F-16 صورة لطائرات مقاتلة من طراز
F-16 صورة لطائرات مقاتلة من طراز

قوبلت المطالبات المستمرة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في توفير الغرب طائرات مقاتلة حديثة، بـ"الإحباط"، إن لم يكن الرفض الصريح، وسط ترجيحات باستبعاد مد كييف بتلك المقاتلات قريبا، حسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

ودأبت أوكرانيا على مطالبة حلفائها بإرسال مقاتلات حديثة وصفها زيلينسكي في خطاب أمام المشرعين البريطانيين بأنها "أجنحة من أجل الحرية"، لتحل محل أسطولها القديم من طائرات ميج وسوخوي السوفيتية.

وتعتمد أوكرانيا على أسطولها الحالي لمهاجمة المواقع الروسية وتنفيذ طلعات اعتراضية، لكن سلاحها الجوي يعتقد أن من شأن توفير مقاتلات أحدث أن يغير مسار الحرب، وفقا لـ"رويترز"

وتتضمن قائمة الرغبات طائرات إف-16 أمريكية الصنع بسبب قوتها التدميرية وتوافرها على الصعيد العالمي، وكذلك مقاتلات "غربين" السويدية، حسب "رويترز".

وخلال رحلته السريعة إلى بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، حث زيلينسكي حلفاء كييف على التسليم الفوري للطائرات، مفضلا أن تكون طائرات إف -16 أميركية الصنع التي يستخدمها الناتو على نطاق واسع، قائلاً إن الجيل الرابع من الطائرات المقاتلة "يمكن أن ينهي الحرب بسرعة"، حسب "واشنطن بوست".

وهذا العام، زادت الدول الغربية من تعهداتها بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بوعود بتقديم مئات الدبابات والعربات المدرعة بالإضافة إلى أسلحة طويلة المدى، لكنها رفضت حتى الآن تسليم طائرات مقاتلة غربية الصنع.

وتطلب كييف بـ"قوة جوية متقدمة"، منذ الربيع ولكن دون جدوى حتى الآن، لكن التجربة علمت الأوكرانيين أن "الرفض" من الغرب غالبا ما لا يكون حازما كما يبدو في البداية. 

وتستشهد "واشنطن بوست"، بمد كييف بالمدفعية الغربية الثقيلة، وقاذفات الصواريخ الدقيقة، وأنظمة الدفاع الجوي المتطور، والدبابات الثقيلة، والتي اعتبرت "مستحيلة التزويد"، لكنها موجودة الآن في ساحة المعركة أو على الأقل تم التعهد بتسليمها.

ليس أولوية حالية

وفي تصريحات بعد جولة زيلينسكي، قال القادة في أوروبا وخارجها إن نقل الطائرات المقاتلة" ليس أولوية حالية".

والاثنين، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، بأن الأمر "سيستغرق وقتا"

وتحدث ستولتنبرغ قبل اجتماع في بروكسل، الثلاثاء، لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية وهي تحالف يضم أكثر من 50 دولة تقدم المساعدة الأمنية إلى كييف، وسيعقب ذلك الاجتماع في وقت متأخر من يومي الثلاثاء والأربعاء اجتماع منفصل لوزراء دفاع الناتو.

وأكد ستولتنبرغ أن المحادثات في تلك الاجتماعات ستركز على شيئين، "الأول هو السرعة والإلحاح" تحسبا لهجوم روسي والذي قال إنه "بدأ بالفعل"، حيث تأمل أوكرانيا في شن هجومها المضاد ضد قوات احتلال موسكو.

وأضاف "من المهم إجراء مشاورات مستمرة بين الحلفاء حول المنصات الجديدة التي ينبغي عليهم توفيرها"، مؤكدا أن الأولوية الثانية هي "ضمان تسليم جميع الأنظمة التي تم التعهد بها والعمل كما ينبغي".

والاثنين، اعترفت أوكرانيا، بوضع "معقد" شمال باخموت، مركز المعارك في شرق البلاد، حيث أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة جديدة مواصلا محاولاته لتطويق هذه المدينة الحصن في دونباس، وفقا لـ"فرانس برس".

ومدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، دمرت إلى حد كبير خلال أكثر من ستة أشهر من القتال الذي خلف ايضا خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين. 

ورغم أن أهميتها الاستراتيجية موضع تباين، باتت المدينة رمزا للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية في شرق البلاد.

بعد عدة أشهر من تبادل القصف المدفعي بدون تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، أحرزت القوات الروسية تقدما في الأسابيع الأخيرة لا سيما شمال باخموت حيث سيطرت على مدينة سوليدار الشهر الماضي، حسب "فرانس برس".

