قوات  روسيية في ماريوبول- أرشيف
ضاعفت القوات الروسية الهجمات على طول الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة

قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الأربعاء، إنه بالرغم من أن روسيا نشرت جيشها بالكامل، تقريبا، في أوكرانيا، إلا أنها "لم تستطع تحقيق أي اختراق" في إشارة إلى الأهداف التي سطرتها موسكو قبل سنة.

في غضون ذلك، حذر مسؤولون أوكرانيون من هجوم روسي متجدد يتزامن مع الذكرى الأولى لبدء الغزو، الأسبوع المقبل. 

وضاعفت القوات الروسية الهجمات على طول الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وحققت بعض المكاسب بعد سلسلة من الانتكاسات العام الماضي.

وقال والاس لبرنامج "توداي" الذي تبثه إذاعة "إل بي سي"  "نقدر الآن أن 97٪ من الجيش الروسي بأكمله موجود في أوكرانيا".

وكشف أن القوات الروسية كانت تحاول التقدم على جميع الجبهات، مضيفا: "لم نشهد في الواقع هذا الحشد لقوة واحدة للضرب في هجوم كبير، رأينا محاولة للتقدم، وقد جاء ذلك بتكلفة باهظة للجيش الروسي".

وتسعى أوكرانيا "لامتصاص" وقع الهجمات وكسب الوقت لبناء قواتها لشن هجوم لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا. 

ويتوقع المسؤولون الغربيون أن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا في الربيع.

وقال أندري يوسوف، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، إن القوات الروسية كانت تسرع لتحقيق مكاسب قبل أن تحشد كييف القوة القتالية الكافية لهجومها. 

وقال "الروس يدركون أن استمرار الهجوم المضاد الأوكراني وعمليات تحرير أراضينا أمر لا مفر منه" ثم تابع"هذا هو السبب في أن العدو في عجلة من أمره".

كان القتال شرسا بشكل خاص في مدينة باخموت الشرقية، حيث تقاوم القوات الأوكرانية التحركات الروسية لتطويق المدينة.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن المعارك في الشرق تستنزف قدرة روسيا على شن هجوم أوسع. 

وفي خطابه المسائي، قال زيلينسكي، إن الوضع في المناطق الشرقية من دونيتسك ولوهانسك لا يزال صعبًا للغاية.

وتابع: "يجب أن نفهم أهمية هذه المعارك، هذا هو المكان والوقت الذي يحدث فيه التدمير غير المسبوق للإمكانات الروسية".

جاءت تصريحات والاس في الوقت الذي تجتمع فيه الولايات المتحدة وحلفاء آخرون لليوم الثاني من المحادثات حول زيادة الإمدادات لكييف. 

وتعهد حلفاء كييف، الثلاثاء، بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والتدريب خلال محادثات مجموعة الاتصال بشأن الدفاع الأوكراني. 

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن مناقشات، الأربعاء، ركزت على توفير الدبابات.

ومع ذلك، فإن الأولوية العاجلة هي الذخائر، وفق ما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" حيث أطلقت القوات الأوكرانية العديد من الهجمات على القوات الروسية خلال العام الماضي لدرجة أن حلفاء كييف يكافحون لتلبية الطلب واضطروا إلى زيادة إنتاج الأسلحة.

ويدفع البعض في التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الآن لتكريس الزيادة من خلال استخدام القمة المقبلة في فيلنيوس في يوليو لرفع هدف الناتو الحالي البالغ 2% من إجمالي الناتج المحلي.

ويبدو أن معظم أعضاء الناتو يتفقون على أن العدوان الذي يقوده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعني أن نسبة 2% يجب أن تصبح "أرضية وليس سقفا" للإنفاق القومي، وفق ما قالت وكالة فرانس برس.

تعد واشنطن إلى حد بعيد أول دولة تنفق عسكريا، بحيث تمثل ثلثي الإنفاق الدفاعي للحلف تقريبا.

كما دعمت فرنسا وهي من الدول الوازنة في أوروبا، الحد الأدنى البالغ 2% لكنها قالت إن الإنفاق الإضافي يجب أن يكون مستخدما بشكل جيد.

وأعلن وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو "ما يهم هو أن تكون نسبة 2% من الإنفاق مفيدة وفعالة".

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ "ما هو واضح هو أنه إذا كان من الصواب الالتزام بإنفاق بنسبة 2% في عام 2014 فقد بات أكثر صوابا اليوم، بعد أن أصبحنا نعيش في عالم أكثر خطورة".

روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.
روسيا تزيد من وتيرة إنتاج الأسلحة مع استمرار الحرب في أوكرانيا - صورة تعبيرية.

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، الجمعة، أن نائب وزير الخزانة، والي أدييمو، سيناقش مع كبار المسؤولين البريطانيين فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتسخير الأصول الروسية المجمدة، وذلك في زيارة إلى لندن في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر.

وأضافت الوزارة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني، تيم بارو، ومحافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، ووزير الدولة، ستيفن دوتي، وفق رويترز

وأشارت الوزارة إلى أن أدييمو سيؤكد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتنسيق البلدين بشأن التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي للغزو الروسي.

وسيناقش أدييمو أيضا العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وقالت الوزارة: "في هذه المحادثات، سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بشكل أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضا سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران ووكلاءها من ممارسة أنشطتهم.

وستكون هذه أول زيارة لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إلى بريطانيا منذ صعود، كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى السلطة في يوليو الماضي، على الرغم من أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التقت مع نظيرتها البريطانية، ريتشل ريفز، في يوليو على هامش اجتماع مسؤولي مالية مجموعة العشرين في البرازيل.