الغرب يتوقع هجوم روسي كبير في أوكرانيا يتزامن مع ذكرى الغزو الأولى
الغرب يتوقع هجوم روسي كبير في أوكرانيا يتزامن مع ذكرى الغزو الأولى

شنت القوات الروسية عدة هجمات دفعة واحدة في شرق أوكرانيا حيث تسعى موسكو إلى تحقيق اختراق في ساعة المعركة قبل وصول الدبابات الغربية الثقيلة للقوات الأوكرانية.

يقول المسؤولون الأوكرانيون إنه في الوقت الذي تحقق فيه روسيا مكاسب بطيئة ودموية في مسعى متجدد للاستيلاء على المزيد من الأراضي شرق البلاد، فإنها تضخ المزيد من المجندين والإمدادات العسكرية في المعركة، بحسب "نيويورك تايمز".

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا تعيد تجميع صفوفها وتهاجم على خمس جبهات بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقية في إطار هجوم أوسع تتوقعه كييف وحلفاؤها الغربيون.

وتوقع الحاكم الأوكراني لمنطقة لوهانسك الشرقية للتلفزيون الأوكراني، سيرغي هايدي، الثلاثاء، "هجوما (روسيا) واسع النطاق" يمكن أن يبدأ بعد 15 فبراير، حيث يسعى الكرملين لإظهار تقدم في الحرب بالتزامن مع الذكرى الأولى للغزو.

وكررت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذيرها من أن موسكو تخطط لحشد ما يصل إلى نصف مليون جندي إضافي لمواصلة ما تطلق عليه روسيا "حملة عسكرية خاصة".

وكتب نائب رئيس المخابرات الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، في بيان مطول صدر، الاثنين، لتقييم حالة الحرب إن التعبئة الروسية الجديدة ستكون "بالإضافة إلى 300 ألف تم حشدهم خلال أكتوبر 2022".

لكن مسؤولي المخابرات الغربية تساءلوا عما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يمكن أن يجد بسرعة مئات الآلاف من الجنود الآخرين دون إثارة رد فعل داخلي أكبر.

وقال محللون عسكريون إن الكرملين يكافح بالفعل لتدريب وتسليح الجنود الموجودين لديه، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

وكتب مدير الدراسات الروسية بمعهد أبحاث "سي أن إيه" في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، مايكل كوفمان، سلسلة تغريدات على تويتر يحلل فيها مستقبل الحرب.

وقال كوفمان إن أوكرانيا تسعى لامتصاص هجوم روسي واسع النطاق ثم أخذ زمام المبادرة خلال وقت لاحق هذا الربيع.

وكانت دول غربية أعلنت في وقت سابق الشهر الماضي، عن تقديم دبابات ثقيلة لأوكرانيا، بما في ذلك ألمانيا والولايات المتحدة.

وأعلنت ألمانيا والدنمارك وهولندا، الثلاثاء، عن خطة لإرسال حوالي 100 دبابة "ليوبارد 1" إلى أوكرانيا، حيث يمكن أن يصل بعضها "في غضون بضعة أشهر" - وهو جدول زمني أقصر بكثير مما تعهد به حلفاء أوكرانيا الغربيون الأكثر تقدما.

لكن بينما يسعى الروس لاستعادة زمام المبادرة في ساحة المعركة بعد عدد من الانتكاسات اللاذعة العام الماضي، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الافتقار إلى الذخائر والوحدات المتنقلة اللازمة سيعوق أي هجوم روسي كبير.

وقالت الوزارة البريطانية في إفادتها، الثلاثاء، "ما زال من غير المحتمل أن تتمكن روسيا من حشد القوات اللازمة للتأثير بشكل كبير على نتيجة الحرب خلال الأسابيع المقبلة".

وقالت مخابرات الدفاع البريطانية إن القوات الروسية تمكنت فقط من السيطرة على عدة مئات من الأمتار من الأراضي أسبوعيا منذ محاولتها استئناف العمليات الهجومية الشهر الماضي بهدف الاستيلاء على الأجزاء المتبقية من منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.

وفي جنوب أوكرانيا، حيث ادعت موسكو مرارا وتكرارا تحقيق مكاسب في الأسابيع الأخيرة، أخبر المسؤول الروسي في منطقة زابوريجيا، فلاديمير روجوف، وكالة "تاس"، الثلاثاء، أن خط الجبهة مستقر حاليا.

وقال إن "المعارك مستمرة دون أن يحرز أي من الجانبين تقدم"، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.
روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، الجمعة، أن نائب وزير الخزانة، والي أدييمو، سيناقش مع كبار المسؤولين البريطانيين فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتسخير الأصول الروسية المجمدة، وذلك في زيارة إلى لندن في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر.

وأضافت الوزارة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني، تيم بارو، ومحافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، ووزير الدولة، ستيفن دوتي، وفق رويترز

وأشارت الوزارة إلى أن أدييمو سيؤكد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتنسيق البلدين بشأن التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي للغزو الروسي.

وسيناقش أدييمو أيضا العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وقالت الوزارة: "في هذه المحادثات، سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بشكل أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضا سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران ووكلاءها من ممارسة أنشطتهم.

وستكون هذه أول زيارة لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إلى بريطانيا منذ صعود، كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى السلطة في يوليو الماضي، على الرغم من أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التقت مع نظيرتها البريطانية، ريتشل ريفز، في يوليو على هامش اجتماع مسؤولي مالية مجموعة العشرين في البرازيل.