أسلحة صادرتها البحرية الأميركية بينما كانت متجهة إلى اليمن في 7 يناير 2023
أسلحة صادرتها البحرية الأميركية بينما كانت متجهة إلى اليمن في 7 يناير 2023

في خطوة غير مسبوقة، يدرس الجيش الأميركي إرسال آلاف الأسلحة وأكثر من مليون طلقة ذخيرة إلى أوكرانيا، بعدما تمت مصادرتها سابقا عندما كانت متجهة إلى المقاتلين المدعومين من إيران في اليمن، لمساعدة كييف في معركتها ضد القوات الروسية، وفقا لتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يبحثون إرسال أكثر من 5000 بندقية هجومية إلى أوكرانيا و1.6 مليون طلقة من ذخائر الأسلحة الصغيرة وعدد قليل من الصواريخ المضادة للدبابات وأكثر من 7000 من الأدوات المفجرة التي جرى ضبطها في الأشهر القليلة الماضية قبالة الساحل اليمني من مهربين يشتبه بأنهم "يعملون لصالح إيران".

وفي الأشهر الماضية، أعلنت الولايات المتحدة ودول غربية مرارا، مصادرة أسلحة في طريقها الى اليمن، مرجحة أن يكون مصدرها إيران.

وفي مطلع فبراير، أعلن الجيش الأميركي عن عملية نفذها منتصف شهر يناير حلفاء غربيون أسفرت عن حجز مركب محمّل بالأسلحة والذخيرة يعتقد أن إيران أرسلته إلى اليمن، وفقا لـ"فرانس برس".

وقالت القيادة المركزية في الجيش الأميركي أنه تم العثور على أكثر من ثلاثة آلاف بندقية هجومية و578 ألف طلقة و23 صاروخًا موجهًا مضادًا للدبابات في العملية التي تمت في 15 يناير في خليج عمان.

وفي السادس من يناير، اعترضت قوات أميركية مركب صيد في خليج عمان يحمل أكثر من 2100 بندقية هجومية يعتقد أنها كانت متجهة من إيران إلى اليمن، وفقا "فرانس برس".

وفي ديسمبر2022، أعلنت البحرية الأميركية عن ضبط مليون طلقة ذخيرة وصمامات ووقود للصواريخ كان يتم تهريبها من إيران إلى اليمن.

في نوفمبر 2022، قالت البحرية الأميركية إنها اعترضت قاربا يحمل "كمية ضخمة من المواد المتفجرة، تكفي لتزويد أكثر من عشرة صواريخ بالستية متوسطة المدى بالوقود.

وستفتح هذه الخطوة غير العادية إمدادات جديدة من القوة النارية التي يمكن لأميركا وحلفائها الاستفادة منها بينما يكافحون لتلبية حاجة أوكرانيا للدعم العسكري مع دخول حربها مع روسيا عامها الثاني، حسب "وول ستريت جورنال".

وحتى هذا الأسبوع، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من 100 مليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة ونحو 13000 قاذفة قنابل يدوية ومسدس وبندقية، وفقا للبنتاغون.

ورفضت السفارة الأوكرانية في واشنطن العاصمة ومجلس الأمن القومي التعليق على الأمر.

إيران ودعم الحوثي

يدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية، وتسببت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها طهران بتزويد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء ومناطق أخرى في 2014 بـ"مساعدات عسكرية"، وهو ما تنفيه إيران، مؤكدة أن دعمها للحوثيين سياسي.

وتقول الأمم المتحدة إن "إيران هي المصدر الأكثر احتمالا للصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ والأسلحة الصغيرة التي ساعدت الحوثيين على الصمود بنجاح في حرب الثماني سنوات ضد القوات اليمنية المدعومة من السعودية".

وفي فبراير 2022، فرض مجلس الأمن الدولي حظر أسلحة على الحوثيين.

في أبريل الماضي، ساعدت الأمم المتحدة في التوسط للتوصل إلى هدنة في اليمن للمساعدة في المحادثات السياسية التي تهدف إلى إنهاء الحرب، لكن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع ما زالت متعثرة. 

وتتهم الولايات المتحدة إيران باستخدام التهدئة لمحاولة إعادة إمداد مقاتلي الحوثي بالأسلحة.

تحدي أمام إدارة بايدن

تشير "وول ستريت جورنال" إلى تحدي يواجه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ويتعلق بإيجاد مبرر قانوني لأخذ أسلحة من صراع ونقلها إلى صراع آخر.

ويتطلب حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الولايات المتحدة وحلفائها تدمير الأسلحة المصادرة أو تخزينها أو التخلص منها. 

وقال المدافعون عن الفكرة إن بايدن قد يكون قادرا على حل المسألة القانونية من خلال "صياغة أمر تنفيذي أو العمل مع الكونغرس لتمكين الولايات المتحدة من مصادرة الأسلحة بموجب سلطات المصادرة المدنية وإرسالها إلى أوكرانيا".

وأكد جوناثان لورد، مدير برنامج الأمن بالشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن ومؤيد للفكرة، أن هناك دعما من الحزبين "الديمقراطي والجمهوري" في واشنطن لهذا المفهوم.

من جانبه سخر نائب وزير الإعلام الحوثي، نصر الدين أمير، من الفكرة الأميركية ووصفها بأنها "غير فعالة".

وقال "ما التغيير الذي يمكن أن يحدثه هذا في الحرب بأوكرانيا، لقد أرسلوا أسلحة أثقل بكثير"، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

قلب الطاولة على طهران

قد لا يحدث حجم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها تأثيرا كبيرا في المجهود الحربي، لكن إرسال الأسلحة الموجهة للقوات المدعومة من إيران في اليمن إلى حكومة كييف سيسمح لأميركا بقلب الطاولة على طهران، التي زودت روسيا بالمئات من الطائرات المسيرة، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وسيفتح ذلك الباب أمام الولايات المتحدة لإعادة توجيه أنواع أخرى من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها قبالة الساحل اليمني، إذا احتاجت كييف.

وقال مسؤول أميركي: "إنها رسالة لأخذ أسلحة تهدف إلى تسليح وكلاء إيران وقلبهم لتحقيق أولوياتنا في أوكرانيا، حيث تزود إيران روسيا بالأسلحة".

وبينما ظفرت أوكرانيا بأسلحة من الغرب، اتجهت موسكو إلى حلفاء من بينهم إيران التي تقول كييف والغرب عنها إنها قدمت لروسيا مئات "الطائرات المسيرة الانتحارية" البعيدة المدى لتستخدمها في الهجوم على المدن الأوكرانية، وفقا لـ"رويترز".

ونفت إيران مرارا قيامها بتزويد أي طرف أسلحة "للاستخدام في الحرب" في أوكرانيا، قبل أن تؤكد مطلع نوفمبر الماضي أنها زودت روسيا عددا من الطائرات المسيّرة، لكن قبل بدء موسكو غزوها للأراضي الأوكرانية في أواخر فبراير، حسب "فرانس برس".

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.