جنود أوكرانيون يشاركون بتدريبات عسكرية. أرشيف
جنود أوكرانيون يشاركون بتدريبات عسكرية. أرشيف

تستعد أوكرانيا لهجوم روسي محتمل في دونباس، حيث حشدت موسكو مئات الآلاف من القوات في شرق البلاد، في محاولة للقضاء على دفاعات القوات المسلحة الأوكرانية، وفقا لتقرير مطول نشرته مجلة "فورين بوليسي"، الأربعاء.

وتقول المجلة إنه "وسط تصاعد القتال في الآونة الأخيرة، يعتقد العديد من المحللين العسكريين أن الهجوم الروسي الجديد يجري الإعداد له بالفعل، ومن المتوقع أن يتسارع مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو" والذي بدأ في 24 فبراير الماضي.

وقال جوناتان فسيفيوف، الأمين العام لوزارة الخارجية الإستونية: "هناك شيء ما يتحضر في الشرق. وهناك المزيد من الجنود الروس يصلون إلى الجبهة".

ويقدر مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية داخل البلاد قد تجاوزت حاجز الـ 300 ألف، بعد جهود التعبئة الأخيرة التي بدأت في سبتمبر من العام الماضي. ويعتقد محللون عسكريون أن الرقم قد يكون أقل قليلا، لكن التقديرات تبقى أعلى بكثير من أعداد القوة الغازية التي استخدمها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لغزو البلاد في فبراير الماضي، وهذه المرة، يتركزون بشكل كبير في المنطقة الشرقية بأوكرانيا، وفقا للمجلة.

وقال مسؤول عسكري أوكراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لمجلة فورين بوليسي: "نتوقع غزوا جديدا وضخما في الأيام العشرة المقبلة". وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إنه يتوقع زيادة في العمليات الروسية في الذكرى المقبلة للغزو في 24 فبراير.

ويقدر الجيش الأوكراني أن روسيا لديها بالفعل 1800 دبابة و3950 مركبة مدرعة و2700 نظام مدفعي و810 أنظمة إطلاق صواريخ متعددة من الحقبة السوفيتية مثل غراد وسميرش و400 طائرة مقاتلة و300 طائرة هليكوبتر جاهزة لموجة جديدة من الهجمات.

وشنت القوات الروسية عدة هجمات دفعة واحدة في شرق أوكرانيا حيث تسعى موسكو إلى تحقيق اختراق في ساحة المعركة قبل وصول الدبابات الغربية الثقيلة للقوات الأوكرانية.

ويقول مسؤولون أوكرانيون إنه في الوقت الذي تحقق فيه روسيا مكاسب بطيئة ودموية في مسعى متجدد للاستيلاء على المزيد من الأراضي شرق البلاد، فإنها تضخ المزيد من المجندين والإمدادات العسكرية في المعركة، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا تعيد تجميع صفوفها وتهاجم على خمس جبهات بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقية في إطار هجوم أوسع تتوقعه كييف وحلفاؤها الغربيون.

وتوقع الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك الشرقية، سيرغي هايدي، الثلاثاء، "هجوما (روسيا) واسع النطاق" يمكن أن يبدأ بعد 15 فبراير، حيث يسعى الكرملين لإظهار تقدم في الحرب بالتزامن مع الذكرى الأولى للغزو.

وكررت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذيرها من أن موسكو تخطط لحشد ما يصل إلى نصف مليون جندي إضافي لمواصلة ما تطلق عليه روسيا "عملية عسكرية خاصة".

وقال نائب رئيس المخابرات الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، في بيان مطول صدر، الاثنين، لتقييم حالة الحرب إن التعبئة الروسية الجديدة ستكون "بالإضافة إلى 300 ألف تم حشدهم خلال أكتوبر 2022".

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.