روسيا استهدفت المدنيين في أوكرانيا
روسيا استهدفت المدنيين في أوكرانيا

استخدمت روسيا تكتيك "الضربة المزدوجة" في أوكرانيا خلال هجوم وقع يوم 2 فبراير بمدنية باخموت وأسفر عن مقتل مسعف أميركي محترف.

وشهد فريقا من صحيفة "وول ستريت جورنال" الضربة التي كانت مثالا على هذا "التكتيك الوحشي" الروسي.

ويعتمد هذا النوع من القصف على توجيه ضربة على موقع ما، ثم إعادة قصف الموقع المستهدف ذاته بعد مضي عدة دقائق، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، إذ يكون موقع الهجوم عادة مكانا لتجمع المدنيين وفرق الإنقاذ، لانتشال الجرحى والمصابين.

ولطالما اتهمت المنظمات الإنسانية في سوريا، حيث تدخلت روسيا عام 2015 لدعم نظام بشار الأسد، موسكو باستخدام هذا التكتيك لقتل وتشويه مقدمي الرعاية وإرهاب المدنيين.

في يوم 2 فبراير، قتل المسعف الأميركي،  بيت ريد، 33 عاما، الذي كرس حياته لعلاج الجرحى في الحروب، وذلك بعد "ضربة مزدوجة" روسية في أوكرانيا.

وبعد دقائق من وقوع انفجار بالقرب من محطة الحافلات بمدينة باخموت الشرقية التي مزقتها الحرب، وصل فريق من المسعفين لتفقد الأضرار وإنقاذ المصابين.

لكنهم تفاجئوا بعد ذلك بسقوط صاروخ في شاحنة المتطوعين البيضاء مما أسفر عن قتل وإصابة المسعفين.

وكان هناك مسعفان من النرويج تعرضا لإصابات جراء هذه "الضربة المزدوجة"، بالإضافة إلى بيت الذي قتل وهو يهم بمعالجة سيدة مسنة مصابة من الهجوم الأول.

قال المسعف النرويجي، سيمون جونسن، الذي نجا من الموت من هذه "الضربة المزدوجة"، "لقد كانوا يطلقون النار على سيارات مدنية".

وأضاف: "وضعونا على مرأى البصر حيث كانوا ينتظرون قدوم المسعفين".

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب صحيفة "وول ستريت جورنال" للتعليق.

ونفت روسيا مرارا وتكرارا استهداف المدنيين في أوكرانيا، على الرغم من الأدلة الكثيرة التي تثبت عكس ذلك، بما في ذلك تلك الأدلة التي قدمتها أوكرانيا وداعميها الغربيين والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام.

كان المسعف ريد وأربعة آخرون من فريقه في باخموت ذلك الصباح في زيارة لمراكز مدنية توفر الطعام والدفء والأدوية للآلاف الذين بقوا في مدينة كانت ذات يوم موطنا لنحو 80 ألف شخص.

ويشغل ريد منصب مديرا "غلوبال أوتريتج دوكتورز" (Global Outreach Doctors)، وهي منظمة طبية أميركية تقدم الإغاثة الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم وتنسق مع مجموعات أخرى لتقاسم الموارد على الأرض وتسعى لإنشاء مركز رعاية حرجة بالقرب من باخموت في أوكرانيا.

والتقى بيت بمؤسس المنظمة، أندرو لوستغ، خلال معركة الموصل في العراق، حيث تضافرت جهودهما لعلاج أي شخص مصاب من المدنيين إلى القوات العراقية إلى مقاتلي الدولة الإسلامية.

قال لوستغ: "بيت لا يهتم بمكانك أو إلى أي جانب أنت. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة طبية، فسيساعدك".

في عام 2016 وفي العراق أيضا، التقى بيت بفتاة تدعى، أليكس بوتر، قبل أن يتزوجا لاحقا، حيث عملت مصورة صحفية محترفة.

وتذكرت في مقابلة كيف تعرضت هي وبيت ذات مرة لقذائف الهاون من قبل الدولة الإسلامية فيما اعتقدوا أنه هجوم مزدوج. وقالت بوتر: "إنه تكتيك شائع في كل حرب".

ويتعافي جونسن، الطبيب النرويجي، من جروحه، لكنه يقول إنه يخطط للعودة إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.

كما أخذ إركو لايدنن، المسعف الأستوني الذي كان ضمن الفريق المتواجد في "الضربة المزدوجة" يوم 2 فبراير، سيارة إسعاف جديدة في بولندا ويخطط للعودة لأوكرانيا مجددا.

قال لايدنن: "إن روسيا مثل المتنمر السمين الذي يضرب الأولاد النحيفين الصغار في باحة المدرسة".

زيلنسكي خلال تفقده بوتشا المحررة
زيلنسكي بجولة ميدانية.. أرشيفية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي جنودا للقتال في أوكرانيا.

وقال زيلنسكي في خطابه اليومي: "نرى تحالفا متناميا بين روسيا وأنظمة مثل كوريا الشمالية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بنقل الأسلحة. بل يتعلق بإرسال أشخاص من كوريا الشمالية إلى قوات المحتل المسلحة".

ولم يصدر تعليق فوري من موسكو أو من بيونغ يانغ.

والأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت بقنابل انزلاقية تجمعا للقوات الأوكرانية بالقرب من حدود منطقة كورسك بغرب روسيا.

وذكرت الوزارة أن الهجوم استهدف "نقطة قوة وتمركز لأفراد من القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن القنابل أطلقت بواسطة طائرة حربية من طراز سو-34.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الضربة، ولم يذكر البيان المقتضب لوزارة الدفاع أي تفاصيل عن تأثيرها.

وباغتت أوكرانيا موسكو في السادس من أغسطس بتوغلها في منطقة كورسك الروسية وذلك في أول غزو لأراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحاول روسيا منذ أكثر من شهرين طرد القوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق الأحد إنها تنفذ عمليات هجومية في عشرات المواقع في كورسك.

وقال الرئيس الأوكراني إن قوات بلاده سيطرت منذ أوائل سبتمبر على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من كورسك، بما في ذلك 100 منطقة سكنية. 

وقال أمس السبت إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقع في كورسك "لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها".

وقالت روسيا إن قواتها استعادت بلدات عدة الأسبوع الماضي.

وقد يكون للقتال في كورسك تأثير كبير على مسار الحرب التي انطلقت شرارتها بغزو روسي شامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

لكن قرار كييف إرسال قطاع كبير من قواتها إلى كورسك كبدها ثمنا باهظا في مواقع أخرى من ساحة القتال، إذ تقدمت روسيا في شرق أوكرانيا خلال أغسطس وسبتمبر بأسرع وتيرة منذ عامين.