد وستكون أحد العوامل الرئيسية في هذه الحرب" قبل أن يضيف "تأمل روسيا في إطالة أمد الحرب، واستنزاف قواتنا".

عناصر تابعة لحرس الحدود الأوكرانية قرب سفينة شحن في البحر الأسود
عناصر تابعة لحرس الحدود الأوكرانية قرب سفينة شحن في البحر الأسود

قال مسؤولون أوكرانيون إن صاروخا روسيا أصاب سفينة ترفع علم بالاو في ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا الاثنين مما أسفر عن مقتل مواطن أوكراني وإصابة خمسة من أفراد الطاقم في ثاني هجوم من نوعه خلال يومين.

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا على منصة أكس إن سفينتين تضررتا في مركز تصدير الحبوب في البحر الأسود دون أن يقدم تفاصيل عن حالة السفينتين. وندد بتصرفات روسيا.

وأضاف "يتعين علينا أن نوحد جهود جميع الدول والمنظمات المسؤولة لضمان حرية الملاحة في البحر الأسود والأمن الغذائي العالمي".

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق، وفقا لرويترز. ونفت موسكو مرارا مهاجمتها لأهداف مدنية.

وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر، في منشور بثه عبر تطبيق تيليغرام للتراسل، إن الرجل الذي قُتل في الهجوم الأحدث عامل ميناء. والرجال الخمسة المصابون أجانب من أفراد طاقم السفينة.

وذكر نائب رئيس الوزراء أوليكسي كوليبا أن السفينة تدعى أوبتيما، وقال إنها وصلت إلى أوديسا قبل ساعات من الهجوم.

وقال كوليبا إن روسيا "تحاول بهذه الطريقة تدمير الشحن في البحر الأسود وضمان الأمن الغذائي. والعواقب لا يمكن أن تعني إلا مزيدا من عدم الاستقرار في المناطق الحساسة التي تعتمد على واردات الغذاء والتوتر في العلاقات الدولية".

وفي وقت سابق الاثنين، قالت الوزارة المعنية بشؤون التنمية والبنية التحتية في أوكرانيا إن ضربة صاروخية روسية يوم الأحد ألحقت أضرارا بسفينة مدنية محملة بالذرة ترفع علم سانت كيتس ونيفيس في ميناء بيفديني الأوكراني القريب من أوديسا.  

وتحمل السفينة اسم باريسا وكانت محملة بستة آلاف طن من الذرة.

وأضافت الوزارة عبر فيسبوك أن أفراد الطاقم البالغ عددهم 15 فردا من السوريين والمصريين لم يصابوا بأذى.

وقالت الوزارة إن هذه هي المرة العشرون التي تتضرر فيها سفينة مدنية بسبب هجمات روسية.