جندي أوكراني يطلق قذيفة هاون باتجاه القوات الروسية في خط المواجهة بالقرب من بلدة بمنطقة دونيتسك في  7 فبراير 2023
جندي أوكراني يطلق قذيفة هاون باتجاه القوات الروسية في خط المواجهة بالقرب من بلدة بمنطقة دونيتسك في 7 فبراير 2023

خلال قرابة عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، تجاوز حلفاء كييف بشكل متكرر خطوطهم الحمراء بشأن تسليم الأسلحة، لكن المخاوف بشأن رد فعل موسكو التصعيدي المتوقع، لم تتغير في الولايات المتحدة وأوروبا، وفقا لتقرير لصحيفة "فاينينشال تايمز".

وخلال الفترة الماضية، التزمت الولايات المتحدة وشركاؤها بمد كييف بالعديد من الأنظمة التي كانت تعتبر في السابق محظورة، وآخرها الدبابات وكذلك صواريخ هيمارس الموجهة ووحدات الدفاع الصاروخي باتريوت، من بين أنظمة أخرى.

وحصلت أوكرانيا على تعهدات من الغرب بتزويدها بدبابات قتال رئيسية لصد الغزو الروسي الشامل في وقت تبذل فيه موسكو جهودا مضنية لتحقيق مزيد من التقدم في شرق أوكرانيا، وفقا لـ"رويترز".

وهناك إجماع متزايد بين المسؤولين الغربيين على أن الوقت الآن في الجانب الروسي وأن أوكرانيا لديها نافذة ضيقة لشن هجوم مضاد في الربيع، مما دفع الحلفاء إلى التجمع بسرعة لإرسال معدات أثقل مثل الدبابات ومركبات المشاة القتالية والأسلحة بعيدة المدى، حسب "فاينينشال تايمز".

ولا يزال الجدول الزمني لشحن الدبابات من دول غربية غير واضح، فيما تشعر كييف بالقلق من احتمال عدم وصولها في الوقت المناسب لصد هجوم روسي واسع النطاق يلوح في الأفق، وفقا لـ"فرانس برس".

والأسبوع الماضي، ظهر دليل آخر الاستجابة الغربية السريعة لمتطلبات أوكرانيا، عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل قنابل ذكية تُعرف باسم القنابل ذات القطر 
الصغير المطلقة من الأرض أو GLSDBs وهي القنابل الأطول مدى التي قدمتها إلى كييف.

والجمعة، أعلنت واشنطن عن حزمة مساعدة أميركية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 2,2 مليار، بينها صواريخ قد تضاعف تقريبا مدى الضربات الأوكرانية، على ما أفاد البنتاغون.

ويمكن للمنظومة التي يطلق عليها اسم "القنبلة ذات القطر الصغير المطلقة من الأرض" (GLSDB) أن تضاعف تقريبا نطاق قوة الضربات الأوكرانية، وفق البنتاغون الذي أعلن الجمعة أنه سيتم تضمينها في حزمة مساعدات عسكرية أميركية جديدة.

يمكن لهذه الصواريخ التي يتم إطلاقها من الأرض إصابة هدف على بعد 150 كم، وهي بالتالي تهدد المواقع الروسية خلف خطوط القتال، وفقا لـ"فرانس برس".

ويعكس العبور المستمر للخطوط الحمراء المفروضة ذاتيا متطلبات ساحة المعركة المتغيرة لأوكرانيا بدلا من تحول في تقييمات الحلفاء للتهديد المتصاعد، وفقا لما نقلته "فاينينشال تايمز" عن مسؤولين ومحللين غربيين.

وتشهد أوكرانيا لحظة حاسمة مع شعورها بالقلق بشأن النجاحات العسكرية الأخيرة للجيش الروسي في دونباس، وتخشى هجوما روسيا كبيرا في الأسابيع المقبلة، حسب "فرانس برس".

وأكد كبير المحللين السياسيين في مؤسسة راند، صمويل شاراب، أن "مسار الحرب كان أكثر جوهرية في تحديد مخاطر التصعيد الروسي".

وقال "لقد رأينا عندما كانت المخاوف بشأن التصعيد أكثر حدة، فقد كانت في لحظات ضعف شديد للروس".

من جانبهم، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم "يعيدون تقييم الدعم المقدم لأوكرانيا باستمرار".

