خسائر مروعة تكبدتها قوات فاغنر في الحرب على أوكرانيا
خسائر مروعة تكبدتها قوات فاغنر في الحرب على أوكرانيا

أعلنت المجموعة العسكرية الروسية "فاغنر"، عن إيقاف عمليات تجنيد السجناء للقتال في صفوفها في الحرب بأوكرانيا، وفق ما أكده رئيسها، يفغيني بريغوزين، الذي لم يكشف خلفيات القرار الجديد.

وقال بريغوزين على قناة تيلغرام التابعة لشركته، الخميس: "لقد توقفنا تماما عن تجنيد السجناء في شركة فاغنر، وبالنسبة لأولئك الذين يعملون لدينا حاليا، سيتم الوفاء بجميع الالتزامات".

ولم يقدم الأوليغارشي الروسي أسباب القرار، غير أن شبكة "سي إن إن"، رجحت ارتباطها بمجموعة من التفسيرات، أبرزها "تراجع أعداد المتطوعين واستنزاف العملية للموارد المالية لبريغوزين"،  بالإضافة إلى عدم تناسب خطط هذا الأخير  في الحرب مع أولويات القوات الروسية.

وتم تجنيد ما يصل إلى 40 ألف سجين من جميع السجون الروسية للقتال في صفوف قوات فاغنر خلال التسعة أشهر الأخيرة، بحسب الشبكة التي أشارت إلى "تراجع ملحوظ في أعداد المتطوعين خلال الأسابيع الأخيرة".

وتظهر الأرقام التي نشرتها دائرة السجون الروسية، أن عدد نزلاء السجون انخفض بمقدار 6 آلاف شخص بين نوفمبر ويناير، مقارنة بانخفاض بلغ 23 ألف نزيل بين شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي.

وحاورت شبكة  "سي إن إن" هذا الأسبوع، اثنين من مقاتلي فاغنر الذين تم تجنيدهم للقتال في الخطوط الأمامية للمعارك في أوكرانيا قبل أسرِهما.

وكشف المجندان أن عشرات السجناء، بعضهم لم يتبق لهم سوى أسابيع على إنهاء عقوبتهم الحبسية، سجلوا أسماءهم للانضمام إلى المجموعة بعد زيارات من بريغوزين، خلال شهري أغسطس وسبتمبر.

وأكدا للشبكة الأميركية، أن "طباخ بوتين"، وصل إلى سجونهم بطائرة هليكوبتر وقدم وعودا وتحفيزات بشأن الأجور والمزايا الأخرى التي سيستفيدون منها، أبرزها، تعهده بشطب سجلاتهم الجنائية.

وقالت الشبكة، إنها لم تتمكن من تأكيد هذه الادعاءات بشكل مستقل، مبرزة أن مجموعة من الإشارات كانت توحي بـ"تراجع تجنيد فاغنر للسجناء قبل الإعلان الرسمي عن إيقاف العملية".

وأبرز محامون وناشط في مجال حقوق الإنسان، المنصة الروسية المستقلة Agentstvo، أن السلطات بدأت في تهديد السجناء بقضايا جنائية جديدة إذا لم يوافقوا على الذهاب إلى جبهات القتال، وهي الادعاءات التي قالت سي إن إن، إنها لم تتأكد منها بشكل مستقل.

"الخسائر الفادحة"

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون تجارب السجناء الذين أنهوا عقدهم مع فاغنر، بعد ستة أشهر من الخدمة، قد ردعت الآخرين عن الانضمام.

وشوهد بريغوزين الشهر الماضي مع بعض المقاتلين المسرحين، ومن الواضح أن العديد منهم أصيبوا بجروح.

ومن المحتمل جدا، وفق الشبكة، أن يكون بعض المدانين الذين عادوا الآن إلى ديارهم قد نقلوا روايات عن الخسائر المروعة التي تكبدتها قوات فاغنر التي كانت تدفع بموجات السجناء إلى أمام المدفعية الأوكرانية ونيران الدبابات.

وتحدث الأسيران الروسيان اللذان قابلتهما سي إن إن، هذا الأسبوع، عن "خسائر فادحة" تكبدتها قوات فاغنر، وكشفا أنه  يتم إرسال المجندين لاقتحام المواقع الأوكرانية، وفي حال الرفض يعدمهم القادة مباشرة، على حد قولهم.

وقال أحد المحامين الذين تحدثوا إلى Agentstvo، إن انخفاض عدد المتطوعين من بين نزلاء السجون، "يرجع جزئيا إلى المعلومات المتعلقة بخسائر فاغنر الكبيرة التي أصبحت معروفة".

وقد تكون حملة التجنيد السابقة، استنفدت أيضا موارد فاغنر المالية، بحسب الشبكة، حيث كان على شركات بريغوزين شراء أسلحة ومعدات أخرى لمجندي السجون، وتدريبهم في معسكرات في روسيا والأراضي المحتلة في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا، ونقلهم إلى مناطق القتال وإطعامهم.

وباستجابته لطلب "سي إن إن" التعليق على قرار المجموعة بإنهاء التجنيد من السجون الروسية، أصدر بيزوغين، ردا ساخرا، قائلا إن "ملايين المواطنين الأميركيين تقدموا بطلبات للانضمام إلى المجموعة، لذلك علقنا مؤقتا تجنيد المتطوعين من السجون الروسية".

