الجنود الأوكرانيون يطلقون النار باتجاه المواقع الروسية في شرق أوكرانيا في 28 ديسمبر 2022
الجنود الأوكرانيون يطلقون النار باتجاه المواقع الروسية في شرق أوكرانيا في 28 ديسمبر 2022

أوضحت مصادر استخباراتية في حلف شمالي الأطلسي "الناتو" أن الجيش الروسي يخسر ما يصل إلى 2000 جندي مقابل كل 100 ياردة  (حوالي 91 مترا) يجري السيطرة عليها من قبل القوات الغازية في شرق أوكرانيا، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية.

وجاءت هذه التقديرات بعد يوم من تعهدات وزراء دفاع حلف الناتو بتقديم مزيد من الدعم العسكري أوكرانيا لمواجهة قوات الكرملين لاسيما في مجال التهديدات الجوية، وسط تقارير تفيد بأن الكرملين يحشد الطائرات المقاتلة والقاذفات والمروحيات الهجومية على حدود روسيا الغربية.

وقال حلف شمال الأطلسي إن دوله تكثف إنتاجها من ذخائر المدفعية لأن أوكرانيا تطلق القذائف بأسرع مما يستطيع الحلفاء صنعها.

وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، للصحفيين بعد اجتماع استمر يومين لوزراء دفاع الحلف في بروكسل "نحتاج إلى تكثيف الجهود أكثر، لأن هناك حاجة كبيرة لتزويد أوكرانيا بالذخيرة".

وتتلقى كييف مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، إذ تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات أمنية بأكثر من 27.4 مليار دولار منذ بدء الغزو في 24 فبراير من العام الماضي.

وحث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بورويل، الدول على الانضمام إلى ألمانيا في إرسال الدبابات.

وقالت بريطانيا إنها ودول أوروبية أخرى ستقدم معدات عسكرية تشمل قطع غيار للدبابات وذخائر المدفعية عبر صندوق دولي، بحزمة أولية تزيد قيمتها عن 241 مليون دولار.

"آمال بالنصر في الربيع"

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن أمام أوكرانيا فرصة سانحة لتولي زمام المبادرة و"استغلالها" في ساحة المعركة هذا العام.

وكان مسؤولون أميركيون كبار قد نصحوا كييف في وقت سابق بتأجيل شن هجوم كبير حتى تصل أحدث إمدادات الأسلحة الأمريكية وتوفير التدريب اللازم، وفقا لوكالة "رويترز".

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمة ألقاها، مساء أمس الأربعاء: "علينا التأكد من أنه سيكون هناك شعور حقيقي هذا الربيع بأن أوكرانيا تتجه نحو النصر".

وفي وقت سابق أوضحت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار أن "هجوم العدو مستمر في الشرق، بهجمات على مدار الساعة".

وكتبت على تطبيق المراسلة تيليغرام أمس الأربعاء "الوضع حرج. لكن مقاتلينا لا يسمحون للعدو بتحقيق أهدافه ويلحقون به خسائر فادحة".

من جانبه، قال المحلل العسكري الأوكراني، أوليه غدانوف، إن القوات الروسية شنت هجمات على عدة مناطق سكنية، مثل باراسكوفيفكا على الطرق الشمالية إلى باخموت، خلال اليوم الماضي.

وأضاف في مقطع فيديو على موقع يوتيوب أنه تم صد محاولات روسية للتقدم في منطقتين سكنيتين أخريين شمالي باخموت.

وتابع غدانوف "الأوضاع صعبة جدا على قواتنا هناك مع إرسال قوات روسية إلى المنطقة بأعداد كبيرة".

وقال ماكسيم غورين، المحلل العسكري والقائد السابق، لإذاعة "إن.في" الأوكرانية إن الروس يهاجمون قريتي أوبيتني وكليشيفكا الواقعتين على الطرق الجنوبية نحو باخموت.

وأضاف أن معارك عنيفة دارت أيضا في كراسنا هورا إلى الشمال من باخموت حيث تكبد الأوكرانيون خسائر.

وأردف"يمكن إمداد المدينة وإجلاء الجرحى. ما زال بوسعنا الحفاظ على دفاعنا لمدة طويلة".

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقريرها المسائي، أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 بلدة وقرية بالقرب من باخموت، وأيضا المدينة نفسها.

ونشر حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو صورا ومقاطع فيديو لمبنى سكني مليء بالركام قال إنه في مدينة بوكروفسك جنوب غربي باخموت، ودُمر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وستمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك، اللتين تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك، مما سيعيد إليها الزخم قبل حلول الذكرى الأولى للغزو بعد نحو أسبوع.

زيلنسكي خلال تفقده بوتشا المحررة
زيلنسكي بجولة ميدانية.. أرشيفية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي جنودا للقتال في أوكرانيا.

وقال زيلنسكي في خطابه اليومي: "نرى تحالفا متناميا بين روسيا وأنظمة مثل كوريا الشمالية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بنقل الأسلحة. بل يتعلق بإرسال أشخاص من كوريا الشمالية إلى قوات المحتل المسلحة".

ولم يصدر تعليق فوري من موسكو أو من بيونغ يانغ.

والأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت بقنابل انزلاقية تجمعا للقوات الأوكرانية بالقرب من حدود منطقة كورسك بغرب روسيا.

وذكرت الوزارة أن الهجوم استهدف "نقطة قوة وتمركز لأفراد من القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن القنابل أطلقت بواسطة طائرة حربية من طراز سو-34.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الضربة، ولم يذكر البيان المقتضب لوزارة الدفاع أي تفاصيل عن تأثيرها.

وباغتت أوكرانيا موسكو في السادس من أغسطس بتوغلها في منطقة كورسك الروسية وذلك في أول غزو لأراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحاول روسيا منذ أكثر من شهرين طرد القوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق الأحد إنها تنفذ عمليات هجومية في عشرات المواقع في كورسك.

وقال الرئيس الأوكراني إن قوات بلاده سيطرت منذ أوائل سبتمبر على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من كورسك، بما في ذلك 100 منطقة سكنية. 

وقال أمس السبت إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقع في كورسك "لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها".

وقالت روسيا إن قواتها استعادت بلدات عدة الأسبوع الماضي.

وقد يكون للقتال في كورسك تأثير كبير على مسار الحرب التي انطلقت شرارتها بغزو روسي شامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

لكن قرار كييف إرسال قطاع كبير من قواتها إلى كورسك كبدها ثمنا باهظا في مواقع أخرى من ساحة القتال، إذ تقدمت روسيا في شرق أوكرانيا خلال أغسطس وسبتمبر بأسرع وتيرة منذ عامين.