روسيا نفت قصف المسرح عمدا
روسيا نفت قصفت المسرح عمدا

قضت محكمة روسية بسجن إعلامية ست سنوات لانتقادها غارات جوية على مسرح كان يحتمي به مدنيون أوكرانيون مما أدى إلى مقتل نحو 600 شخص في واقعة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "جريمة حرب واضحة".

وكان قد جرى اعتقال الصحيفة، ماريا بونومارينكو، التي تعمل في موقع "RusNews" الإلكتروني في مدينة بارناول بسيبيريا، الربيع الماضي، بعد نشرها أخبارا عن استهداف "مسرح الدراما" بماريوبول في جنوب أوكرانيا في مارس من العام الماضي.

ودانت محكمة مقاطعة لينينسكي في بارناول أن بونومارينكو، 45 عامًا، بنشر"أخبار كاذبة" عن الجيش الروسي وحكمت عليها بالسجن ست سنوات ومنعها من العمل  خمس سنوات في مجال الصحافة، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية.

وكان قصف المسرح جزءا من حصار روسي مطول لميناء ماريوبول، المطل على بحر آزوف، والذي اعتبر حاسما لخطوط الإمداد الروسية بين المناطق التي تسيطر عليها قواتها في جنوب وشرق أوكرانيا.

ونفت روسيا قصف المسرح عمدا، بحسب وكالة رويترز.

وكانت بونومارينكو قد انتقدت عبر حسابها على تطبيق تليغرام تلك الواقعة الدموية، لتبادر السلطات المختصة إلى اعتقالها والمطالبة بسجنها لمدة 9 أعوام، في حين يعتزم فريق الدفاع استئناف الحكم.

وأوضح فريق الدفاع بونومارينكو، وهي أم لطفلين، أن صحتها العقلية تدهورت خلال وضعها في الحجز الاحتياطي وأنها تلقت علاجا نفسيًا في محبسها في يونيو الماضي.

وفي سبتمبر قال زملاؤها إن ماريا قد حاولت الانتحار احتجاجًا على ظروف احتجازها.

وكانت بونومارينكو قد قالت في بيانها الختامي للمحكمة في تحد لنظام الرئيس، فلاديمير بوتين: "الأنظمة الاستبدادية تصل إلى أوج قوتها قبل انهيارها".

وعقب غزو قوات موسكو لأوكرانيا، صادق البرلمان الروسي "الدوما" على قانون قدمه الكرملين يقضي بمعاقبة من ينشر "أخبارا كاذبة" عن الجيش الروسي أو يساهم في إحباط معنويات الشعب.

وقد جرى محاكمة العشرات من النشطاء والإعلاميين والحقوقيين بموجب هذا القانون، في حين فر الكثير منهم لتجنب السجن.

وكان قد حُكم على السياسي المعارض، البارز إيليا ياشين، بالسجن ثماني سنوات ونصف لإلقاء اللوم علنًا على القوات الروسية في وقوع "مذبحة" بحق المدنيين في مدينة بوتشا بأوكرانيا.

وتحاكم ألكسندرا سكوتشيلينكو، وهي فنانة مقيمة في سان بطرسبرغ، تُحاكم بنفس التهم بعد أن استبدلت بطاقات أسعار السوبر ماركت بشأن استهداف المدنيين في ماريوبول، وقد تصل عقوبتها إلى عشر سنوات في السجن.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.