وأسس بريغوزين مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية خاصة، في عام 2014، لكنه لم يعترف بذلك حتى سبتمبر الماضي.

وتعتقد أولغا رومانوفا، التي تعمل مع مجموعة الدفاع عن السجناء "روسيا خلف القضبان"، أن وزارة الدفاع الروسية هي المسؤولة الآن عن أي عمليات تجنيد إضافية في السجون الروسية.

"غياب التنسيق"

ويرجح مراقبون أن القرار الجديد، يأتي لأن طريقة فاغنر في الحرب لم تعد تتناسب مع خطط وزارة الدفاع.

وقال مقاتلا فاغنر الذين قابلتهم "سي إن إن"، أن وحداتهم لم يكن لها أي تنسيق مع القوات النظامية الروسية، حتى لو كان هناك دعم مدفعي لبعض الهجمات التي نفذتها المجموعة.

وساهم مقاتلو فاغنر في تحقيق مكاسب عديدة لروسيا في الحرب، حيث استولوا على بلدات صغيرة مثل سوليدار وقرى فارغة حول باخموت في شرقي أوكرانيا، غير  أن هذا التقدم جاء على حساب أرواح مئات الضحايا في كل هجوم.

وقال معهد "Institute for the Study of War"، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن "التراجع المحتمل في حملة تجنيد سجون مجموعة فاغنر قد يكون مؤشرا على أن وزارة الدفاع الروسية "تعتزم تهميش مجموعة فاغنر في العمليات الهجومية المستقبلية".

وحظيت حملة التجنيد في السجون بدعاية جيدة وواسعة النطاق، حيث انخرط فيها حوالي 40 ألف مقاتل لصالح فاغنر، من أصل حوالي 50 ألفا تضمهم المجموعة في أوكرانيا، بحسب تقديرات غربية.

وبالرغم من إعلان بريغوزين، وقف حملة توظيف السجناء، إلا أن هذا لا يعني، بحسب الشبكة الأميركية، أن فاغنر "ستبقى عاطلة عن العمل"، بل قد تشير إلى تغير أدوار فاغنر في نزاع أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة، منوهة إلى أن المجموعة، بالمقابل، نجحت في بناء كادر من المقاتلين ذوي الخبرة والصلابة على مدى العقد الماضي، وسبق لهم القتال في حروب الشيشان وفي أفريقيا وسوريا.

صراع طويل الأمد

في سياق متصل، أعلن، رئيس مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، أن الأمر قد يستغرق عامين من روسيا للاستيلاء على شرقي أوكرانيا بأكمله، في مقابلة نادرة تشير إلى أن بعض الشخصيات الرئيسية على الأقل في موسكو تستعد لصراع طويل الأمد، بحسب صحيفة الغارديان.

وأشار بريغوزين، الذي خرج من الظل ليصبح شخصية بارزة منذ بداية الحرب، إلى أن تركيز روسيا الآن ينصب على الاستيلاء على بقية منطقة دونباس التي لم تحتلها منذ بداية الحرب قبل عام تقريبا. 

وقال حليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن القيام بذلك سيستغرق "حوالي عام ونصف إلى عامين آخرين من العمل"، مضيفا أنه إذا كان الهدف هو احتلال كل أوكرانيا شرقي نهر دنيبرو، فسيستغرق ذلك "حوالي ثلاث سنوات".

ويتوقع المسؤولون الأوكرانيون ونظراؤهم الغربيون، شن القوات الروسية لهجوم واسع جديد، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب في 24 فبراير.

وفي حديثه إلى مدوّن روسي، زعم بريغوزين أن قوات فاغنر تحرز تقدما تدريجيا في باخموت، لكنه أقر بأن الجنود الروس لم يتمكنوا بعد من الاستيلاء عليها، حيث تدور واحدة من أعنف المعارك منذ بداية الحرب.

ويتابع العسكري الروسي "ربما يكون من السابق لأوانه القول إننا قريبون، هناك العديد من التحديات، لكن نحن ندير الوضع بشكل جيد للغاية".

روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.
روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، الجمعة، أن نائب وزير الخزانة، والي أدييمو، سيناقش مع كبار المسؤولين البريطانيين فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتسخير الأصول الروسية المجمدة، وذلك في زيارة إلى لندن في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر.

وأضافت الوزارة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني، تيم بارو، ومحافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، ووزير الدولة، ستيفن دوتي، وفق رويترز

وأشارت الوزارة إلى أن أدييمو سيؤكد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتنسيق البلدين بشأن التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي للغزو الروسي.

وسيناقش أدييمو أيضا العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وقالت الوزارة: "في هذه المحادثات، سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بشكل أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضا سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران ووكلاءها من ممارسة أنشطتهم.

وستكون هذه أول زيارة لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إلى بريطانيا منذ صعود، كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى السلطة في يوليو الماضي، على الرغم من أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التقت مع نظيرتها البريطانية، ريتشل ريفز، في يوليو على هامش اجتماع مسؤولي مالية مجموعة العشرين في البرازيل.