الهواتف الذكية غيرت من شكل الحرب في أوكرانيا
الهواتف الذكية غيرت من شكل الحرب في أوكرانيا

أصبح غزو روسيا لأوكرانيا الحرب الأكثر توثيقا في التاريخ بفضل الهواتف الذكية، مما يغير من شكل الصراع وفهم العالم له، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

ويوفر كل هاتف ذكي من ملايين الأجهزة في أوكرانيا حقائق عن هذه الحرب التي تقترب من عامها الأول، بحيث يمكن للكاميرات والميكروفونات تصوير وتسجيل الأحداث.

وتسمح هذه المواد الرقمية الملتقطة عبر الهواتف الذكية للمحققين ببناء أرشيفات مرئية واسعة النطاق للنزاع يمكن أن توفر في النهاية حسابا لجرائم الحرب المحتملة.

كما تتيح الهواتف الذكية للناس العاديين الوسائل لتزويد الجيش بمعلومات، مما يؤدي إلى تضييق الفوارق بين المدنيين والمقاتلين.

كذلك، تستخدم هذه الأجهزة لجمع المال لصالح الجيشين في روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تويجه الطائرات بدون طيار وقصف الأهداف بالنسبة للقوات الأوكرانية.

وقال الأستاذ المساعد بجامعة الدفاع السويدية، ماثيو فورد، إن "الحرب في راحة يدك وهو أمر مذهل حقا". وأضاف أن "جهاز واحد يصبح الوسيلة التي تنتج وتنشر وتعرض المواد الإعلامية، بل وتستهدف العدو أيضا".

في عدة مناسبات، كان المقاتلون الشيشانيون الموالون للزعيم القوي، رمضان قديروف، يستخدمون تطبيقات مثل إنستغرام وتيك توك لنشر صور ومقاطع في زمن الحرب.

وتمكنت المخابرات العسكرية البريطانية من تحديد موتقعهم من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الهواتف الذكية، بحسب مسؤول أوكراني.

ووقعت إحدى الحوادث في مدرسة بريف منطقة خيرسون بأوكرانيا خلال هجوم أوكراني خلال الخريف الماضي.

وقال المسؤول الأوكراني: "قام مؤلف الفيديو بتصوير زملائه من زوايا مختلفة بالإضافة إلى مباني وأراضي المدرسة التي كانوا يتواجدون فيها".

وبعد ساعات أصيب المبنى بقصف مدفعي دقيق. وقال شيشانيون على مواقع التواصل الاجتماعي إن الضربة قتلت نحو 30 مقاتلا.

قال إليوت كوهين، المؤرخ العسكري والاستراتيجي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن "الهواتف الذكية حلم أصبح حقيقة بالنسبة لأفراد المخابرات وكابوسا بالنسبة لأفراد مكافحة التجسس".

وأضاف أن استخدام الهواتف في ساحة المعركة هو اختبار أساسي للانضباط لأي جيش منظم يمنع حمل هذه الأجهزة.

وتعتبر الأجهزة الذكية الوسيلة الأهم لتوفير أدلة على أي جرائم حرب محتملة في حرب أوكرانيا، لكنه أمر مرهق لوجود كمية هائلة من المقاطع.

وقالت "mnemonic"، وهي منظمة غير ربحية مقرها برلين توثق انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا، إنها جمعت 2.8 مليون مادة رقمية في أقل من عام.

كذلك، توثق منظمة "Bellingcat" الصراع باستخدام مقاطع ملتقطة بالهواتف الذكية. 

وقال مؤسس منظمة "Bellingcat"، إليوت هيغينز، "بدأ الناس في متابعة الصراع عندما بدأ الروس العاديون في تصوير الدبابات أثناء نقلها إلى الحدود في الفترة التي سبقت الغزو".

وأضاف أنه منذ بداية الحرب، بدأت "Bellingcat" عملياتها بالتشاور مع المدعين العامين الأوكرانيين والدوليين حول كيفية معالجة المواد وأرشفتها عبر الإنترنت للوفاء بالمعايير اللازمة لاستخدامها في المحكمة.

وقال: "لقد طورنا عملية تهدف تحديدا إلى المساءلة القانونية باستخدام أدلة مفتوحة المصدر"، مردفا: "إنها أول حرب مفتوحة المصدر".

جنود أوكرانيون يحملون نعش جندي خلال مراسم جنازة
العسكريين قُتلوا بناء على أوامر القيادة العسكرية الروسية

أعلن المدعون الأوكرانيون، السبت، أنهم يحققون في احتمال قيام القوات الروسية بإعدام أربعة أسرى حرب أوكرانيين وقالوا إن المشتبه به في عمليات القتل قيد الاعتقال.

وقال بيان صادر عن مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد عبر تلغرام "بدأ المدعون العامون تحقيقا قبل المحاكمة (...) يتعلق بالقتل العمد لأربعة أسرى حرب".

ونقل البيان عن المدعي العام الرئيسي أوليكسندر فيلتشاكوف قوله "بدأ التحقيق عبر استجواب أسرى حرب روس، تم خلاله الحصول على شهادات بشأن ارتكاب الجريمة".

ويُزعم أن العسكريين قُتلوا بناء على أوامر القيادة العسكرية الروسية خلال الصيف في مصنع تجميع في فوفشانسك، والذي كان مسرح معارك عنيفة.

في مايو، شنت روسيا هجوما على منطقة خاركيف حيث تقع فوفشانسك، وهي المنطقة التي احتلتها أولاً ثم انسحبت منها في بداية الغزو في عام 2022.

وأضاف فيلتشاكوف "هذه القضية فريدة لأن الشخص الذي قد يصبح مشتبها به في الإجراءات المذكورة هو أيضا أسير لدى أوكرانيا".

وفي حال  ثبتت إدانته بارتكاب جريمة الحرب، يواجه المشتبه به السجن مدى الحياة.

وقال مكتب المدعي العام الأوكراني في وقت سابق هذا الشهر إن لديه معلومات عن إعدام "ما لا يقل عن 92 جنديا أوكرانيا استسلموا" في ساحة المعركة.

ويشمل ذلك مزاعم أن القوات الروسية أعدمت 16 أسير حرب بالقرب من مدينة بوكروفسك في شرق البلاد، وهي مركز لوجستي رئيسي للجيش الأوكراني.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقتل أسرى حرب منذ شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022.