حتى الآن، كانت القوة النارية، وبالتحديد الصاروخية منها، العامل الحاسم في الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعتادت القوات الروسية على إمطار المنطقة المستهدفة بنيران كثيفة قبل محاولة اقتحامها، لكن الوضع تغير في باخموت، كما يقول محللون لصحيفة نيويورك تايمز.
ونقلت الصحيفة عن مقاتلين ومحللين قولهم إن التكتيك في باخموت تغير إلى دفع موجات بشرية هائلة من المقاتلين لاقتحام خطوط الدفاع الأوكرانية، الأمر الذي يقلق كييف.
وقال الأوكرانيون للصحيفة إن الخسائر الروسية في القتال الأخير في باخموت كانت أعلى مما كانت عليه في الأشهر السابقة حيث دفع القادة بالجنود إلى المعركة.
واستدعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 300 ألف جندي احتياطي في سبتمبر، مما عزز قوة الجيش، مع أن الجنود الجدد يعتبرون عديمي الخبرة نسبيا.
ونقلت الصحيفة عن مقاتلين أوكرانيين قولهم إنه في حين أن قوات كييف تبدو أفضل تدريبا، إلا أنها كانت في بعض الأحيان غارقة في الأعداد التي تتقدم ضدهم.
وتكبدت أوكرانيا خسائر فادحة في معركة باخموت، كما تقول الصحيفة، واعتمدت كييف في الغالب على الحرس الوطني وقوات أخرى للحفاظ على خطها الدفاعي الرئيسي في باخموت، مع اندفاع وحدات مشاة مدربة بشكل أفضل للدعم إذا تعرض هؤلاء المقاتلون للهجوم أو التراجع.
ويقول المحللون لصحيفة نيويورك تايمز إن المعركة الضارية حول باخموت، تشير أيضا إلى أن أوكرانيا قد تغلبت على مخاوفها بشأن الانخراط مباشرة في معركة مطولة من أجل مدينة واحدة وأنها مستعدة لتحمل الخسائر على أمل أن تتمكن من استنزاف قوة عدوها أكثر.
وفي الأسابيع والأشهر المقبلة، سيتم تعزيز أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية والهجومية، بما في ذلك الدبابات وأنظمة الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاء آخرون، ولكن في الوقت الحالي تمنح القوات الروسية الإضافية موسكو ميزة هجومية.
وتكثف القوات الروسية الضغط على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا وتضخ موجات من المقاتلين لكسر المقاومة الأوكرانية وتستهدف خطوط إمداداتها في حملة دموية تهدف إلى تحقيق أول انتصار كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ شهور.
وعلى الرغم من معاناتها من انتكاسات في أماكن أخرى في شرق أوكرانيا وجنوبها، منذ الخريف الماضي، فإن قوات موسكو المتجهة نحو باخموت من الشرق تضغط تدريجيا على المدينة.
وهذا الشهر، استولت القوات الروسية على بلدة سوليدار، على بعد ستة أميال إلى الشمال الشرقي. كما قطعوا طريقا يمتد شمالا نحو بلدة سيفيرسك.
ويقول محللون عسكريون إن القيمة الاستراتيجية لباخموت هي مفترق طرق لبعض الطرق السريعة في المنطقة.
وقادت ميليشيا فاغنر معظم القتال الذي اندلع منذ نهاية العام الماضي حول باخموت، لكن الآن، يقول المحللون إن القوات الروسية النظامية أصبحت ظاهرة بشكل متزايد حول باخموت وكذلك حول فوليدار، وهي بلدة تقع على بعد حوالي 60 ميلا جنوب غرب القصف الذي تم طمسه تقريبا.
ويقول محللون عسكريون إن القوات الأوكرانية تستخدم مواقعها في فوليدار وحولها لشن هجمات على مركز السكك الحديدية الرئيسي في المنطقة في بلدة فولنوفاخا المحتلة، على بعد أقل من 10 أميال، في محاولة لإضعاف جهود إعادة الإمداد الروسية.