طائرات مسيرة إيرانية من طراز شاهد 191
طائرات مسيرة إيرانية من طراز شاهد 191

كشفت صحيفة "الغارديان"، الأحد، أن طهران استخدمت قوارب وشركة طيران مملوكة للدولة لتهريب عدد من الطائرات من دون طيار المتطورة، طويلة المدى، إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل إيران، أنه تم تسليم ما لا يقل عن 18 طائرة من دون طيار إلى موسكو، بعد قيام ضباط وفنيين روس بزيارة خاصة إلى طهران في نوفمبر، حيث تم عرض مجموعة كاملة من التقنيات الإيرانية.

وفي تلك الزيارة، اختار الوفد الروسي المكون من 10 رجال، 6 طائرات من طراز مهاجر-6، التي تبلغ سرعتها 200 كيلومترا في الساعة وتطير على ارتفاع 18 ألف قدم (5.5 كيلو متر)، وتحمل صاروخين تحت كل جناح، إلى جانب 12 من طراز شاهد 191، بالإضافة إلى 129 طائرة مسيرة أخرى تمتلك القدرة على ضرب أهداف على الأرض من الجو، بحسب المصادر التي قالت "الغارديان" إن لديهم معرفة مباشرة ببيع الطائرات من دون طيار، وقدراتها، وتفاصيل تصنيعها. 

مهاجر-6 الإيرانية تطير على ارتفاعات عالية وتحلق لست ساعات في الجو

وعلى عكس طائرات شاهد 131 و 136 الشهيرة، التي استخدمتها روسيا بكثافة في هجماتها في الشهور الأخيرة ضد أهداف أوكرانية، فإن هذه الأنواع الجديدة صممت للتحليق على ارتفاع أعلى لإلقاء القنابل والعودة إلى القاعدة سليمة.

وحسب مراقبين، يأتي تحول روسيا وتقاربها المتزايد نحو إيران بسبب معاناتها من نقص الصواريخ، وللحفاظ على كثافة الهجمات على البلدات والمدن الأوكرانية. 

ويرى كثير من الخبراء أن روسيا تخطط لشن هجوم كبير في وقت قريب من الذكرى السنوية الأولى للحرب، التي تحل في 24 فبراير الجاري.  

وتقول الصحيفة، إن روسيا حريصة على الحصول على الطائرات من دون طيار الأكثر تقدما من إيران، بعدما بات لدى أوكرانيا قدرة متزايدة على إيقاف الطائرات الانتحارية الأصغر التي يتعين عليها الطيران على ارتفاع منخفض قبل إطلاق الضربة الصاروخية. 

وبينما تسببت الطائرات من دون طيار الإيرانية "شاهد 136" في مقتل مدنيين في كييف في هجوم روسي في أكتوبر الماضي، قال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 45 طائرة مسيرة من أصل 45 بعد هجوم جماعي تم توقيته ليتزامن مع العام الجديد.

وقالت المصادر إن سفينة إيرانية حملت سرا معظم الطائرات المسيرة المرسلة إلى روسيا من قاعدة على ساحل بحر قزوين ثم نقلتها في البحر إلى زورق تابع للبحرية الروسية. 

وأشار المصادر إلى أن بقية الطائرات المسيرة تم نقلها على متن شركة طيران إيرانية مملوكة للدولة.

وتقع إيران على الحدود الجنوبية لبحر قزوين، وروسيا على الحدود الشمالية الغربية للبحر، مما يجعل النقل المباشر بين الدولتين الحليفتين أمرا سهلا نسبيا.

بحر قزوين يربط روسيا بإيران

كما أرسلت إيران فنيين إلى موسكو للمساعدة في تشغيل الطائرات، بحسب المصادر. 

وكشفت المصادر أن هذه الطائرات المسيرة المهربة، تم إنتاجها في المصنع العسكري وسط مدينة أصفهان، الذي تم استهدافه في 28 يناير.

وتشير الصحيفة إلى أنه يُعتقد أن آخر عملية تسليم لطائرة من دون طيار دخلت الخدمة فوق أوكرانيا تمت في 20 نوفمبر، وأنه كان من المتوقع تهريب المزيد من إيران إلى روسيا لكن الضربة التي استهدفت المصنع تسببت في إضرار كبيرة. 

زيلنسكي خلال تفقده بوتشا المحررة
زيلنسكي بجولة ميدانية.. أرشيفية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي جنودا للقتال في أوكرانيا.

وقال زيلنسكي في خطابه اليومي: "نرى تحالفا متناميا بين روسيا وأنظمة مثل كوريا الشمالية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بنقل الأسلحة. بل يتعلق بإرسال أشخاص من كوريا الشمالية إلى قوات المحتل المسلحة".

ولم يصدر تعليق فوري من موسكو أو من بيونغ يانغ.

والأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت بقنابل انزلاقية تجمعا للقوات الأوكرانية بالقرب من حدود منطقة كورسك بغرب روسيا.

وذكرت الوزارة أن الهجوم استهدف "نقطة قوة وتمركز لأفراد من القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن القنابل أطلقت بواسطة طائرة حربية من طراز سو-34.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الضربة، ولم يذكر البيان المقتضب لوزارة الدفاع أي تفاصيل عن تأثيرها.

وباغتت أوكرانيا موسكو في السادس من أغسطس بتوغلها في منطقة كورسك الروسية وذلك في أول غزو لأراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحاول روسيا منذ أكثر من شهرين طرد القوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق الأحد إنها تنفذ عمليات هجومية في عشرات المواقع في كورسك.

وقال الرئيس الأوكراني إن قوات بلاده سيطرت منذ أوائل سبتمبر على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من كورسك، بما في ذلك 100 منطقة سكنية. 

وقال أمس السبت إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقع في كورسك "لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها".

وقالت روسيا إن قواتها استعادت بلدات عدة الأسبوع الماضي.

وقد يكون للقتال في كورسك تأثير كبير على مسار الحرب التي انطلقت شرارتها بغزو روسي شامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

لكن قرار كييف إرسال قطاع كبير من قواتها إلى كورسك كبدها ثمنا باهظا في مواقع أخرى من ساحة القتال، إذ تقدمت روسيا في شرق أوكرانيا خلال أغسطس وسبتمبر بأسرع وتيرة منذ عامين.