ليس الوقت المناسب

كان قادة أوروبيون آخرون أكثر صراحة في قولهم إن" المقاتلات النفاثة ستكون جزءًا من الجيش الأوكراني في المستقبل، لكن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لها".

وخلال زيارة زيلينسكي، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن المناقشات الحالية بشأن دعم أوكرانيا يمكن أن تشمل طائرات مقاتلة، مؤكدا أن "بريطانيا بدأت برنامج تدريب للطيارين الأوكرانيين على طائرات بمعايير الناتو".

وقالت بريطانيا إنها ستبدأ تدريب طيارين أوكرانيين إضافة الى النظر في إرسال طائرات "على المدى الطويل"، وفقا لـ"فرانس برس".

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ليل الخميس الجمعة، إن الطائرات المقاتلة التي تطالب بها أوكرانيا لا يمكن "تحت أي ظرف" أن يتم "تسليمها في الأسابيع المقبلة"، مؤكدا أنه يفضل أسلحة "أكثر فائدة" ويكون تسليمها بشكل "أسرع".

وفي وقت سابق، قال مسؤولو دفاع أميركيون، إن أوكرانيا لديها ما يكفي من الطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وأن إرسال المزيد سيستغرق "وقتا طويلا وصعبا".

وفي وقت مبكر من هذا الشهر، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن بلاده لن تزود أوكرانيا مقاتلات إف-16 لمساعدتها في التصدي للغزو الروسي.

وردا على سؤال لصحفيين في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد إرسال هذه المقاتلات إلى كييف كما طلب منه ذلك عدد من القادة الأوكرانيين أجاب بايدن "كلا".

ويقول المسؤولون الأميركيون إن مقاتلات إف-16، باهظة الثمن وليست متاحة بسهولة وستستغرق وقتا طويلا لتدريب الأوكرانيين على الطيران.

لكن الإدارة الأميركية تقول إنها لن تقف في طريق الآخرين، حسب "واشنطن بوست".

وقال الرئيس البولندي، أندريه دودا، إن القوات الجوية لبلاده لديها أقل من 50 طائرة إف -16، مشيرا إلي أن إرسال أي منها إلى أوكرانيا سيشكل "مشكلة خطيرة".

وأكد أن الطائرات لديها "حاجة ماسة للصيانة"، لذلك "لا يكفي مجرد إرسال عدد قليل من الطائرات".

وأثناء وجوده في أوروبا، أشار زيلينسكي إلى أنه سمع بالفعل من بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، بأنهم كانوا على استعداد لتزويد بلاده الطائرات، لكن العرض الوحيد الذي تم الإعلان عنه جاء من سلوفاكيا، الجمعة.

قال رئيس وزراء سلوفاكيا، إدوارد هيغر، إنه تلقى طلبا رسميا من زيلينسكي لتسليم طائرات مقاتلة من طراز ميج 29 من الترسانة السلوفاكية.

ووافقت سلوفاكيا على إرسال 11 طائرة ميج مقاتلة إلى أوكرانيا لتعزيز أسطولها الحالي، وفقا لـ"رويترز".

وتخشى الحكومات الغربية من تراجع دفاعاتها إذا قامت بنقل الكثير من معداتها، حسب "رويترز".

وأعرب الحلفاء عن قلقهم من أن توفير الطائرات المقاتلة سيكون "تصعيدا كبيرا في المساعدات لأوكرانيا قد يؤدي إلى رد روسي تجاه الناتو".

وتتجنب الحكومات الغربية إرسال أي أسلحة قادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية، حتى لا تعطي موسكو ذريعة لتصعيد الحرب. 

ويقول الكرملين إن "الدول الغربية ستصعد الوضع لصراع مباشر مع روسيا إذا أرسلت مقاتلات".

روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.
روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، الجمعة، أن نائب وزير الخزانة، والي أدييمو، سيناقش مع كبار المسؤولين البريطانيين فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتسخير الأصول الروسية المجمدة، وذلك في زيارة إلى لندن في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر.

وأضافت الوزارة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني، تيم بارو، ومحافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، ووزير الدولة، ستيفن دوتي، وفق رويترز

وأشارت الوزارة إلى أن أدييمو سيؤكد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتنسيق البلدين بشأن التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي للغزو الروسي.

وسيناقش أدييمو أيضا العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وقالت الوزارة: "في هذه المحادثات، سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بشكل أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضا سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران ووكلاءها من ممارسة أنشطتهم.

وستكون هذه أول زيارة لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إلى بريطانيا منذ صعود، كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى السلطة في يوليو الماضي، على الرغم من أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التقت مع نظيرتها البريطانية، ريتشل ريفز، في يوليو على هامش اجتماع مسؤولي مالية مجموعة العشرين في البرازيل.