إيران اعترفت بتزويدها مسيرات لروسيا تستخدمها في الحرب على أوكرانيا. أرشيفية
إيران اعترفت بتزويدها مسيرات لروسيا تستخدمها في الحرب على أوكرانيا. أرشيفية

شكل عدد من القضاة وحراس الأمن والحلاقين الأوكرانيين وحدة خاصة لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع التي تستخدمها روسيا لقصف البنية التحتية لأوكرانيا، وفقا لتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتلعب تلك المجموعة من المتطوعين دورا هاما في معركة تجري بعيدا عن الخطوط الأمامية للحرب، من خلال حماية أوكرانيا من الطائرات الروسية بدون طيار والصواريخ التي تستهدف البنية التحتية المدنية في البلاد.

وتقول الحكومة الأوكرانية إن الوحدات المدنية والعسكرية تعترض الآن حوالي 80 بالمئة من الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية، مما يضعف حملة موسكو التي تهدف إلى إضعاف معنويات السكان المدنيين.

وبعد أن فشلت في تحقيق التفوق الجوي في أوكرانيا في وقت مبكر من الحرب، تحولت روسيا إلى استخدام صواريخ ذات سرعات وأحجام مختلفة لحرمان مدن بأكملها من الطاقة.

بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية في الميدان في أواخر الصيف وفي الخريف، غيّر الكرملين تكتيكاته وبدأ في ضرب محوّلات ومحطّات الطاقة في أوكرانيا بعشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار، وفقا لـ"فرانس برس".

ومنذ أكتوبر، تشن روسيا سلسلة من الهجمات الجوية ضد أوكرانيا واستهدفت بشكل أساسي منشآت للطاقة.

ولمواجهة الهجمات الروسية، تستخدم أوكرانيا أسلحة تعود إلى الحقبة السوفيتية وأنظمة الدفاع الجوي التي تلقتها من الغرب، لكن استخدام روسيا للطائرات بدون طيار "الرخيصة" التي تم الحصول عليها من إيران يقوض تلك الدفاعات، حسب "وول ستريت جورنال".

وتتهم القوى الغربية إيران بتزويد روسيا طائرات مسيّرة تستعملها في حربها ضد أوكرانيا حيث تقصف البنية التحتية للطاقة لتحقيق أفضيلة في النزاع الدامي، وفقا لـ"فرانس برس".

وأقرت إيران بإرسال طائرات مسيرة لروسيا لكنها قالت إنها أرسلتها قبل بدء الغزو الروسي في فبراير، ونفت موسكو استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، وفقا لـ"رويترز".

معضلة تواجه أوكرانية

تواجه القوات الأوكرانية معضلة تتعلق باستخدام أنظمة الدفاع الجوي الغربية لصد هجمات المسيرات الروسية إيرانية الصنع، ما قد يستنفذ دفاعات كييف ضد الطائرات الحربية الروسية وصواريخ كروز.

ونهاية العام الماضي، تعهّدت واشنطن بإرسال بطارية "باتريوت" إلى أوكرانيا لمساعدتها في مواجهة الهجمات الجوية الروسية المتواصلة، في انتصار كبير لكييف التي طلبت من الولايات المتحدة مرارا الحصول على هذه المنظومة، حسب "فرانس برس".

وستمد الولايات المتحدة وألمانيا كييف بنظامين أرض-جو من طراز "باتريوت" قادرين على إسقاط الصواريخ الباليستية، لكن تكلفة استخدامها يعادل 4 ملايين دولار للقذيفة، ما يعني أن أوكرانيا "لا تستطيع الاعتماد عليها فقط لحماية مجالها الجوي"، حسب "وول ستريت جورنال".

وقال فيكتور كيفليوك، من مركز استراتيجيات الدفاع الأمني الأوكراني، إن المقاتلات النفاثة تكافح أيضا ضد الطائرات بدون طيار، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن "أبطأ سرعات يمكن أن تطير بها تلك المقاتلات بثبات أكبر من ضعف سرعة الطائرات بدون طيار".

حل أوكراني بسيط للمعضلة

لمواجهة تلك المعضلة، تقوم وحدة من المتطوعين الأوكرانيين بمواجهة هجمات المسيرات الروسية، باستخدام أسلحة تعود للحقبة السوفيتية.

وقال سيرغي ساس، القاضي الدستوري المتقاعد الذي يقود وحدة المتطوعين: "يمكننا إسقاط تلك الطائرات بدون طيار باستخدام صواريخ باتريوت أو إس 300، ولكن من الناحية المالية، فمن الأفضل استخدام الأسلحة الصغيرة لتدميرها"، حسب حديثه لـ"وول ستريت جورنال".

وتضم وحدة المتطوعين التي يقودها ساس "حلاقين وأصحاب أعمال الصغيرة وحراس أمن يحافظون على وظائفهم اليومية إلى جانب واجباتهم العسكرية".

وبمجرد سماع صفارات الإنذار، يصعدون إلى أسطح المباني الشاهقة أو يقودون سياراتهم إلى الحقول لمراقبة السماء ومحاولة إسقاط الطائرات بدون طيار.

وتم تصميم الطائرات بدون طيار لتنفجر عند الاصطدام، ولا يؤدي استهدافها إلى إبطال مفعولها تماما، على الرغم من أنه يمنعها من ضرب هدفها المقصود.

ويقول ساس البالغ من العمر 65 عاما إن "الأسلحة القديمة قد تظل أفضل حل متاح للطائرات الروسية بدون طيار"، مشيرا إلى "التكلفة الضئيلة لتلك الأسلحة بالمقارنة بتكلفة المسيرات".

زيلنسكي خلال تفقده بوتشا المحررة
زيلنسكي بجولة ميدانية.. أرشيفية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي جنودا للقتال في أوكرانيا.

وقال زيلنسكي في خطابه اليومي: "نرى تحالفا متناميا بين روسيا وأنظمة مثل كوريا الشمالية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بنقل الأسلحة. بل يتعلق بإرسال أشخاص من كوريا الشمالية إلى قوات المحتل المسلحة".

ولم يصدر تعليق فوري من موسكو أو من بيونغ يانغ.

والأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت بقنابل انزلاقية تجمعا للقوات الأوكرانية بالقرب من حدود منطقة كورسك بغرب روسيا.

وذكرت الوزارة أن الهجوم استهدف "نقطة قوة وتمركز لأفراد من القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن القنابل أطلقت بواسطة طائرة حربية من طراز سو-34.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الضربة، ولم يذكر البيان المقتضب لوزارة الدفاع أي تفاصيل عن تأثيرها.

وباغتت أوكرانيا موسكو في السادس من أغسطس بتوغلها في منطقة كورسك الروسية وذلك في أول غزو لأراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحاول روسيا منذ أكثر من شهرين طرد القوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق الأحد إنها تنفذ عمليات هجومية في عشرات المواقع في كورسك.

وقال الرئيس الأوكراني إن قوات بلاده سيطرت منذ أوائل سبتمبر على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من كورسك، بما في ذلك 100 منطقة سكنية. 

وقال أمس السبت إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقع في كورسك "لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها".

وقالت روسيا إن قواتها استعادت بلدات عدة الأسبوع الماضي.

وقد يكون للقتال في كورسك تأثير كبير على مسار الحرب التي انطلقت شرارتها بغزو روسي شامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

لكن قرار كييف إرسال قطاع كبير من قواتها إلى كورسك كبدها ثمنا باهظا في مواقع أخرى من ساحة القتال، إذ تقدمت روسيا في شرق أوكرانيا خلال أغسطس وسبتمبر بأسرع وتيرة منذ عامين.