شنت روسيا ضربات صاروخية واسعة النطاق على أوكرانيا، الجمعة، استهدف عدة مدن من بينها العاصمة كييف، ضمن محاولاتها الجديدة في "اختبار" الدفاعات الجوية الأوكرانية، تحضيرا لـ"هجوم أكبر"، بحسب صحيفة "الغارديان".
وأعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية، إسقاطها 61 من أصل 70 صاروخ كروز وخمس مسيرات إيرانية، الجمعة، كما كشفت عن تعرض مدينتي خاركيف وزاباروجيا لقصف بـ 35 صاروخا من طراز إس -300، أطلقت ليل الخميس.
وقال المتحدث باسم القيادة، يوري إحنات، إن الكرملين ينفذ على ما يبدو "هجوما استطلاعيا، قبل هجوم كبير محتمل"، حيث تتوقع كييف وحلفاؤها الغربيون أن تقوم القوات الروسية، بمحاولة جديدة للاستيلاء على الأراضي قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الغزو، في 24 فبراير.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، هذا الأسبوع، إن روسيا تعيد تجميع صفوفها وتهاجم على خمس جبهات بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقية، في إطار تخطيطها لهجوم أوسع.
وتابع المسؤول الأوكراني أن القوات الروسية كانت "عادة" تطلق صواريخ وطائرات مسيرة من مواقع في شرق روسيا وبحر آزوف، غير أن الصواريخ الأخيرة، أرسلت من فرقاطة وغواصة في البحر الأسود، ومن مدينة توكماك الجنوبية المحتلة.
من جانبه، أعلن القائد العام الأوكراني، فاليري زالوني، أن اثنين من هذه الصواريخ المطلقة من البحر، دخلا المجال الجوي لمولدوفا ورومانيا بعد العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي بقليل، حيث رنت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد.
ونفت وزارة الخارجية الرومانية بشكل قاطع هذا الخبر، وقالت إن صواريخ كروز الروسية وصلت إلى مسافة 35 كلم، من الحدود الشمالية الشرقية للبلاد، لكنها لم تنتهك أراضيها.
وأضافت أنه "تم تحويل طائرتين من طراز ميغ 21 كانتا في رحلة تدريب لمراقبة المنطقة، غير أنه بعد دقيقتين تم توضيح الموقف واستأنفت الطائرتان مهمتهما الأصلية".
وقالت السلطات الرومانية، العضو في الناتو منذ عام 2004، إنها "تراقب باستمرار" المنطقة المجاورة لأوكرانيا وتتعاون مع حلفائها.
بالمقابل، استدعت مولدوفا السفير الروسي بشأن الحادث وأكدت أن صاروخا واحدا على الأقل حلّق في مجالها الجوي.
ودوت صفارات الإنذار بعد الغارات الجوية في كييف ومدن أخرى، قرب وقت الإفطار يوم الجمعة، وشهدت العاصمة خمسة انفجارات، ناتجة عن إسقاط الصواريخ التي استهدفت كييف لأول مرة خلال أسبوعين.
ويصف المسؤولون الأوكرانيون السلوك الروسي بأنه "متشائم واستفزازي"، بحسب الصحيفة البريطانية.
وأبرزت كييف أن موسكو "تستهدف عمدا" المناطق الحدودية الدولية لأوكرانيا، حتى يسقط حطامها، إذا اعترضتها الدفاعات الأوكرانية، على دول مجاورة مثل بولندا وبيلاروسيا التي تعد منصة إطلاق متكررة لهجمات الطائرات والصواريخ الروسية.
وفي تسجيل مصور قصير، قال فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن روسيا استهدفت المدنيين والبنى التحتية المدنية، كاشفا تسجل ضحايا.
وأضاف: "صواريخ اليوم تشكل تحديا للناتو، للأمن الجماعي. إنه الإرهاب الذي يمكن ويجب إيقافه. يجب على العالم أن يوقف روسيا".
من جهته، أبرز رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أن جهود الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المستمرة للقضاء على البنية التحتية للطاقة "ولدت من اليأس".
وأضاف: "لا يمكن لروسيا أن تقبل الفشل، وبالتالي فهي تواصل ترويع السكان. وتحاول مرة أخرى تدمير نظام الطاقة الأوكراني وحرمان الأوكرانيين من الضوء والحرارة والماء".
من جانبه، قال ميخائيلو بودولياك، كبير مستشاري زيلينسكي، إن موسكو "كانت تضرب المدن طوال الليل وطوال الصباح"، داعيا شركاء أوكرانيا الغربيين إلى تسريع تسليم الأنظمة الدفاعية المتطورة، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المقاتلة.
وجاءت الضربات الروسية الجديدة، بعد وقت قصير من عودة زيلينسكي إلى كييف من جولة أوروبية استمرت يومين في لندن وباريس وبروكسل، قبل لقاء فالرئيس البولندي، أندريه دودا، في مدينة رزيسزو الشرقية.
وقال زيلينسكي إنهما ناقشا الوضع الحالي في ساحة المعركة، واحتياجات أوكرانيا الدفاعية، والمزيد من التعاون العسكري والخطوات الدبلوماسية المشتركة.
وكتب زيلينسكي على منصة تيليغرام، أنه حدّث نظيره البولندي عن زيارته إلى العواصم الأوروبية، مضيفا: "من المهم أن تبدأ أوكرانيا المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، هذا العام".
وتابع الرئيس الأوكراني: "سيصبح هذا عاملا محفزا للمجتمع والجيش الأوكرانيين، اللذين يواجهان تحديات صعبة".
وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيجري زيارة إلى بولندا في الفترة من 20 إلى 22 فبراير، قبيل الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، أن بايدن سيلتقي في إطار الزيارة نظيره البولندي، أندريه دودا، "للتحدث عن تعاوننا الثنائي وجهودنا المشتركة دعما لأوكرانيا وتعزيزا لقدرات الردع في حلف شمال الأطلسي".
كذلك، يلتقي الرئيس الأميركي "مجموعة بوخارست" التي تضم دولا في شرق أوروبا أعضاء في حلف الأطلسي.
وفي روسيا، أعلن الكرملين، الجمعة، أن بوتين سيلقي خطابه حول حال الأمة، في 21 فبراير، أي قبل ثلاثة أيام من ذكرى الغزو.