أوضحت مصادر استخباراتية في حلف شمالي الأطلسي "الناتو" أن الجيش الروسي يخسر ما يصل إلى 2000 جندي مقابل كل 100 ياردة (حوالي 91 مترا) يجري السيطرة عليها من قبل القوات الغازية في شرق أوكرانيا، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية.
وجاءت هذه التقديرات بعد يوم من تعهدات وزراء دفاع حلف الناتو بتقديم مزيد من الدعم العسكري أوكرانيا لمواجهة قوات الكرملين لاسيما في مجال التهديدات الجوية، وسط تقارير تفيد بأن الكرملين يحشد الطائرات المقاتلة والقاذفات والمروحيات الهجومية على حدود روسيا الغربية.
وقال حلف شمال الأطلسي إن دوله تكثف إنتاجها من ذخائر المدفعية لأن أوكرانيا تطلق القذائف بأسرع مما يستطيع الحلفاء صنعها.
وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، للصحفيين بعد اجتماع استمر يومين لوزراء دفاع الحلف في بروكسل "نحتاج إلى تكثيف الجهود أكثر، لأن هناك حاجة كبيرة لتزويد أوكرانيا بالذخيرة".
وتتلقى كييف مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، إذ تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات أمنية بأكثر من 27.4 مليار دولار منذ بدء الغزو في 24 فبراير من العام الماضي.
وحث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بورويل، الدول على الانضمام إلى ألمانيا في إرسال الدبابات.
وقالت بريطانيا إنها ودول أوروبية أخرى ستقدم معدات عسكرية تشمل قطع غيار للدبابات وذخائر المدفعية عبر صندوق دولي، بحزمة أولية تزيد قيمتها عن 241 مليون دولار.
"آمال بالنصر في الربيع"
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن أمام أوكرانيا فرصة سانحة لتولي زمام المبادرة و"استغلالها" في ساحة المعركة هذا العام.
وكان مسؤولون أميركيون كبار قد نصحوا كييف في وقت سابق بتأجيل شن هجوم كبير حتى تصل أحدث إمدادات الأسلحة الأمريكية وتوفير التدريب اللازم، وفقا لوكالة "رويترز".
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمة ألقاها، مساء أمس الأربعاء: "علينا التأكد من أنه سيكون هناك شعور حقيقي هذا الربيع بأن أوكرانيا تتجه نحو النصر".
وفي وقت سابق أوضحت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار أن "هجوم العدو مستمر في الشرق، بهجمات على مدار الساعة".
وكتبت على تطبيق المراسلة تيليغرام أمس الأربعاء "الوضع حرج. لكن مقاتلينا لا يسمحون للعدو بتحقيق أهدافه ويلحقون به خسائر فادحة".
من جانبه، قال المحلل العسكري الأوكراني، أوليه غدانوف، إن القوات الروسية شنت هجمات على عدة مناطق سكنية، مثل باراسكوفيفكا على الطرق الشمالية إلى باخموت، خلال اليوم الماضي.
وأضاف في مقطع فيديو على موقع يوتيوب أنه تم صد محاولات روسية للتقدم في منطقتين سكنيتين أخريين شمالي باخموت.
وتابع غدانوف "الأوضاع صعبة جدا على قواتنا هناك مع إرسال قوات روسية إلى المنطقة بأعداد كبيرة".
وقال ماكسيم غورين، المحلل العسكري والقائد السابق، لإذاعة "إن.في" الأوكرانية إن الروس يهاجمون قريتي أوبيتني وكليشيفكا الواقعتين على الطرق الجنوبية نحو باخموت.
وأضاف أن معارك عنيفة دارت أيضا في كراسنا هورا إلى الشمال من باخموت حيث تكبد الأوكرانيون خسائر.
وأردف"يمكن إمداد المدينة وإجلاء الجرحى. ما زال بوسعنا الحفاظ على دفاعنا لمدة طويلة".
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقريرها المسائي، أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 بلدة وقرية بالقرب من باخموت، وأيضا المدينة نفسها.
ونشر حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو صورا ومقاطع فيديو لمبنى سكني مليء بالركام قال إنه في مدينة بوكروفسك جنوب غربي باخموت، ودُمر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وستمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك، اللتين تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك، مما سيعيد إليها الزخم قبل حلول الذكرى الأولى للغزو بعد نحو أسبوع.