وأقنعت الضربات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية في الأشهر الأخيرة المسؤولين الأميركيين والحلفاء بضرورة إرسال أنظمة دفاع جوي أكثر تطورا، حسب "فاينينشال تايمز".

وقالت مديرة الأمن عبر الأطلسي في واشنطن، أندريا كيندال تيلور، إن الإدارة الأميركية والحلفاء الأوروبيون يعتقدون أن هذا النهج التدريجي كان وسيلة فعالة حقًا للحد من مخاطر التصعيد ومنع مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا".

الطائرات المقاتلة "مازالت خطا أحمر"

هذا العام، زادت الدول الغربية من تعهداتها بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بوعود بتقديم مئات الدبابات والعربات المدرعة بالإضافة إلى أسلحة طويلة المدى، لكنها رفضت حتى الآن تسليم طائرات مقاتلة غربية الصنع، وفقا لـ"رويترز".

ومع ذلك، فإن الخطوط الحمراء المتغيرة لا تضمن أن تكون الطائرة المقاتلة من طراز 
F-16 في متناول يد أوكرانيا، حسب "فاينينشال تايمز".

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين إن بلاده لن تزود أوكرانيا مقاتلات إف-16 لمساعدتها في التصدي للغزو الروسي..

وردا على سؤال لصحفيين في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد إرسال هذه المقاتلات إلى كييف كما طلب منه ذلك عدد من القادة الأوكرانيين أجاب بايدن "كلا".

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأربعاء، في باريس حلفاء بلاده بتسليمها طائرات مقاتلة "في أقرب وقت ممكن" لصد قوات روسيا، بعد أن قدّم نفس الطلب في لندن خلال مستهل جولة أوروبية مفاجئة.

وبينما أقر المسؤولون الأميركيون بأنهم "قد يرسلون في نهاية المطاف طائرات مقاتلة أو يسمحون للحلفاء بالقيام بذلك"، يقول المسؤولون في الوقت الحالي إنها باهظة الثمن وليست متاحة بسهولة وستستغرق وقتا طويلا لتدريب الأوكرانيين على الطيران.

مخاوف من استفزاز موسكو

قال مسؤول أميركي إن طائرات F-16 لديها "القدرة على أن تكون استفزازية بسبب مداها وقدرتها"، حسب "فاينينشال تايمز".

وتسمح العقيدة النووية الروسية بتوجيه ضربة نووية بعد "العدوان على روسيا الاتحادية بالأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة ذاته مهددا، وفقا لـ"رويترز".

ويصور بوتين الحملة الروسية في أوكرانيا على أنها دفاع عن وجود بلاده أمام الغرب العدواني، على حد وصفه، ولوح عدة مرات، برد نووي، قائلا إن روسيا ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لحماية نفسها وشعبها"، حسب "رويترز".

ويقول المسؤولون الأوكرانيون، جنبا إلى جنب مع حلفائهم في أوروبا الشرقية، إن تهديدات روسيا، بما في ذلك الإشارات الواضحة إلى استخدام الأسلحة النووية، هي تكتيكات مرعبة تهدف إلى ردع حلفاء كييف عن توفير أسلحة متطورة، حسب "فاينينشال تايمز".

ويقول بعض الخبراء إن "قعقعة الكرملين النووية كانت موجهة إلى الجمهور المحلي، لتحفيز الروس خلال الحرب".

روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.
روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، الجمعة، أن نائب وزير الخزانة، والي أدييمو، سيناقش مع كبار المسؤولين البريطانيين فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتسخير الأصول الروسية المجمدة، وذلك في زيارة إلى لندن في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر.

وأضافت الوزارة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني، تيم بارو، ومحافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، ووزير الدولة، ستيفن دوتي، وفق رويترز

وأشارت الوزارة إلى أن أدييمو سيؤكد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتنسيق البلدين بشأن التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي للغزو الروسي.

وسيناقش أدييمو أيضا العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وقالت الوزارة: "في هذه المحادثات، سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بشكل أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضا سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران ووكلاءها من ممارسة أنشطتهم.

وستكون هذه أول زيارة لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إلى بريطانيا منذ صعود، كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى السلطة في يوليو الماضي، على الرغم من أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التقت مع نظيرتها البريطانية، ريتشل ريفز، في يوليو على هامش اجتماع مسؤولي مالية مجموعة العشرين في البرازيل.